الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لماذا احتار «دليل» كوكب الشرق؟

لماذا احتار «دليل» كوكب الشرق؟
1 مارس 2018 03:20
سعيد ياسين (القاهرة) «ما بين بعدك وشوقي إليك، وبين قربك وخوفي عليك، دليلي احتار وحيرني، تغيب عني وليلي يطول، وفكري في هواك مشغول».. مقدمة واحدة من روائع أغنيات كوكب الشرق أم كلثوم التي قدمتها عام 1955، وهي من كلمات أحمد رامي وألحان رياض السنباطي، وإحدى 5 أغنيات قدمتها أم كلثوم من ألحان السنباطي إلى جانب «يا ظالمني» و«عودت عيني» و«هجرتك» و«حيرت قلبي معاك» تشابهت بحيث كونت سلسلة متقاربة في أنغامها وأسلوبها، وشكلت جانباً كبيراً من الشكل العام للموسيقى العربية في تلك الفترة وما بعدها، واللافت أن ثراء هذه الموسيقى والألحان ورقي مستواها الفني والاجتماعي ارتفع بأذواق الناس حتى توارت الأنماط الهابطة، و«المفبركة»، ولم تجد لها سوقاً رائجاً، وساهم هذا الفن الجميل كثيراً في شيوع الهدوء النفسي بين الناس وفي المجتمع ككل. وقال الناقد والمؤرخ الموسيقي أسامة عفيفي، إن أحمد رامي هو رائد الكلمة في أغنيات أم كلثوم العاطفية، وتغطي أشعاره من ألحان السنباطي المساحة الأكبر من كيان أم كلثوم الفني، لكن الألحان كانت دائماً هي سر ذلك الإعجاب الجماهيري الكبير والممتد عبر أجيال من دون أن تفقد بريقها أو جاذبيتها، نظراً لأصالتها وقربها الشديد من الوجدان العربي الحساس لكل ما هو عاطفي ومليء بالمشاعر، وأن ألحان السنباطي حملت رقة طبعه وشعوره المرهف وكان مستمعه الأول هو أم كلثوم نفسها، ولا شك أنها كانت تشعر بصدق الرسالة وعمق التعبير في ألحانه، وانعكس اقتناعها وإعجابها بالألحان على أدائها الذي بلغ من الصدق ما يكفي لجعل الجمهور يتوهم أنها صاحبة كل شيء، الصوت والأداء والكلمات والألحان، فيهمل في أحيان كثيرة هوية المبدع الحقيقي. وأشار إلى أن السنباطي قدم في «دليلي احتار» لوناً من السهل الممتنع في المقدمة الموسيقية، فهي بسيطة التركيب قصيرة المدى عميقة التأثير، وفي الوقت نفسه تضفي على اللحن كله ذلك الجو الرقيق والشعور الحالم، وجاءت المقدمة من مقام «الكورد»، وهو مقام الأغنية الأساسي المعروف برقته، وأن تقابل معنى الشطرتين وأساليب الجناس والطباق في البيت الأول توحي مقدماً بالحيرة بين الشيء وضده، ومن ثم جاءت الشطرة الختامية «دليلي احتار» نتيجة طبيعية منطقية لما جاء قبلها من مقدمات.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©