نقص الكفاءات يجبر الشركات الكورية على الاستعانة بالمتقاعدين

لجأت الشركات الكورية الى إعادة توظيف المتقاعدين بهدف الاستفادة من خبرات القيادات والكفاءات المتنوعة بعد أن بات العثور على الموظفين المهرة أكثر صعوبة، و تلقى هذه الخطوة استحسان من خبراء الاقتصاد الذين يتوقعون مزيدا من تحديات التوظيف بعد أن أصبحت كوريا المجتمع الأسرع شيخوخة بين مجتمعات الدول المتطورة· وبحسب دراسات واحصاءات رسمية الى ان الشيخوخة بدأت تدب في أوصال المجتمع الكوري منذ عام 2000 عندما أصبح قرابة 7% من سكانه يتجاوزون عمر 65 عاماً، وستبلغ هذه النسبة 14% في عام ،2019 وستواصل ارتفاعها لتتجاوز 20% بحلول عام 2026 وبذلك يصبح المجتمع الكوري مجتمعاً عجوزاً جداً· وأصبح الاتجاه لإعادة توظيف المتقاعدين أكثر وضوحاً في قطاع الصناعات الثقيلة مثل بناء السفن وإنتاج الحديد الصلب، ولا يستثنى من هذا الاتجاه قطاعات الأعمال الأخرى التي أدركت الإيجابية في الاستفادة القصوى من الموارد البشرية والمتمثلة بمسألة تعيين المتقاعدين· وتقود شركة ''هايونداي للصناعات الثقيلة'' والتي تعد أكبر صانعة سفن في العالم هذا الاتجاه عندما عينت هذا العام 160 متقاعداً أي 23% من مجموع العاملين الذين تقاعدوا العام الماضي، على أن يتم التعيين بعقود عمل مدتها عام واحد قابلة للتجديد بمسمى ''مهندسون'' بخبرات تتراوح ما بين 20 إلى 30 عاماً، ويحصلون على ما بين 50 و 70 في المائة من الرواتب السنوية التي كانوا يتلقونها أثناء عملهم في السابق كموظفين منتظمين· ويأتي اتجاه الشركة هذا في ظل حاجتها الماسة والمتزايدة على هؤلاء المهندسين المهرة· والأمر ذاته يحدث في مصافي النفط عندما قامت شركة ''هايونداي للهندسة والإنشاء'' بإعادة تعيين عدد من المتقاعدين إلى وظائفهم مرة أخرى، وذلك عقب حصولها على طلبات خارجية قيمتها 2,5 مليار دولار· أما فيما يتعلق بقطاعات الأعمال الأخرى فقد عين البنك الصناعي الكوري 40 متقاعداً تتراوح أعمارهم ما بين 50 إلى 60 عاماً كانوا فيما مضى يشغلون مدراء أفرع واليوم يعملون كمستشارين ماليين· إلا أن هناك من يبدي قلقه من هذا الاتجاه لأنه يمكن أن يسرق الفرص الوظيفية المتاحة للشباب وسط مخاوف متزايدة من ارتفاع معدل البطالة بين الشباب· وحول هذا الأمر يقول ''كيم يونج سونج'' الباحث في مؤسسة التنمية الكورية: ''إن العمالة الكورية بشكل عام تتقاعد أبكر من نظرائها الأجانب، وتعيين المتقاعدين مسألة بالغة الأهمية والفائدة لكلا الطرفين من عمال وشركات· إلا أن هناك نقطة يجب الانتباه إليها وهي ساعات العمل وحجم الرواتب التي يجب أن تكون أكثر مرونة حتى لا تشكل عبئاً مادياً على أصحاب الشركات· وهنا يأتي تشجيع الحكومة لهذا الاتجاه في الشركات وذلك بأن تسمح بتطبيق نظام تخفيض الرواتب من عمر معين ولنقول على سبيل المثال 50 عاماً مقابل ضمان استمرار التوظيف· والجدير بالذكر أن متوسط سن التقاعد في كوريا يبلغ 56,6 وهو أبكر كثيراً من دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية التي يتقاعد فيها الموظفون عادة بعد سن 60 عاما·