الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ليوناردو دافينشي «المفقود»

12 فبراير 2013 21:39
لوحة معركة «أنغياري»، والذي يطلق عليها ليوناردو دافينشي «المفقود»، يعتبرها بعض الخبراء السر المفقود للمعركة، وفي نهاية العام بدأ ليوناردو بتصميم زخرفة لقاعة «فيتشيو» الضخمة حيث كان موضوع الزخرفة هو معركة أنغياري نصر فلورنسا ضد بيزا، وهي سر أشهر فناني النهضة لايعلم الكثير من الناس أن ليوناردو دافينشي التحق بتلك الحرب كمهندس، بل اشتهر بسبب مؤلفاته من أشهرها ثلاثة كتب: الأول فن التصوير الزيتي والذي يعرف باسم «نظرية التصوير»، والكتاب الثاني عن التشريح والكتاب الثالث في الميكانيكا. ولكن الكتاب الثاني والثالــث مفقـودان، ولم يصل لنا منهما سوى بعض المقتطفات، أما كتاب «نظرية التصوير» فهو متوافر في جميع أنحاء العالم بجميع اللغات، ويظهر هذا الكتاب مدى حب الفنان العبقري ليوناردو دافينشي لفن التصوير، وهو ابن غير شرعي لعائلة غنية فأبوه كاتب العدل وأمه فلاحة طلقت من زوجها بعد ولادة طفلها بمدة قصيرة، ما جعله يفتقد حنان الأم في حياته. ولا يختلف أحد على حب ليوناردو للفن، فالمونوليزا من أشهر أعمال ليوناردو دافينشي، وتأتي شهرتها من سر ابتسامتها الأسطورية فترى تارة أنها تبتسم لك وتارة أخرى أنها تسخر منك، أما اعظم أعمال دافينشي فهي لوحة «العشاء الأخير» أحد إبداعاته التي أخذت منه جهدا جبارا، من حيث استخدامه التجريبي للزيت على الجص الجاف والذي كان تقنياً غير ثابت أدى إلى سرعة دمار اللوحة، إلا أن عام 1977 جرت محاولات جادة باستخدام آخر ما توصل إليه العلم والحاسوب آنذاك لإيقاف تدهور اللوحة، وبنجاح تمت استعادة معظم تفاصيل اللوحة. أما بالنسبة لي، فإن سر حبي ليوناردو دافينشي هي الفقرة الثامنة من كتابه «نظرية التصوير»، والتي يقول فيها اشهر فناني التاريخ «من يحط من قيمة التصوير، لا يحب الفلسفة ولا الطبيعة»، فهنا يكمن سر من أسراره التي اشتهر ليوناردو بدسها، وكأنه يكشف لنا أن هناك قوما قد يكون علم التصوير فاضحاً لهم فإذا قابلت مسؤولاً ما، ولاحظت عدم اهتمامه بجمال الصورة فـتأكد بأنه لا يحب الفلسفة ولا الطبيعة، والفقرة التاسعة من كتاب ليوناردو والتي تقول «المصور سيد كل أنواع الناس والأشياء» فهي واقع في الدول المتحضرة والمتقدمة، ولا تنطبق مقولات عظماء التاريخ إلا في دول تنعم برجال عظماء، ومن تجربة شخصية كنت محظوظا بمقابلة أحد الرجال العظماء، وبالرغم من ارتباكي بسبب تجارب سابقة ذقت فيها المرار، إلا ان هذا الرجل العظيم قدر جماليات الصورة والجهد المبذول بها والفلسفة الحاضرة التي لا يراها الا المحنكون، وبتشجيعه المعنوي لي تبين لي أنه رجل يحب الفلسفة والطبيعة. منصور الظاهري | ae2005_2005@hotmail.com?
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©