الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

امرأة في رحلة البحث عن ذاتها

1 مارس 2018 01:10
المرأة في مجتمعنا واقع حي لا جدال في وجودها وأهمية دورها، فقد تختلف الأدوار من ربة منزل وموظفة وطالبة ومسميات في وقتنا الحالي لا حصر ولا مثيل لها، لكن تظل في ختام القصة تلك التاء المربوطة بالحنان والعطاء، تختلف أدوارها مع اختلاف الزمان والمكان، الأنثى ذلك المخلوق الرقيق كيف اكتشفت في ذاتها ذلك الطموح القوي؟ كيف لأنامل الفتاة الجميلة أن تخوض في مهن تحتاج لقوة تحمل وقدرات شاقة؟ ما يحيرني في عصرنا الحالي هو المهارات الفريدة من نوعها التي امتازت بها نساء اليوم. ما أثار فضولي مؤخراً تلك التساؤلات التي تدور في عقلي لما سمعته في الماضي عن المرأة بأن مكانها البيت وحاجتها لظل تتكئ عليه. لنقف نتأمل موقفين كل منهما يقف مواجهاً للآخر على ضفةٍ مختلفة. المرأة الموظفة التي تستيقظ صباحاً لتتحمل أعباء الحياة من مسؤوليات، مصاريف، وماديات لتفكر بالمستقبل وكيف تؤمن الحياة التي تحلم بها لنفسها ولأسرتها، فتجد نفسها هي من تدفع الفواتير وتؤمن مصروف المنزل وتسعى لتحقق راحة مادية لذاتها وتشتري احتياجاتها دون رجل يمد يد العون، بل وتوفر احتياجات أسرتها ومن حولها، نطقت بلسان حال الفجر لتعبر عن حاجتها لذلك السند الذي تتكئ عليه بين حين وآخر، فيكون لها المعين والمعيل. مهما حققت من إنجازات وطموحات ووصلت لأعلى المراتب تظل تحن لذلك الاستقرار بين زوايا بيتٍ يملؤه صوت الأطفال وزوج كما قال الله عز وجل (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَ?لِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)، «سورة الروم: الآية 21». فيما تكاد لا تتحمل تلك الأخرى التي تعيش بين أربع جدران، الحياة في كنف الرجل وتحت سلطته ليقرر عنها ما يصح ولا يصح، فتعبر ربة المنزل عن ذلك الضياع بداخل أعماقها الذي سلبها طموحاتها واحتياجاتها لبناء ذاتها واستقلاليتها، بعيداً عن حواجز المجتمع التي تفرض على المرأة أن تسخر حياتها خدمةً للرجل وعلى حد قول لسان حالها «ربما يكون هذا الزخم من الأعباء التي تعاني منه المرأة الموظفة الطموحة التي تحلم بالاستقرار في كنف زوج وأسرة محبة، يتمناه الغير ممن يعيشون بلا تقديرٍ لذواتهم، بل يكرسون حياتهم خضوعاً وانصياعاً لأصحاب القوى والاستقلالية من الرجال». اختلفت الآراء والمشاعر في وصف الحال الأنسب للمرأة لتظل البيئة وظروف الحياة العامل الأساسي لتلك المشاعر المتخبطة بين امرأة وأخرى، ليس هنا صواب وخطأ قطعاً في حكمنا للأمور، ولكن الصواب أن تعلم المرأة واجباتها وحقوقها، دورها وأهدافها، لتوازن بين طموحاتها والتحديات التي تواجهها، والنقطة الفاصلة والأهم أنه ليس هناك مستحيل يقف بين المرء وأحلامه سوى إرادته، فلماذا ننتظر الحلقة الأخيرة من مسلسل الحياة، بينما بإمكاننا أن نعيد كتابة أدوارنا بما يتناسب مع رغباتنا، فكل امرأة قادرة على كسر حاجز المحال وخلق الممكن من لا شيء، حينما نتأمل قصص الناجحات سنستشعر من خلالها أن كلاً منهن اختارت هدفاً واضحاً رسمت معالمه برغبتها القوية تجاه تحقيق ذاتها، فلم تنصع للشوق الذي يعتصر قلبها تجاه البنين، ولم تفكر في أن المنزل حاجزٌ بينها وبين تحقيق ذاتها، مهما واجهتنا الصعوبات والتحديات علينا أن نستمر، وإن لم يكن هناك أمل علينا أن نوجد ذلك الباب الذي يقودنا للرضا عن النفس، فالنجاح الأعظم ليس بتقلد أعلى المناصب ولا تحقيق زواج مثالي، إن النجاح الحق هو عندما ننظر لأعماقنا نجد صفاء الروح والرضا والراحة، عندما نتمسك بأحلامنا مهما صغرت ونتخلى عن أحلام غيرنا مهما كبرت. بلقيس فوزي - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©