الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مليار درهم إنفاق أنديتنا على دوري المحترفين والمحصلة الفنية «صفر»

مليار درهم إنفاق أنديتنا على دوري المحترفين والمحصلة الفنية «صفر»
29 ابريل 2009 03:37
أصيب الشارع الرياضي بالاحباط بعد تكرر مسلسل الهزائم الخارجية بدوري الأبطال الآسيوي لكرة القدم، خاصة بعد أن شحنت أندية الدوري كافة الأسلحة المعنوية والمادية للدخول بقوة إلى «سنة أولى احتراف»، وظن الجميع أن الإغداق على الصفقات المحلية من اللاعبين المواطنين أو الأجانب، هو الحل لتطوير المستوى الفني، ليفاجأ الجميع بأن الموسم الحالي هو الأضعف فنياً، ويكفي أنه شهد التراجع الأكبر لكرة القدم الإماراتية التي وصلت في آخر تصنيف للفيفا إلى المركز 122 على العالم. ما دفعنا لرصد قيمة ما تم انفاقه من الأندية التي تمر بظروف صعبة هذا الموسم الذي يعتبر الأفقر فنياً مقارنة بالمواسم السابقة التي كانت يطلق عليها دوري الهواة. وكشفت تقارير أولية عن حجم الانفاق المالي للأندية المحترفة هذا الموسم وصل إلى مليار درهم، توزع على المجالس الرياضية الثلاثة أبوظبي ودبي والشارقة نسبة ليست بالقليلة، تتعلق بالدعم المالي للأندية التابعة لها، بخلاف ما يتم انفاقه من مجالس إدارات الأندية أنفسها والدعم الذي يدخل لهذا النادي أو ذاك عبر رئيسه أو من خلال الشركات الراعية. وإذا كان المبلغ يراه البعض ضخماً ولا يتوازى أبداً مع المردود من الناحية الفنية، فقد يبدو عادياً إذا ما قورن بما تنفقه دوريات مجاورة مثل الدوري السعودي أو القطري على وجه التحديد، وتكمن المشكلة في أن المردود الفني الضعيف وغير المقبول الذي قدمته الأندية الـ12 في سنة أولى احتراف، لا يتوازى أبداً مع ما تم انفاقه الموسم الحالي سواء في الصفقات المحلية التي لم تثبت أنها تستحق ما دفع فيها، خاصة أن أقل صفقة منها بلغ سعرها ملايين الدراهم أو حتى في صفقات الأجانب التي تبارت الأندية، فيما بينها من أجلها، على الرغم من اتفاق البعض على نجاح بعض الصفقات، وعلى سبيل التحديد فالديفيا العين وسوبيس الجزيرة. وبحسب المبالغ المنفقة نجد أن الأندية الإماراتية يتم تصنيفها إلى 3 أنواع غنية ومتوسطة ومحدودة الإنفاق، ويحتل قائمة الأندية الأكثر انفاقاً على اللعبة العين والأهلي والجزيرة والوحدة، فيما تصنف بقية الأندية بين متوسطة أو محدودة الانفاق، ويعتمد دخل جميع الأندية على الدعم الحكومي المالي المتمثل في المجالس الرياضية التي تدعم بصورة مباشرة بخلاف الدعم المتعلق بمجالس الإدارات رؤساء الأندية. وهو ما طرح تساؤلات عديدة تتعلق بمستقبل الكرة الإماراتية في ظل المتغيرات الواقعة سواء على مستوى القارة أو المنطقة، ومن خلف ذلك كله المطالب التي تنادي بضرورة ترشيد الإنفاق على كرة القدم في ظل حالة الإحباط التي تسببها مشاركاتنا على مستوى المنتخب الوطني أو الأندية التي خسرت جميعها عندما وقعت في منافسات أمام فرق سعودية أو غيرها. ويعتبر مطلب ترشيد الانفاق ضرورياً في ظل التدقيق المالي السنوي حتى لا تجد أندية معينة نفسها مضطرة لاشهار إفلاسها مادياً لعدم قدرتها على التحديات التي تواجهها من أسعار لاعبين أو مغريات مادية مختلفة، وكشفت التقارير أن صفقات اللاعبين المحليين أو الأجانب وحدها كلفت خزائن الأندية 500 مليون