الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

علاقات الجزائر والإمارات متميزة واستراتيجية

علاقات الجزائر والإمارات متميزة واستراتيجية
15 نوفمبر 2007 03:12
وصف وزير الشؤون الخارجية الجزائري مراد مدلسي العلاقات بين بلاده والإمارات بأنها متميزة واستراتيجية، وقال: إن زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) الى الجزائر في يوليو الماضي ومباحثاته مع الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة توجت بنتائج هامة وآفاق واسعة للتعاون، الى جانب أن اللجنة المشتركة بين البلدين اتخذت العديد من القرارات في ميادين التعاون الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي، لافتاً الى الاستثمارات الإماراتية في الجزائر وتفاؤله بمستقبلها· واكد وزير الخارجية في حوار خاص مع ''الاتحاد'' أن قانون الوئام المدني الذي اطلقه الرئيس بوتفليقة حقق نجاحاً باهراً في المصالحة الوطنية عبر استفادة آلاف المغرر بهم من العفو ونبذ العنف والتطرف وتكريس التسامح والاعتدال، مشيراً الى أن موجة الإرهاب التي أصابت الجزائر ظاهرة غريبة على المجتمع والمنطقة المغاربية، واضاف أن المرحلة الحالية هي للتنمية في مختلف المجالات حيث تم تخصيص اكثر من 100 مليار دولار لمشاريع عصرنة البنية الاساسية للاقتصاد وتحسين المعيشة والتي يتوقع انجازها بحلول ،2009 لافتاً الى انخفاض البطالة من 30% الى 12,3%· وانتقد وزير الشؤون الخارجية الجزائري بعض الفتاوى التكفيرية التي احدثت انحرافاً خطيراً في الدين، وشوهت مفاهيمه السامية، وقد بدأت الجزائر التصدي لهذا النهج من خلال تكريس الاعتدال والوسطية في سلوك العامة ونظرتهم وآرائهم· وقال إن الأمازيغية في بلاده جزء من الشخصية الوطنية والهوية الى جانب العروبة والإسلام· وشدد على مبدأ تقرير المصير في قضية الصحراء المغربية وفقاً لقرارات الامم المتحدة· ودعا الى التشبث في استمراراية الاتحاد المغاربي حماية للمصالح الحيوية، وقال إن بلاده لن تدخر جهداً في مواصلة العمل مع شركائها في سبيل تكريس الاتحاد وبنائه، رافضاً الحجة بأن قضية الصحراء تؤثر سلباً على الاتحاد، كما نفى ما تردد عن أن الجزائر مرشحة لاستضافة قيادة القوات الاميركية في شمال افريقيا وجنوب الصحراء، وقال إن بلاده تبذل جهوداً جبارة لمحاربة الإرهاب، وتطالب بالمزيد من التنسيق وتبادل المعلومات لتطويق هذه الظاهرة اينما وجدت في العالم· وفيما يلي نص الحوار: علاقات الإمارات والجزائر ؟ شهدت المرحلة الأخيرة تطوراتٍ إيجابيةً في تعزيز العلاقات بين دولة الإمارات والجزائر كان أبرزها زيارة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة (حفظه الله) للجزائر في يوليو الماضي·· كيف ترى فرص تعزيز التعاون بين البلدين في المرحلة المقبلة؟ ؟؟ تتسم العلاقات بين الجزائر والإمارات بالأخوَّة وتقوم على الثقة المتبادلة والمصالح، وكانت دائماً علاقات متميزة منذ تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة، كما تتميز بالتشاور المستمر بين مسؤولي البلدين وعلى رأسهم فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، وأخوه صاحـــــب السمــــو الشـــيخ خلـــيفة بــن زايد آل نهيان اللذان أرسيا معاً أسساً متينة لعلاقات استراتيجية بين بلدينا الشقيقين· وفي هذا السياق لابد من الإشارة إلى لقائهما المثمر الذي انعقد بالجزائر بمناسبة الزيارة الرسمية التي تفضل بأدائها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان إلى بلادي يومي 15 و16 