سحر توفيق من ألف ليلة إلى سير النساء

الروائية المصرية سحر توفيق لا تذكر بالضبط أول كتاب قرأته، لكنها تذكر أول كتاب أدهشها في سن مبكرة، وجعلها تعود إليه مرات ومرات وهو ''ألف ليلة وليلة'' وقالت: ادهشني أنه يحمل كل هذا الكم من الخيال الواسع الذي لم يقابلني من قبل إلا في حواديت العجائز التي كانت تلقى على مسامعنا ونحن صغار، وأدهشني أنني لأول مرة أقرأ كتابًا أجد فيه هذه اللغة البسيطة، والتي كانت توصف بأنها ''ركيكة'' من الكبار حولي· وتعجبت من القصص التي تدور على مسارح مختلفة، من الهند إلى العراق إلى مصر· ومن الأشياء التي أدهشتني وأثارت تساؤلات كثيرة في ذهني في ذلك الوقت أن شخصيات مثل ''هارون الرشيد'' من أبطال هذه القصص تبدو من الخيال في معظم جوانبها· وأذكر أن أبي خاف على لغتي العربية من هذا الكتاب وأمي خافت أن يؤثر على أخلاقي لكنني غرقت في هذا العالم السحري الغريب، وعشت خيالاته وأحداثه، وكان مرادفًا بالنسبة لي للحواديت التي كنت مغرمة بها منذ طفولتي· وعندما عدت إلى هذا الكتاب في سن أكبر كنوع من القراءة الأكثر وعيًا وجدت أن تجربتي المبكرة مازالت تؤثر في وجداني حتي أنني كنت أبكي في المناطق التي أبكتني من قبل وأضحك في المناطق التي سبق أن أضحكتنى، على الرغم من أنني كنت أقرأ بوعي وإدراك أكثر من ذي قبل، مع محاولة تحليل النصوص في ذهني وتحليل الكتاب ككل كعمل أدبي بشكل عام· آخر كتاب قرأته سحر توفيق وتشتغل على ترجمته حالياً، هو كتاب بعنوان: May Her Likes Be Multiplied, Biography and Gender Politics in Egypt للمستشرقة الأميركية مارلين بوث، وسوف ينشر الكتاب باللغة العربية تحت عنوان ''شهيرات النساء''· وهو يتناول من أجناس الأدب العربي التراجم، ولكن في شكلها الحديث الذي ظهر وانتشر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين، ألا وهي التراجم المختصرة المؤسسة على النوع، وبتعبير آخر تراجم النساء التي كانت تظهر في الكثير من المطبوعات المخصصة في الغالب للمرأة، وكان يُطلق عليها في ذلك الوقت صحافة المرأة، أو الصحافة النسائية، تحت عنوان ''شهيرات النساء'' أو ما يماثله· ولا يتناول الكتاب الجوانب الأدبية والأسلوبية للتراجم فحسب، لكنه يهتم، وبشكل أوسع، بالاتجاهات الاجتماعية والسياسية التي أفرزت هذا النوع من الأدب الذي وإن كانت له أصول في التراث العربي، إلا أنه في الوقت نفسه كان منتشرًا، وبالطريقة نفسها، في أوروبا وأميركا الشمالية·