درهم، فيما تم انفاق بقية المبلغ خلال الموسم بداية من المعسكرات الخارجية مروراً بمراحل الإعداد، والرواتب وبقية الانفاق من تعاقدات مع مدربين وتغييرهم، بخلاف حركة تغيير الأجانب نفسها التي شهدت منتصف الموسم رحيل بعضهم والتعاقد مع لاعبين جدد. وتجد الأندية المحترفة نفسها مطالبة بتقديم كشف حساب لرابطة المحترفين بنهاية الموسم وتحديداً بنهاية مايو المقبل بعد مراجعة حساباتها بطرق قانونية وفق مدققين ماليين مثلما تفعل الشركات التجارية، خاصة أن الاتحاد الآسيوي يتوقع أن تكون الأندية قد تحولت على أرض الواقع إلى كيانات تجارية. وأرسلت رابطة المحترفين تعميماً إلى الأندية المحترفة بضرورة إعداد كشف الميزانية، متضمناً الدخل الذي تلقاه النادي على مدار الموسم، وما تم انفاقه، وما إذا كانت هناك أرباح أم أن هناك خسائر، وتكمن المشكلة أن الاتحاد الآسيوي قد قرر استبعاد النادي الذي يحقق خسائر من دوري المحترفين. وبغض النظر عن صدق الكشوفات التي تقدمها الأندية ومدى مطابقتها للواقع تبقى الحقيقة الواضحة التي تقول إن الأندية أنفقت ما يقرب من المليار درهم دون مكاسب فنية تذكر، وهو ما عكسته المشاركة القارية على مستوى الفرق أو المنتخب الأول. وكشفـــــــــت آراء مراقبـــــــــين ومحللين عن ضرورة التعامل باحترافية مع الإنفاق المادي على اللعبة حتى لا يتحول الأمر إلى إسراف وبذخ يضر اللعبة دون أن نجني من ورائه أي فائدة فنية تعود على الأندية نفسها أو المنتخبــــات، ورأت الآراء أن الأندية العالمية عندما تنفق 20 مليــون يورو فــــي صفقــة فإنهـــا تدرس كيفية تعويض ما تم انفاقه عبر النظر إلى التسويق ومصادر الدخل والعمل على تنويعها وزيادتها في الوقت الذي يغيب فيه هذه الفكر عن معظم الأندية، وطالبت الآراء إدارات الأندية بشكل عام بضرورة الاعتماد على الفكر التسويقي. وعلى الجانـــب الآخــــر لايـــــزال اتحاد الكرة يبحث عن تطوير آليات العمل بالأندية عبر تعزيز ثقافة التسويق وجني الأرباح بالنسبة للأندية بصورة أكبر خلال الفترة المقبلة. أكد أن الكرة الإماراتية تحتاج إلى تخطيط علمي يبدأ بالأندية أحمد عيسى: اللعبة تعاني من الإسراف في صفقات الأجانب أكد أحمد عيسى قائد منتخب الإمارات ونائب رئيس مجلس إدارة الأهلي الأسبق أن الكرة الإماراتية بشكل عام تحتاج لتعامل مختلف ولتخطيط علمي بعيد المدى على مستوى المنتخبات أو الأندية، وأشار عيسى إلى وجود إسراف مادي وبذخ في اللعبة متمثل في حصر بعض الأندية حل مشكلاتها الفنية بالتعاقد مع صفقات باهظة من اللاعبين الأجانب، وهو أسلوب لم يقدم أي تطور على المستوى الفني. وقال إن مردود الأندية في الدوري المحلي يكشف أن حجم الإنفاق هذا الموسم لا يتوازى أبداً مع المستوى الفني، مما يعني أن هناك حاجة لإعادة صياغة الكثير من المفاهيم لاسيما أن تشكيل كيانات تجارية وفق المعايير الآسيوية يتطلب تعاملاً أكثر احترافية وبطريقة تضمن تحقيق دخل في مقابل الانفاق. وفيما يتعلـق بالأزمة الاقتصادية وما إذا كانت تؤثر على حجم الإنفاق المالي على اللعبة في الأندية خلال المواسم المقبلة قال إن مسألة الأزمة الاقتصادية التي يعيشها العالم التي بلاشك ستؤثر حتماً في دعم ومساندة النقلة الاحترافية التي نسعها لتحقيقها لذلك يجب أن تتم مراجعة وقراءة الأوضاع