يوليو 2007 وتوجت بنتائج هامة من شأنها أن تفتح آفاقاً واسعة أمام التعاون بين بلدينا، لاسيما في مجالات الاستثمار والشراكة والمشاريع المشتركة· كما أود أن أتطرق أيضاً إلى اللجنة المشتركة باعتبارها آلية وإطاراً للتعاون الثنائي حيث استأنفت اجتماعاتها السنوية منذ 2006 وعقدت دورتها الأخيرة في يونيو 2007 بأبوظبي وأسفرت أشغالها على وضع برنامج عمل شامل للسنة الحالية، ومن المنتظر أن تعقد دورتها القادمة بالجزائر في يونيو ·2008 ومن النتائج الهامة التي توجت أعمال هذه الدورة استكمال تأطير علاقاتنا وتعاوننا بالنصوص القانونية من اتفاقيات وبرامج عمل، كما اتخذت العديد من القرارات في ميادين التعاون الاقتصادي، الثقافي والاجتماعي، وأود بهذا الصدد أن أعبر عن ارتياحي العميق لمسار علاقاتنا والمستوى الذي بلغته، وأؤكد في نفس الوقت على عزمنا لمواصلة ترقيتها وتنميتها خدمة لمصالحنا المشتركة· وفي إطار تبادل الزيارات فإن برنامج العمل يتضمن العديد من اللقاءات في البلدين ستتم خلال الأشهر القادمة، كما أود أن أشير أيضاً إلى أن الجزائر ستنظم أسبوعاً ثقافياً في الإمارات في نوفمبر القادم لتعزيز التبادل الثقافي ودعم التواصل بين الشعبين الشقيقين· تفاؤل بمستقبل الاستثمارات ؟ أصبحت الجزائر أحد مراكز جذب الاستثمارات الإماراتية عبر مشروعات ''إعمار'' و''مبادلة'' وغيرهما من الشركات، وارتفع حجم التبادل التجاري بين البلدين·· ما هي الفرص الاستثمارية المتاحة للاستثمارات الإماراتية في الجزائر في المرحلة المقبلة؟ ؟؟ في ظل العلاقات السياسية المتميزة القائمة بين الجزائر والإمارات عرف التعاون الاقتصادي والاستثمار بصفة خاصة قفزة نوعية هامة في السنتين الماضيتين حيث استقطبت البيئة الاستثمارية في الجزائر اهتمام العديد من المؤسسات ورجال الأعمال الإماراتيين، سواء كان ذلك في إطار الاستثمار المباشر أو في إطار برنامج خصخصة المؤسسات العامة الذي تنفذه الحكومة الجزائرية حالياً· وقد أثمرت هذه الاتصالات إقامة استثمارات إماراتية معتبرة في المجالات العقارية والخدمات بشكل خاص، وفي مقدمة هذه المؤسسات ''إعمار'' التي تعتزم انجاز أربعة مشاريع عملاقة في الجزائر وضواحيها في ميادين الصحة، السياحة والعقار وإنشاء بنك، وانطلقت فعلاً في انجاز مشروعين في منطقتي العقيد عباس وسيدي عبدالله، كما أشير أيضاً إلى مجمع الألمنيوم الذي ستنجزه مؤسستا ''دوبال'' و''مبادلة'' في مدينة بني صاف غرب الجزائر، بالاضافة إلى استثمارات عديدة من قبل مؤسسات إماراتية أخرى· وإننا متفائلون بالاستثمارات الإماراتية بالنظر إلى الفرص الجيدة التي توفرها الجزائر، وكذلك الحوافز والامتيازات والتسهيلات التي يمنحها قانون الاستثمار الجزائري، وأغتنم هذه الفرصة لأجدد الدعوة إلى رجال الأعمال في الإمارات العربية المتحدة الشقيقة وإلى المؤسسات الاقتصادية باستغلال هذه الفرص الاستثمارية وخاصة في الزراعة وتربية المواشي والصناعات الغذائية، والسياحة والخدمات والعقار· مكافحة الارهاب ؟ أكد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة مؤخراً على ''تقهقر الإرهاب''·· ما هي المؤشرات على تراجع الإرهاب؟، وكيف سيؤثر اعتقال زعيم ''الجماعة السلفية للدعوة والقتال'' على قوة ''الإرهابيين'' في الجزائر؟ ؟؟ كما تعلمون فإن فخامة الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة منذ انتخابه رئيساً للجمهورية عام 1999 جعل من موضوع الأمن والسلم أولوية مطلقة في برنامج عمله بهدف اخراج الجزائر من الأزمة المتعددة الأبعاد التي كانت تواجهها، وشرع في انجاز هذه المهمة مباشرة بعد استلامه لمهامه بطرح ''قانون الوئام المدني'' لاستفتاء مباشر، وفي مرحلة لاحقة عرض ''ميثاق السلم والمصالحة الوطنية'' أيضاً على الشعب الجزائري في استفتاء عام، انطلاقاً من إيمانه الراسخ بأن المصالحة الوطنية هي أفضل وسيلة لمعالجة الأزمة، بما تتضمنه من معانٍ سامية في العودة إلى جادة الصواب ونبذ العنف والتطرف وتكريس التسامح والاعتدال، وهي صفات في الواقع تميز بها دائماً الشعب الجزائري منذ مجيء الإسلام إلى ديارنا· لذلك فإن موجة الإرهاب التي أصابت الجزائر هي ظاهرة غريبة على مجتمعنا وليس لها أي مرجع في تاريخ منطقتنا المغاربية والعربية التي عرفت بالتسامح والاعتدال ونبذ الغلو والتطرف· وبعد النجاح الباهر الذي حققته المصالحة الوطنية بعودة آلاف المغرر بهم إلى جادة الصواب منهم من سلم نفسه ومنهم من شملهم العفو، فقد طوت الجزائر صفحة سوداء، واستتب الأمن والسلم الاجتماعي في ربوع البلاد، وعادت الطمأنينة إلى النفوس، واستؤنفت عملية التنمية الوطنية من خلال برامج تتضمن مشاريع كبيرة في مختلف المجالات تهدف بالأساس إلى عصرنة البنية الأساسية للاقتصاد الجزائري وتحسين ظروف معيشة المواطن والتخفيف من المشاكل التي تواجهه، وخصص فخامة الرئيس مبلغاً يفوق 100 مليار دولار لإنجاز هذه المشاريع في الفترة إلى سنة ·2009 كما تجدر الإشارة إلى أن الحصيلة الهامة للإصلاح الاقتصادي الذي باشره فخامة الرئيس تعكس النجاح الكبير الذي تحقق، إذ انخفضت المديونية الجزائرية من 36 مليار دولار إلى أقل من 5 مليارات دولار في 31 ديسمبر ،2006 وحقق الاحتياطي بالنقد الأجنبي رقماً قياسياً إذ فاق 90 مليار دولار، وانخفضت البطالة إلى 12,3% بعدما كانت 30% سنة ،1991 فضلاً عن التحكم في التضخم الذي لم يتجاوز 2,5%· مواجهة الفتاوى التكفيرية ؟ انتقد الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من أسماهم بأشباه العلماء الذين يغررون الشباب بالفتاوى التكفيرية، هل وضعت الحكومة الجزائرية خطة محددة لتأهيل علماء الدين ونشر قيم الاعتدال والتسامح في الإسلام بين الشباب؟ ؟؟ بالفعل، فإن الكثير من الشباب الجزائري قد غرر بهم بدفعهم إلى العنف والجريمة والإرهاب تحت غطاء الدين، وعملاً بفتاوى تصدر من جهات متعددة دون أي معرفة بالأصول وقواعد ونهج إصدار الفتوى، هذه الفتاوى التي أحدثت انحرافاً خطيراً في ديننا الحنيف وأساءت إليه وشوهت مفاهيمه السامية· وأمام هذا الوضع فقد أصبح من واجبنا التصدي لهذه الظواهر ومواجهة هذا النهج المنحرف بشرح مفاهيم الإسلام الصحيحة وبيان مراميه من قبل العلماء وأئمة المساجد والأجهزة التابعة لوزارة الشؤون الدينية والأوقاف عبر كافة ولايات الوطن، وكذلك بالدور الكبير الذي يقوم به المجلس الإسلامي الأعلى في تصحيح الانحرافات التي ألصقت بديننا والدعوة للتعمق في معرفة قواعد ديننا الحنيف الصحيحة، فضلاً عن المهمة السامية التي تتكفل بها الزوايا المنتشرة عبر التراب الوطني، وفي مقدمتها الزاوية التيجانية في نشر الوعي وتثقيف الناس بالتعاليم الإسلامية وتكريس الاعتدال والوسطية في سلوك العامة ونظرتهم وآرائهم· الأمازيغ جزء من الهوية قال الوزير مدلسي إن الأمازيغية في الجزائر هي جزء من الشخصية الوطنية إلى جانب العروبة والإسلام، وعنصر أساسي في الهوية الجزائرية، ولا تطرح أي إشكال للجزائر، حيث أدخلت تعديلات على الدستور تضمنت بصفة خاصة إدراج الأمازيغية كلغة وطنية، وفي اعتقادي فإن التنوع الثقافي في الجزائر من شأنه أن يعزز