الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

إطلالة تراثية جديدة في صلالة عُمان

إطلالة تراثية جديدة في صلالة عُمان
16 نوفمبر 2007 01:17
شهدت سلطنة عُمان مؤخراً انضمام مُتحف جديد إلى سلسلة متاحفها الأثرية والتاريخية التي تحكي حضارة وتاريخ عُمان، فقد تمَّ في محافظة ظفار افتتاح ''مُتحف أرض اللبان'' كأحد أبرز وأهم المتاحف التاريخية العُمانية، وكإضافة جديدة لسلسلة المتاحف التي تجسد ملامح التاريخ العُماني الكبير· يعتبر ''مُتحف أرض اللبان'' مجمعاً متكاملاً لما يحتويه من مشاهد ومجسمات تروي أبرز محطات الحضارة والتاريخ التي مرت بها السلطنة في مختلف العصور والتواصل مع الحضارات العالمية الأخرى من خلال العلاقات التجارية للسلطنة وموقعها الجغرافي المتميز في شبه الجزيرة العربية، ويضم المتحف قاعات عدة، منها: قاعة التاريخ، والقاعة البحرية، وقاعة المحاضرات وعرض الأفلام الوثائقية، للتعريف بحضارة السلطنة منذ عصور ما قبل الإسلام وحتى عصر النهضة المباركة، كما يضم المتحف ركنا لبيع التحف والمشغولات اليدوية ومختلف المطبوعات التاريخية· يعود تاريخ مدينة البليد إلى فترات زمنية لما قبل الإسلام، حيث كانت تمثل مركزاً سكنياً منذ نحو 2000 عام قبل الميلاد، وبرزت خلال العصر الحديدى المتأخر كمدينة مركزية نشطة، كما أنها ازدهرت في العصور الإسلامية، وقد وصفها كل من الرحالة ماركوبولو وابن بطوطة بأنها أكثر المدن ازدهاراً، وواحدة من أكبر الموانئ الرئيسية على المحيط الهندي، مما جعلها مركزاً تجارياً مزدهراً آنذاك، حيث تمتد رقعة تصدير اللبان فيها لتصل إلى الصين وروما·تم اكتشاف الموقع وتصويره للمرة الأولى من قبل بترام توماس عام ،1930 بينما بدأت التنقيبات فيه للمرة الأولى في عام 1952 من قبل البعثة الأميركية· وفي عام 1977 قامت وزارة التراث والثقافة في عُمان بتنفيذ برنامج مسح لموقع البليد، ويقوم مكتب مستشار السلطان قابوس للشؤون الثقافية بتنفيذ برنامج للترميم وتطوير الموقع· البليد مجموعة من المعالم الأثرية تغطي مساحة مستطيلة تصل إلى 64 هكتاراً ويحيط بها جدار عال من ناحية الشرق والشمال، وخندق صغير من ناحية الغرب، كما يحتوي الجدار على 4 بوابات، أما المدينة من الداخل فهي مقسمة إلى ثلاثة أقسام، هي القسم التجاري ويقع في الجهة الشرقية، والقسم السكني والخدمي ويقع في الوسط، أما المسجد والحصن فيقعان في الجهة الغربية· ويحيط المدينة من الجوانب الشمالية والشرقية والغربية خور البليد الذي يتراوح عمقه بين 2 و6 أمتار، وكان هذا الخور يستخدم لنقل البضائع ما بين المدينة والسفن الراسية في البحر، وهو بمثابة ميناء طبيعي للسفن الصغيرة ليحمي المدينة من فيضان المياه التي تصب في البحر، بالإضافة إلى الحماية من هجمات الغزاة والخور عبارة عن مياه عذبة كانت تستخدم للاستهلاك الآدمي، ومحاط بحواجز رملية عالية وبعض من أنواع النباتات والأشجار· وكان الخور في الماضي متصلاً بالبحر، ولكن بسبب التغيرات التي طرأت على تضاريس المنطقة، وتراكم الصخور والترسبات الترابية على مر السنين أصبح الخور مفصولاً عن البحر، ويتزود عن طريق المياه الجوفية والينابيع العذبة المنحدرة من الجبال·
المصدر: مسقط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©