والالتزامات المالية بشكل دقيق وضمان توفيرها بشكل يضمن الحد الأدني الذي تحتاج إليه هذه النقلة لضمان استمراريتها ومواصلة تطورها ونموها خاصة. وأضاف تدفع الأندية مبالغ في لاعبين يجلسون على الدكة ومن السذاجة أن نعتبر الأموال التي تم صرفها هي من نتاج النقلة الاحترافية والصحيح إنها أموال عامة ضخت في شريان الأندية لإنجاح هذه النقلة غير أن الإدارات أساءت استغلالها لأنها في البداية لم تنفق وفق مخطط علمي. وقال أحمد عيسى أستطيع القول إن مردود الأجانب قياساً على ما دفع فيهم يعتبر مردوداً ضعيفاً ولا يتناسب مطلقاً مع ما أنفقته الأندية بداية الموسم، إضافة إلى أن المستوى الفني والأداء في الملعب فلم يتطور بما يجعلنا نقول إن ما تم ضخه في شريان اللعبة من أموال عبر الصفقات المختلفة والمعسكرات الخارجية شكل إضافة يمكن الاشارة إليها والتحدث عنها. يوسف عبدالله: أحذر الأندية من تكديس المتميزين على مقعد البدلاء طالب يوسف عبدالله الأمين العام لاتحاد الكرة أندية الدولة بضرورة الاهتمام بثقافة التسويق والاستثمار، لاسيما أن المرحلة المقبلة تحتاج الى تسخير كافة الجهود والطاقات من أجل إفادة اللعبة والمنتخب. واعترف الأمين العام لاتحاد الكرة بأن المبالغ التي أنفقت الموسم الجاري على اللعبة لم تظهر آثارها الفنية بصورة ملموسة، لأنها لم تنفق في الأصل وفق طرق وأساليب علمية مدروسة مثلما يحدث في الأندية العالمية التي تخطط قبل الإنفاق بأن تدرس العوائد التي ستفيد النادي مقابل ما ينفقه من صفقات ولاعبين ومدربين. وقال يوسف عبدالله إن المردود الفني للأندية لم يتواز مع ما تم إنفاقه على المستوى الآسيوي نتيجة ضعف خبرة فرقنا فيما يتعلق بتلك المشاركات مقابل خبرات واسعة ومتكرره لبقية الأندية خاصة السعودي منها. وتابع: بشكل عام أرى أن دوري الإمارات هذا الموسم ليس سيئاً، ولكنه لم يرتق الى الدرجة التي كنا نطمح إليها، لاسيما أن الصيف الماضي قبل بداية الموسم كانت الأندية تشحن كل طاقاتها وإمكانياتها لهذا الموسم، كونه الأول في دوري المحترفين ولم تقدم الكثير منها المستوى المنتظر. وأكد يوسف عبدالله أن الفترة المقبلة يجب أن تتعامل خلالها الأندية بصورة تجارية حتى لا يتم إشهار إفلاس أندية وإضعاف أخرى، لاسيما أن معظم تلك الأندية لن تقدر على المقاومة في ظل وجود أندية غنية ولديها رعاة وداعمون كبار. وحذر يوسف عبدالله كافة الأندية من تكديس اللاعبين المتميزين على دكة البدلاء لما له من آثار ضارة على كرة الإمارات، مشيراً إلى ضرورة أن تدرس الأندية مدى الاحتياجات والنواقص في الصفوف، وألا تدخل في حروب جانبية مع غيرها من أجل ضم أكبر قدر من المواهب دون أن تستفيد منهم. وطالب يوسف عبدالله بضرورة الاعتماد على الفكر التسويقي، وقال ليس عيباً أن تتحول أندية إلى المتاجرة في اللاعبين المواطنين والاستثمار فيهم كمصدر أساسي للدخل عبر تقديم المواهب واكتشافها وتهيئتها ومن ثم بيعها سواء محلياً أو خارجياً لتحقيق الدخل الذي يعينها على الاستمرارية. ودعا إلى ضرورة اتفاق الأندية فيما بينها على تحديد سقف معين لرواتب اللاعبين سواء المواطنين أو الأجانب خاصة خلال الفترة المقبلة لمنع المضاربات على اللاعبين حتى لا يتأثر مستقبل كرة الإمارات
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©