وحدة الشعب الجزائري ويعمق انسجامه، والدولة تؤدي ما عليها لترقية الثقافة الوطنية والتراث الشعبي باعتبارها ملكاً لكافة الشعب الجزائري· الصحراء ومبدأ تقرير المصير أكد الوزير مدلسي بالنسبة لقضية الصحراء الغربية أن موقف الجزائر ظل واضحاً وثابتاً منذ انسحاب إسبانيا سنة 1975 من الصحراء الغربية، فهو يرتكز على مبدأ تقرير المصير وفقاً لمبادئ وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ودون أي حسابات أخرى، وتعمل على توفير الأجواء المناسبة لذلك دون أي تدخل في طرفي النزاع، وهما المغرب والبوليساريو· وقال ''كما تعلمون فإن بلادي دولة معنية بالقضية بحكم الجوار وباعتبار أنها تحتضن عدداً كبيراً من اللاجئين الصحراويين، وقد استبشرنا خيراً بعقد جولتين من المفاوضات بين المغرب والبوليساريو خلال الأشهر الماضية، عملاً بمقتضيات قرار مجلس الأمن الدولي الصادر بتاريخ 30/04/2007 والذي دعا الطرفين إلى الشروع في مفاوضات بدون شروط مسبقة من أجل التوصل إلى حل يرضيهما· وكما تابعتم فإن الجزائر تحضر هذه المفاوضات بصفتها ملاحظاً للاعتبارات التي ذكرتها سابقاً، وتتمنى لهذه المفاوضات التوفيق والنجاح في تجسيد قرارات مجلس الأمن والسماح للشعب الصحراوي بالتعبير عن رأيه بشكل حر ونزيه، وسوف نكون أول من يبارك قرار الشعب الصحراوي''· الاتحاد المغاربي ضرورة حيوية شدد الوزير مدلسي رداً على سؤال حول إعادة الحياة إلى الاتحاد المغربي '' على أنه من مصلحة جميع المغاربيين أن نتشبث بهذا المشروع، ونحافظ عليه، ونعمل على تركيز أركانه باعتباره تجمعاً اندماجياً تحتمه مصالحنا الحيوية لاسيما في ظل التطورات الحاصلة في العلاقات الدولية التي لم يعد فيها مكان للعمل الانفرادي، ولذلك فإن أملي كبير في عودة الروح إلى المسار المغاربي واستئناف انجاز البرامج والمشاريع التي صادقنا عليها في إطاره والمضي قدماً نحو تدعيمه باعتباره خياراً استراتيجياً لدولنا وشعوبنا وإطاراً ملائماً للتشاور والعمل المشترك''· وأضاف ''الجزائر من جانبها لن تدخر جهداً في مواصلة العمل مع شركائها المغاربيين في سبيل تكريس الاتحاد وبنائه من منطلق المصلحة العليا للبلدان المغاربية، وإن الادعاء بأن قضية الصحراء الغربية تؤثر سلباً على المسار المغاربي حجة واهية، ذلك أنه لا أحد يجهل بأن قضية الصحراء الغربية بدأت سنة ،1975 بينما اتحاد المغرب العربي تأسس سنة 1988 بالجزائر، وتم التوقيع على المعاهدة في مراكش في 17 فبراير ،1989 وعقدت عدة قمم واستمر في نشاطه بشكل عادي حتى 1995 عندما طلب المغرب تجميد نشاطه، وان توقف لسنوات فقد تمكنا من استئناف النشاط ونعمل على تكثيفه مستقبلا''· لا مقر للقيادة الأميركية قال الوزير مدلسي حول ما تردد من أنباء بشأن ترشيح الجزائر لاستضافة قيادة القوات الأميركية في شمال أفريقيا وجنوب الصحراء· ''أن الجزائر دفعت ثمناً غالياً وباهظاً للحصول على استقلالها واسترجاع سيادتها، وبالتالي فهي غير قابلة البتة لا للتفاوض ولا للمساومة عليها، وإن كل ما يروج في أوساط إعلامية حول هذا الموضوع غير صحيح، وليس له أي أساس، وبالنسبة للذريعة التي تسوق لهذا الموضوع والمتمثلة في محاربة الإرهاب فإنني أؤكد مجدداً أن الجزائر تبذل جهوداً جبارة لمحاربة هذه الظاهرة، وتضم جهودها إلى جهود الدول الأخرى التي تقاسمها نفس المسعى لمحاربة الإرهاب، وتطالب بالمزيد من التنسيق وتبادل المعلومات لتطويق هذه الظاهرة أينما وجدت في العالم''·
المصدر: الاتحاد
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©