الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إماراتي يبتكر أول نظام لتبادل الرسائل النصية بلغة الإشارة بين الصم والبكم

إماراتي يبتكر أول نظام لتبادل الرسائل النصية بلغة الإشارة بين الصم والبكم
14 نوفمبر 2007 00:45
في هذا العصر الذي أصبح فيه ''الموبايل'' جزءاً لا يتجزأ من أي نشاط بشري، بقي الصمّ والبكم بعيدين تماماً عن الاستفادة من هذا التطور التقني؛ ولم تكن هناك أية طريقة يمكنهم بواسطتها أن يتحادثوا ويتبادلوا الأفكار عن طريق الهاتف المتحرك· ولاحظ الإماراتي فهد عبدالله جابر، الموهوب في ابتكار الحلول التقنية، ذلك من خلال مراقبة عدد من الصم والبكم وهم يتبادلون الأحاديث في المقاهي بلغة حركة الأصابع المنتشرة عالمياً(لغة الإشارة)، إلا أنه تساءل: لماذا لا يتم ابتكار طريقة تسمح لهؤلاء بالاستفادة من هذا الجهاز السحري؟·· وكيف يمكن أن يستمر التواصل فيما بينهم عندما يفترقون، خاصة منهم أولئك الذين لا يعرفون القراءة والكتابة ولا يمكنهم التفاهم فيما بينهم إلا بلغة الإشارة ؟ حظيت هذه الأفكار باهتمامه إلى الدرجة التي جعلته ينصرف إلى السعي نحو ابتداع الحل؛ وساعدته على ذلك خبرته العريضة في فن الرسم التشكيلي والجرافيك· واستغرق العمل في مشروع فهد أكثر من سنة كاملة حتى نجح في تصميم كافة الإشارات والحركات التي تتفق مع لغة الإشارة الدولية· وهذه الإشارات تتم بحركة الأصابع، بحيث تطابق كل وضعية لأصابع اليد أو اليدين حرفاً أبجدياً باللغة العربية أو الإنجليزية· وأضاف بعد ذلك الإشارات الدالّة على الأرقام· ولم يكتفِ فهد جابر بالأحرف الأبجدية والإشارات، بل أضاف إلى صورها على الشاشة وجهاً افتراضياً للمساعدة في التعبير عن الأفكار مثلما يحدث عندما يتبادل الصم والبكم الأحاديث فيما بينهم· وعندما يتلقى الصم رسالة نصية بأبجدية الصم والبكم، فإنه يرى صور الأحرف المتتابعة وهي تبدو وكأنها صور متحركة تحاكي تلك التي يراها عندما يتحادث مع زميل له· ويضرب جابر مثالاً على هذا الابتكار الجديد فيشير إلى أن الكف المغلق تماماً يعبّر عن الحرف A، والكف المفتوح تماماً ما عدا الإبهام، يعبر عن الحرفB·· وهكذا· أما الأرقام فلها حركات أصابع تختلف تماماً عن الحركات المطابقة للأحرف، وكمثال عليها أن العدد (1) يوافق كفاً مغلقاً فيما عدا السبابة التي تكون مرفوعة· ويعمل النظام بحيث يتم تخصيص برنامج تطبيقي ''سوفتوير'' خاص به يمكنه استظهار الكفّين والوجه الافتراضي المعبر؛ ويقوم الأصم أو الأبكم بكتابة رسالة نصية بنفس الطريقة التي نكتب بها رسائلنا بالأحرف الأبجدية، ثم يقوم بإرسالها بنفس الطريقة التي نرسل بها رسائلنا عبر ''الموبايل'' وفق نظام SMS· وحول أهمية هذا الابتكار، قال فهد جابر لـ(الاتحاد): لي الشرف أن تكون دولة الإمارات هي السباقة عالمياً إلى ابتكار هذه الفكرة؛ خاصة وأنها دائماً ما تهتم بتحقيق مطامح ذوي الاحتياجات الخاصة، ثم لأن الإمارات كما يعرف العالم أجمع الآن، تسعى بكل عزم وتصميم للتحول إلى دولة رائدة على المستوى العالمي في مجال التطور الصناعي والتكنولوجي· ويمكن لأي زائر للدولة أن يرى بأم عينيه المستويات العالية لتطور البنى التحتية كافة في الدولة وخاصة فيما يتعلق بالأتمتة الرقمية لمختلف الأعمال والنشاطات البشرية· وحول سؤال يتعلق بأهمية النظام ومدى إمكانية نشر استخدامه على المستوى العالمي، قال جابر: ''لا شك أنه نظام بالغ الأهمية بالنسبة لهذه الفئة المحرومة سواء في مجتمعنا أو في سائر دول العالم، ومما يساعد على نشره هو وحدة لغة الإشارة العالمية عند الصم والبكم·· وأنا متأكد من أن شركات تشغيل الموبايل سوف تتسابق لتبني النظام بمجرّد اكتمال بناء السوفتوير الخاص به''· ويمضي جابر قائلاً: لقد بدأت إجراءات تسجيل الابتكار في الدوائر المختصة بحفظ حقوق الملكية الفكرية في دولة الإمارات خوفاً من تسرّب الفكرة وتناقلها بين منتجي خدمات الموبايل، وأؤكد أن تطبيقات الاستفادة من الفكرة في الواقع العملي سهلة جداً ولا تحتاج إلى الكثير من الخبرة؛ وهذا يسهّل تداولها على أوسع نطاق في مجتمع الصم والبكم· ويحرص جابر في حديثه حول أهمية هذا الابتكار على الإشارة إلى أن من الممكن الاستفادة منه في وضع أسس أبجدية جديدة ذات صفة عالمية يمكن أن يقرأها الصم والبكم عبر الجرائد والمجلات ومختلف أنواع المطبوعات بما فيها الكتب والموسوعات؛ كما يمكن ترجمة الأفلام ونشرات الأخبار التلفزيونية إليها حتى يفهموها· وأشار إلى أن هذه الطريقة تختلف عن تلك التي يظهر بها ما يعرف باسم (الرجل الظلّ) في إحدى زوايا الشاشة أثناء عرض نشرة الأخبار المصورة· وقال جابر إنه لابد، بعد استكمال وضع كافة الرموز والأشكال لنظامه المبتكر الجديد، أن تتبناه شركة كبرى بحيث تعمل على تنفيذه من خلال كتابة ''السوفتوير'' الذي يحوّله إلى خدمة يمكن بيعها لمشغلي خدمات ''الموبايل'' في العالم أجمع، ويكون المستفيد الأكبر منها هو مجتمع الصمّ والبكم·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©