الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

السُّنة في الجيش العراقي... فوائد تفوق المخاطر

السُّنة في الجيش العراقي... فوائد تفوق المخاطر
15 نوفمبر 2007 02:08
تواجه الجهود الأميركية الرامية إلى تشكيل حوالي 70 ألفا من المقاتلين المحليين لتعزيز المكاسب الأمنية في العراق، الكثير من التحديات على الصعيدين السياسي واللوجستي· وفيما تسعى القوات متعددة الجنسيات، التي تقودها الولايات المتحدة إلى تنظيم عملية التجنيد، تقاوم الحكومة المركزية من جانبها إدماج المتطوعين الجدد في قوات الشرطة والجيش العراقيين، وذلك حسب ما أفاد به مسؤولون عسكريون في الجيش الأميركي· فبرغم ترحيب الجنرال ''ديفيد بترايوس'' وباقي القادة العسكريين بمبادرة إشراك القبائل العراقية والمتمردين السابقين في المعركة ضد الجماعات المتشددة، إلا أن قادة الحكومة -التي يهيمن عليها الشيعة- عبروا عن خوفهم من تمرد المقاتلين المحليين الذين يشكل السنة 80 بالمائة منهم، على الحكومة العراقية· والنتيجة أن الحكومة حصرت المقاتلين في مقار عملهم وكلفتهم بحماية المساجد المتواجدة في أحيائهم دون الاضطلاع بمهام موسعة، لكن رغم التضييق الحكومي واصل المئات من المتطوعين تدفقهم أسبوعياً على مراكز التجنيد مشكلين قوة كبيرة، لكنها في الوقت نفسه تمثل حملا ثقيلا بسبب عدم قدرة تلك القوات على وضع محدد، أو زي موحد· وإذا كانت الجهود المبذولة حالياً لتجنيد قوات محلية وبناء قوات عراقية في مناطقها المختلفة من شأنه تخفيف العبء عن القوات الأميركية، إلا أنها تطرح تحديات مرتبطة باحتمال ارتداد المبادرة سلباً على الاستقرار الهش في العراق، لا سيما في حالة عدم خضوع المتطوعين لنظام موحد يضمن انضباطهم· وفي هذا السياق يقول الجنرال ''بول نيوتن'' -الخبير البريطاني في مجال مكافحة التمرد الذي يعمل مع الجنرال ''بترايوس''-: ''يصل عدد أفراد الجيش البريطاني برمته إلى 100 ألف جندي، وفي الحملة الأخيرة لتجنيد العراقيين وصلنا تقريبا إلى ثلاثة أرباع الجيش البريطاني، لكن تصورنا أن ذلك يتم من دون هياكل ثابتة لإدارة الموارد البشرية، أو للتجنيد والتدريب''· ومنذ أن تولى ''نيوتن'' مهامه إلى جانب قائد القوات الأميركية الجنرال ''بترايوس'' في شهر يونيو من العام الجاري، التقى مع شيوخ القبائل والمتمردين السنة، فضلا عن زعماء الميليشيات الشيعية والسياسيين العراقيين في محاولة لتسهيل عملية إدماج قوات المتطوعين· يُذكر أن أكثر من 67 ألف شخص على امتداد 12 من المحافظات العراقية الثمانية عشرة مسجلون تحت الاسم العسكري الذي أطلقه عليهم الأميركيون ''المواطنون المحليون المعنيون''· وقد أخضع أكثر من 51 ألفا منهم للمراقبة والتدقيق بعدما رفعت بصماتهم وسجلت أسماؤهم، واستوفيت باقي المعلومات المتعلقة بماضيهم الجنائي وغير ذلك، ويتم إدخال تلك المعلومات في قاعدة بيانات كبيرة يمكن اللجوء إليها لرصد السلوك الإجرامي لبعض العناصر مثل مقارنة البصمات مع تلك التي تم رفعها عن العبوات الناسفة المزروعة في جنبات الطرق· ويشكل السنة 82 بالمائة من نسبة القوات المحلية، بينما يمثل الشيعة 18 بالمائة، كما يستفيد 37 ألفا من المتطوعين من راتب شهري يصل إلى 300 دولار، تموله قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة· ورغم التطمينات التي كررها المسؤولون الأميركيون أكثر من مرة، أنهم ليسوا بصدد تشكيل ميليشيا سنية يشتكي المسؤولون في الحكومة العراقية من أن تخصيص رواتب للمجندين هو بمثابة تزويدهم بالسلاح· وإلى حد الآن مازالت الحكومة العراقية تتحفظ على إدماج أعداد كبيرة من المتطوعين في سلكي الشرطة والجيش، مقاومة الضغوط الأميركية المطالبة برفع سقف قوات الشرطة في محافظتي الأنبار وديالي؛ ويقر ''جورج سميث'' -المتحدث باسم الجيش الأميركي في بغداد- بأن ''التقدم المحرز في مجال إدماج المتطوعين في قوات الأمن العراقية مايزال بطيئا''· وفي الشهر الماضي طالب التحالف السياسي الشيعي الذي يقوده ''نوري المالكي'' الولايات المتحدة بوقف تجنيدها للسنة· وأشار ''موفق الربيعي''، مستشار الأمن القومي العراقي في حديث إلى ''واشنطن بوست''، إلى أنه ''كلما اعتمد المقاتلون السنة على قوات التحالف ضعفت الحكومة العراقية''· ويتخوف المسؤولون العراقيون من الماضي الإجرامي لبعض المتطوعين الذين يعملون اليوم مع الأميركيين، مستشهدين بالمشاكل المرتبطة باختراق الميليشيات الشيعية لقوات الأمن العراقية ورغبتهم في عدم تكرار ذلك مع المقاتلين السنة· في هذا الإطار يقول ''سامي العسكري''، مشرع شيعي ومستشار رئيس الحكومة: ''علينا أن ندمج السنة في الشرطة والجيش، لأنهم جزء من المجتمع العراقي، لكن علينا قبل ذلك التأكد من ماضيهم حتى لا ينتهي بنا الأمر إلى ما نعاني منه اليوم من اختراق الميليشيات لقوات الأمن التي ستكون هذه المرة سنية وليست شيعية''· كما يتخوف بعض أطراف الجيش الأميركي من ذلك، فقد عبر الأميركيون في اجتماع ببغداد عن خشيتهم من تورط بعض المتطوعين في أعمال العنف، وذلك محاولة منهم للضغط على الحكومة لإرجاعهم إلى الشارع، بعدما كانت قد قيدت تحركهم في مناطق ضيقة· وأكد هذا الطرح أحد الجنود المشاركين في الاجتماع الذي عقد في بغداد قائلا: ''عندما بدأت قوات المتطوعين عملها كانوا يحظون بشرعية، لكنه اليوم بات واضحاً وجود بعض مستويات التواطؤ، حتى لو كان محدوداً، بين المتطوعين وعناصر ''القاعدة'' في العراق''· ومع ذلك يرى المسؤولون في الجيش الأميركي أن فوائد برنامج إدماج المتطوعين في القوات العراقية تفوق المخاطر المحتملة· فقد أكد الجنرال ''رايموند أوديرو''، ثاني أكبر قائد عسكري أميركي في العراق، أنه طيلة الفترة الأخيرة الممتدة على مدى 15 يوما قام المتطوعون بتوفير معلومات قيمة ساهمت في استرجاع كميات هائلة من الذخيرة، وصلت إلى 37 ألف رطل من المتفجرات، فضلا عن ألفين من قذائف المدفعية و500 من المتفجرات الخارقة للدروع· ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
المصدر: بغداد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©