الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«دفتر البنات» في طي الذكريات

«دفتر البنات» في طي الذكريات
1 مارس 2018 03:04
هناء الحمادي (أبوظبي) يسارعن لشراء دفاتر تحمل أوراقاً ملونة مقصوصة بعناية، لكن الغاية منها ليست لكتابة ملاحظات فيها، إنما تدوين يومياتهن وذكرياتهن الجميلة في تلك الأوراق التي لا يقترب منها أحد سواهن، ليظل دفتر الذكريات هو الذي تودع فيه الفتيات أحلامهن وأسرارهن، حيث كل مشاعرهن وضحكاتهن تخفيها تلك الأوراق من بين الصفحات المغلقة، خطوط كتبنها منذ عرفن أسرار الكتابة، وصور مقصوصة من المجلات رأين فيها فارس أحلام منتظراً أو فستاناً أنيقاً تريد أن ترتديه أو لعبة جميلة تود الحصول عليها.. فما الذي تبدل؟ تعود ريم المهيري بذكرياتها إلى الماضي الجميل ببساطته وبأوراق «الدفتر» ذات اللون الوردي والقلم الذي تعلوه الريشة، وعن ذلك تقول «في ذلك الوقت كانت الفتيات يجدن الدفتر هو «الونيس»، فلم تكن الهواتف موجودة، لكن تظل تلك الأوراق في طي الذكريات، تضم الكثير من الأحلام والأفكار والأمنيات الصغيرة. وتضيف» استطعت أن أخفي أسراري عبر الكتابة بحروف سرية وكود لا يعرفه غيري، وكنت أقص الصور الجميلة للفنانات وللأثواب الأنيقة، كان حلماً جميلاً أعيشه كل ليلة، وكنت أكتب كثيراً حتى تصورت أني سأصبح شاعرة، لكنها لحظات أنقذتني من الحزن والانكسار واليأس، فكنت كلما تضايقت هرعت إلى أوراقي، اسكب فيها كل مشاعري، وكنت أكتبها بدموعي وكل حرف سجلته كان من أعماقي، لكن اليوم أصبح الهاتف يضم كل تلك التفاصيل والأسرار بـ «كبسة زر» لتتحول الأسرار من الدفتر إلى الهاتف. جواهر الحوسني ما زالت تحتفظ بتلك الدفاتر والتي تنوعت ما بين الأحجام الصغيرة والمتوسطة الملون منها والعادي، لكن كل صفحة تحتوى على الكثير من الذكريات الجميلة من أحرف ونقوش وصور.. وعبرت عن تلك الفترة «مررت بتجربة تحويل الحروف إلى أشكال فكانت كتابتي أقرب إلى الهيروغليفية، وهكذا كنت أجرب كل شيء يمكن أن أخفي به ما أكتب عن عيون المتلصصين وفي الحقيقة حين أرجع بذاكرتي إلى تلك الأيام أجد أن كل هذا العناء كان لإخفاء أسرار تبدو شديدة التفاهة، وفي ذلك الوقت حيث كانت عظيمة الأهمية آنذاك، لكن اليوم أجد نفسي من فترة لأخرى أدون ما أجده سراً في هاتفي الذي لا يستطيع أحد تفتيشه باعتباره له رقم سري. دفتر الأسرار سعاد النعيمي أكدت أنها تحتفظ بتلك الدفاتر في خزانة خاصة فيها كل ذكريات طفولتها إلى تخرجها من الجامعة حتى زواجها.. ومازالت تلك الأوراق الملونة تحفظ الكثير من حكايات الطفولية، والتي تضم الكثير من الأسماء والأحرف الجميلة رغم صغر أحلامها التي دونتها إلا أنها ما زالت كلما تتصفح الدفتر تعود إلى تلك الأيام الجميلة التي لا تعوض». وتتابع «نعم لدينا دفتر ذكريات غير أنه في هذا العصر أصبح إلكترونياً، وتعددت طرق تجميله باستخدام الوسائط الحديثة من صور وفيديوهات وأصوات وغيرها، وتقريباً لم نعد نكتب كثيراً بقدر ما نصور مقاطع فيديو خاصة بنا أو صوتاً أو صور سيلفي ونضعها في برنامج ألبوم الحكايات وبعض الفتيات أصبحن يشاركن العالم قصصهن عبر «سناب شات» ووسائل التواصل الأخرى. أما أفراح البلوشي فترى أن للدفتر الورقي رونقه الخاص، فمجرد الإمساك بالورق والقلم وتسجيل المشاعر تختلف جداً، عنه بطريقة إلكترونية، وأوضحت أن الاستعانة بالصور في تجميل الدفتر أصبح أسهل عبر استخدام صور الإنترنت الكثيرة بعد طباعة المناسب منها، لكن الفكرة إجمالاً موجودة وكثيرات يستخدمن الورقة والقلم بجانب الآي باد والموبايل في الاحتفاظ بالأسرار وكتابة الخواطر. العلاج بالكتابة ترى الاستشارية النفسية فائدة الكثيري، أن التعبير عن النفس بالكتابة من أفضل الوسائل العلاجية في النفس، فالبوح بكل ما يجول في الخاطر من انفعالات ومواقف مؤلمة ومفرحة كفيلة بأن تخفف من حدة الغضب أو الشعور بالألم. وأشارت إلى أن الكتابة الخاصة كالحديث مع النفس، أحد أنجح طرق علاج التوتر‏ إذا تميز بالصدق والصراحة، حيث يؤكدون أن تسجيل المشاعر والعواطف على الورق يساعد على منع الأمراض النفسية بشرط أن تكتب على الورق ما تشعر به، وليس مجرد ما قمت به وأن تكتب كلاماً لنفسك فقط، ولا تدع أحداً غيرك يقرؤه وأن تكتب عن أشياء أخافتك وأقلقتك، فالكتابة على الورق تعتبر الطريقة المثلى للتعبير عن المشاعر، حيث يؤكد الخبراء أن كتابة الأفكار والمشاعر المؤلمة تساعد على تعافي الجراح النفسية بسرعة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©