الأمم المتحدة تعلن تأخير نشر الهجين في دارفور

اعلن الناطق باسم مجلس الامن القومي التابع للبيت الابيض الاميركي جوندرو ان بلاده قلقة جدا مما اعتبره عدم وجود حسن نية لدى السودان وعرقلة الخرطوم نشر القوة المشتركة في دارفور · وعشية لقائه بالرئيس الأميركي جورج بوش انتقدت الحكومة السودانية أمس زيارة الزعيم الجنوبي سلفا كير للولايات المتحدة · ونقلت صحيفة ''سودان تريبيون'' عن الرئيس السوداني عمر البشير قوله إن الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يتزعمها كير ''تتصرف كدولة مستقلة''· من جهته قال حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في بيان نشر في الصحف المحلية أمس أن هذه الزيارة لا تساعد في تسوية الأزمة بين الشمال والجنوب· ومن المقرر أن يلتقي كير الذي يشغل منصب النائب الأول للرئيس السوداني الرئيس الاميركي جورج بوش الخميس· ولم ترحب الخرطوم بالزيارة التي تعتبرها دعما اميركيا للجنوب الذي علق مشاركته في حكومة الوحدة الوطنية مع حزب المؤتمر الوطني الذي يتزعمه البشير في سبتمبر الماضي· وطلب مكتب اتصال الحركة الشعبية لتحرير السودان في واشنطن ايضا من مجلس الأمن السماح لسلفا كير بالتحدث امامه وهو ما أثار غضب الخرطوم رغم رفض الطلب· ونقلت وكالة الأنباء السودانية الرسمية عن الناطق باسم وزارة الخارجية السودانية علي صادق قوله إن ''مكتب الحركة الشعبية في واشنطن ليس من حقه أن يتقدم بمثل هذا الطلب الى مجلس الأمن''· ورأت الحركة الشعبية أن احتجاج الحكومة السودانية على زيارة كير بحجة انها لم تبلغ بها، ''غير مقبول'' اذ أن كير النائب الأول للرئيس· من جهته حذر مسؤول كبير في الامم المتحدة من أن نشر القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور قد يتأخر لانها ما زالت بحاجة لطائرات ووحدات متخصصة لا بد منها قبل نشرها· وقال جان ماري جيهينو، رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة، بعد محادثات في مجلس الأمن ''بالنسبة للمرحلة الاولى في ،2008 نحن بحاجة لقوة تكون قادرة على القيام بمهمتها'' مشيرا الى أن ''الوقت مداهم''· واضاف ''لكن تنقصنا 18 مروحية نقل وست مروحيات حربية'' مؤكدا انه ''بدون هذه القدرات لن تتمتع القوة بالجهوزية الضرورية''· واوضح أن الحكومة السودانية لم تعط بعد موافقتها على نشر بعض الوحدات غير الافريقية في القوة المشتركة وهو أمر لا بد منه من أجل فعاليتها· وقال ايضا ''ليست لنا بعد رؤية واضحة حول امكانية نشر بعض الوحدات غير الافريقية مع بدء المهمة''· واوضح أن الامر يتعلق باربع وحدات: فوج مشاة من تايلاند وفوجين احتياطيين احدهما من القوات الخاصة وفوج هندسة تابع لدول الشمال· واشار جيهينو الى أن تايلاند هي ''البلد الوحيد'' الذي وافق على أن يقدم مع مطلع العام 2008 ''فوجا مجهزا تماما ومدربا بشكل جيد في وقت حاسم حيث يمكن أن تتعرض القوة لهجمات''· واضاف أن نيبال هي البلد الوحيد ايضا في العالم الذي قدم قوات خاصة· و قال جيهينو إن الامر يتعلق ''بوحدة متخصصة يمكن أن تعزز حماية المخيمات وتعزز المطارات وتساعد على نشر منشآت مائية''· وختم بالقول إن ''لكل فوج من هذه الافواج ولاسباب مختلفة دورا اساسيا يلعبه ومن المهم أن تنتشر مع بدء مهمة'' القوة المشتركة بين الامم المتحدة والاتحاد الافريقي في اقليم دارفور· وكان مجلس الأمن الدولي قرر نشر القوة المشتركة في اقليم دارفور وستكون أكبر قوة لحفظ السلام في العالم مع 19 الف عسكري وستة آلاف شرطي وحوالى 5500 مدني· وقال جيهينو إن القوة الهجين قد يكون مصيرها الفشل اذا لم تحسم الخلافات مع السودان·