نسرين درزي (أبوظبي)
بعدما كان الإقلاع عن التدخين بالنسبة لكثيرين ضرباً من المستحيل لتعلقهم اللاإرادي بالنيكوتين، أصبح واقعاً ملموساً يذهب إليه المدخن بقدميه.
ومع ارتفاع عدد الحالات المرضية الناجمة عن التدخين أطلق مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» برنامجاً متطوراً من أربع خطوات لمساعدة الراغبين في الإقلاع عن التدخين وهي: الفحص الطبي الشامل لإنشاء سجل مفصل للمريض، ووضع خطة خاصة به لمساعدته على الإقلاع، ومتابعة حالة المقلع عن التدخين وتقديم المشورة والدعم لمنع انتكاسه، وأخيرا تنظيم اجتماعات متابعة منتظمة، لضمان إقلاع المريض عن التدخين مدى الحياة، وفق مسؤولين في المستشفى.
طريق معبد
أورد الدكتور جيفري تشابمان، رئيس معهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، أن برنامج الإقلاع عن التدخين يعكس الالتزام القوي بالرعاية الصحية الوقائية. إذ إن التدخين يمثل تحدياً كبيراً للصحة العامة، ولا بد من لعب دور مناسب للحد من انتشاره ومساعدة المدخنين على استعادة السيطرة على حياتهم من جديد. وذكر أن برنامج الإقلاع عن التدخين التابع لمعهد الجهاز التنفسي والرعاية الحرجة في مستشفى كليفلاند كلينك أبوظبي، صمم على غرار النموذج الناجح المطبق في «كليفلاند كلينك أوهايو». وهو يوفر لكل مدخن خطة خاصة تتضمن 4 خطوات تناسب احتياجاته وتضمن له متابعة مستمرة من لحظة اتخاذه قرار الإقلاع عن التدخين إلى ما بعد الشفاء نهائياً، موضحا أن البرنامج يقدم مساعدة طويلة الأمد لتجنب أي انتكاسة مع نصائح لنظام غذائي مناسب وأسلوب حياة صحي ومعلومات عن تجنب الدوافع التي تشجع على التدخين.
وحول فوائد الإقلاع عن التدخين، قال تشابمان إنها تشمل التمتع بصحة أفضل ومظهر أكثر شباباً. وهو يساعد في توفير المال وتحسين حاستي الشم والتذوق. وبعد عام واحد من التخلص من هذه العادة، يتراجع خطر الإصابة بالنوبات القلبية كثيرا، كما يتراجع خطر الإصابة بالسكتات الدماغية إلى مستوى ما هو عليه عند غير المدخنين، مشيراً إلى أن برنامج «كليفلاند كلينك أبوظبي» يعتمد على نهج مثبت تم تطويره في الولايات المتحدة ويبلغ معدل نجاحه نحو 20%، أي ضعف معدل النجاح السائد في «كليفلاند أوهايو».
ناقوس الخطر
عن أضرار التدخين الذي يكاد يكون مرضاً بذاته وعن سبل التشجيع على الشفاء منه قال الدكتور إياد حسن، الاختصاصي المعتمد في علاج الإدمان على التدخين، والذي يرأس برنامج الإقلاع عن التدخين في مستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي»، لـ «الاتحاد» إن التدخين أحد أهم أسباب السرطان التي يمكن تجنبها في العالم، كما أنه يزيد خطر النوبات القلبية ومضاعفات السكري. وأشار إلى أنه ما من علة يعانيها المدخنون، سواء صحية أو اضطرابات عصبية أو حتى توتر وضغوط نفسية، إلا ويكون التدخين من أبرز أسبابها. وأوضح أنه وفقاً لدراسات، فإن السيجارة الإلكترونية أو بدائل التدخين الأخرى لا تعتبر بديلاً صحياً لأنها تحمل المخاطر نفسها وإن كانت بنسب أقل. وقال إن الشفاء من التدخين ممكن مع وجود الإرادة والدعم الطبي، مؤكدا أن الخوف من الفشل مجرد وهم. وذكر أن أعداد المدخنين الذين يطلبون المساعدة لترك التدخين في تزايد مستمر بفضل زيادة التوعية بالمخاطر الصحية طويلة الأمد لهذه الآفة الضارة. وقال إن السجائر ليست وحدها المتسبب بتهديد الصحة العامة، إنما كذلك المدواخ والشيشة وكلها علل غير مباشرة للأمراض السرطانية. وبحسب آخر استبانة نشرتها دائرة الصحة في ديسمبر الماضي، يعد مرض السرطان المسبب الثالث للوفيات في أبوظبي. وقد أدى إلى 15% من الوفيات المسجلة لعام 2016، ويأتي بعد أمراض القلب 37%، والحوادث 20 %.
أطلس التبغ العالمي
تشير إحصاءات «أطلس التبغ العالمي»، إلى أن 27 شخصاً يموتون أسبوعياً في الإمارات بسبب الأمراض الناجمة عن التدخين، فيما يصل معدل التدخين في الدولة إلى 24,3% من الذكور، و0,8% من الإناث.
5 نصائح
يقدم الدكتور إياد حسن، الاختصاصي المعتمد في علاج الإدمان على التدخين، تالياً 5 نصائح للإقلاع:
* اتخذ القرار بشأن الاستراتيجية التي تعتقد أنها تساعدك في الإقلاع عن التدخين، وتذكر أن العلاج والدعم يضاعفان فرص النجاح.
* أوجد الدافع الذاتي، وتعهد لنفسك بالإقلاع عن التدخين.
* كن واعياً وحدد المحفزات والأوقات التي تشعر فيها بالرغبة في التدخين. كلما ازداد هذا الوعي كانت النتائج أفضل.
* حدد الأسباب التي تدفعك للإقلاع عن التدخين. واعرف أنك تترك هذه العادة الضارة من أجل نفسك، وليس من أجل أي شخص آخر.
* ليكن هدفك بلوغ مرحلة خالية من التبغ كلياً. واعلم أنها رحلة، لكنك ستجتازها بالتأكيد.
للاتصال
يمكن للمدخنين المهتمين بالإقلاع عن التدخين الاتصال بمستشفى «كليفلاند كلينك أبوظبي» على الرقم CCAD 8 800 أو 2223 8 800.
عدد اليوم
