الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبده موسى.. ربابة الغناء الأردني

عبده موسى.. ربابة الغناء الأردني
1 مارس 2018 03:35
محمود الخطيب (أبوظبي) من ينظر لتاريخ الفن الأردني، لا بد له من أن يتوقف طويلا أمام أحد مداميك الفن هناك، فعازف الربابة عبده موسى، يشكل علامة فارقة في الحياة الفنية الأردنية، التي حظيت برعاية حكومية تزامنت مع تأسيس الدولة الأردنية. في رحلة عبده موسى الفنية (ولد العام 1927، وتوفي في 20 يونيو1977)، تنقل كثيرا في مناطق الريف والبادية، مما أغنى مخزونه التراثي، الأمر الذي مكنه من معايشة العادات والتقاليد البدوية، أخذ بيديه هزاع المجالي (رئيس الوزراء الأردني في العام 1958) عندما سمعه وطرب على عزفه، وقدمه للناس من خلال الإذاعة الأردنية، ولدى إيقان المسؤولين أنهم أمام موهبة نادرة، عين له وصفي التل (رئيس الوزراء الأردني العام 1962) أستاذا يعلمه القراءة والكتابة، من أجل محو أمية الفنان، وبذلك فتحت القراءة أمام عبده موسى بابا لم يكن متاحا له من قبل. كان عبده موسى يتمتع بصوت عذب جميل، وبعزف مبدع وإحساس مرهف، وحين بدأ بأداء الأغنيات الشعبية والوطنية، لاقت أغانيه نجاحات كبيرة، وألتفّ الناس حولها سريعا. المرحلة المهمة في حياته كانت من خلال الغناء الثنائي، حيث شارك في أداء العديد من الأغنيات التي ما تزال تذاع حتى اليوم، فقد غنى مع المطربة هيام يونس «سافر يا حبيبي وارجع»، «يا طير يا طاير»، و«جدّلي يا أم الجدايل»، وقد شكّل معها ثنائيا بارزا، كما غنى مع غادة محمود وسهام الصفدي وسهام شماس وسلوى. وكان قد درب الفنان السوري دريد لحام على أداء أغنية «يا عنيد يا يابا» في مسلسل «صح النوم» بجزئه الثاني الذي صور في الأردن عام 1972. في العام 1967، التحق بفرقة الفنون الشعبية الأردنية، حيث أحيا العديد من الحفلات في تونس والبحرين وسورية ولبنان ولندن وبرلين وتركيا ورومانيا وإيطاليا وغيرها. إبداعه في العزف على الربابة كان فطريا، وقدّم فيها أجمل الألحان المتنوعة من الأغاني الشعبية والوطنية والبدوية والأغاني الفلكلورية. ورغم أنه لم يتعلم الموسيقى، إلا أنه قدم العديد من الألحان الموسيقية للعديد من المطربين، وكان يفضل التلحين على الغناء، فقدم ألحانا لفنانين مثل غادة محمود وسميرة توفيق وسهام الصفدي ودلال الشمالي وسلوى العاص وسعاد توفيق وسماهر وكروان ونازك وغيرهم. نجاحه الأكبر كان بدخوله الفن من أوسع أبوابه، عندما غنى في قاعة ألبرت هول في لندن بصحبة الفنان عبد الحليم حافظ، في الحفل الذي أحياه حليم دعما للمجهود الحربي.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©