الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الناتو» وفراق «الدب الروسي»

11 يناير 2016 23:48
في تعليق لم يحظ بكثير من الانتباه الأسبوع الماضي، قال الجنرال فيليب بريدلاف قائد القوات الجوية الأميركية، إن الولايات المتحدة «احتضنت الدب الروسي» لفترة طويلة، لكن الآن حان وقت اتخاذ موقف أشد صرامة. وأكد أن هذه الصرامة قد تأتي في صورة إرسال المزيد من القوات إلى أوروبا والمزيد من التدريب «المتقدم» لإعداد القوات الأميركية لمعركة محتملة ضد عدو الحرب الباردة السابق. والتصريحات التي جاءت في وقت كان الجنرال جوزيف دانفورد قائد هيئة الأركان الأميركية المشتركة يزور فيه أوروبا، أثارت بعض القلق. صحيح أن روسيا غزت شبه جزيرة القرم واستخدمت عوامل استفزاز وعمليات سرية، بل وحتى بعضاً من قوات الجيش الأحمر في أوكرانيا. لكن مسؤولي الدفاع لا يعتقدون أن روسيا عازمة على إرسال دباباتها إلى أوروبا، كما كان متوقعاً أن يفعل حلف وارسو أثناء العقود الأربعة ونصف العقد من الحرب الباردة. لكن جون هيربست، السفير الأميركي إلى أوكرانيا بين عامي 2003 و2006 والمدير السابق لمركز العمليات المتقدمة في جامعة الدفاع القومي في واشنطن، يرى أن تعليقات الجنرال بريدلاف وآخرون تمثل تحولاً. ويعتقد هيربست أنه «قبل ستة أو ثمانية شهور لو كان بريدلاف قد سلك هذا الاتجاه لربما رده البيت الأبيض» وطلب منه تخفيف حدة خطابه. وأضاف هيربست: «لكن ليس الآن.. هناك تطور في توجهات جيشنا وداخل الإدارة أيضاً». ويرجع هذا في جانب منه إلى تدخل روسيا في سوريا، وأيضاً عدوانها على شبه جزيرة القرم وأوكرانيا. وهذا تحول ملحوظ منذ نهاية الحرب الباردة حين افترضت الولايات المتحدة أن مسألة الأمن الأوروبية محسومة. ويرى هيربست أن حجة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي دأب على تكرارها لتبرير التدخل في أوكرانيا، «تنطبق بالمثل على دول البلطيق». وسكان أستونيا ولاتفيا، على سبيل المثال، ربعهم تقريباً روس، وقد اشتكوا سابقاً من معاملتهم بشكل سيء. وربما تغزو روسيا تينك الدولتين تحت رداء حماية المواطنين الروس. وأضاف هيربست: «لا أعتقد أن هذا مرجح، لكني أضع نسبة احتماله بين 5 و15%». بيد أن جيفري مانكوف، نائب مدير برنامج روسيا وأوراسيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن، يرى أنه حتى مع الأخذ في الاعتبار التدخل الروسي في القرم وأوكرانيا، وحتى سوريا أيضاً، فإن تحركاً مثل إرسال دبابات روسية إلى منطقة البلطيق، «خطير للغاية» وبعيد عن الاحتمال. وأضاف أن ما يثير القلق أكثر هو «عوامل الاستفزاز الأكثر احتمالاً، لكن الأقل تصعيداً، وأيضاً الأنواع المختلفة من عمليات الاستخبارات.. هنا يكمن التحدي حقاً». ويرى الجنرال بريدلاف ضرورة نشر مزيد من القوات الأميركية في أوروبا رداً على هذا الاحتمال. ويعتقد مانكوف أن «منطق الردع الذي استخدم في الحرب الباردة مازال صالحاً. وتقل احتمالات القتال إذا فهمت روسيا أن لدينا القدرة والرغبة في الوفاء بالتزاماتنا تجاه حلفائنا في الناتو». لكن قيادات الجيش الأميركي تتنازع الموارد رغم ما تحظى به وزارة الدفاع من سخاء التمويل. ويؤكد كريستوفر هارمر، الذي عمل في فريق موظفي البنتاجون المعني بتطوير الخطط الاستراتيجية لأوروبا و«الناتو» وروسيا بين عامي 2005 و2008، وهو محلل بحري بارز الآن في «معهد دراسة الحرب»، أن «في الوقت نفسه الذي تريد فيه أوروبا المزيد من القوات لتتصدى للحيل الروسية»، ترى قيادة الهادئ أن الروس يمكن التنبؤ بتحركاتهم، لكن كوريا الشمالية لا يمكن التنبؤ بها. وأضاف هامر أن هذا ينطبق أيضاً على القيادة الأميركية الوسطى المتورطة حالياً في حروب أفغانستان والعراق وسوريا، وهي تحتاج لموارد أيضاً. ويرى مانكوف أن روسيا لا تمثل ببساطة تحدياً عسكرياً، بل «أوسع من هذا بكثير»، والحلول المحتملة أيضاً تتجاوز الجيش وتتضمن «دعم الدول التي قد تتسبب هشاشتها بجعل بعض الشبكات أكثر قوة أمام الاختراق، بإلقاء الضوء على التدفقات المالية المريبة التي من المحتمل أن تقوض المؤسسات المالية في هذه الدول أو بالكشف عن الأطراف أو الحركات التي قد تكون لها قوائم أولويات مستترة». ويعتقد هيربست أن المشكلة التي تواجهها الولايات المتحدة حالياً مع روسيا قد لا يطول أمدها. ويرى أن «المشكلات المحلية في روسيا تتصاعد، وسوف تؤدي إلى تغيرات في سياساتها العدوانية الخارجية ذاتها.. الصفوة في موسكو تزداد استياءً من سياسات بوتين، خاصة مع تقلص الاقتصاد المحلي، وفي هذه الحالة إما أن تتغير السياسة أو تتغير القيادة». *مراسلة عسكرية ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©