السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

علماء الدين يرفضون «الدليل الإباحي» للأمم المتحدة

علماء الدين يرفضون «الدليل الإباحي» للأمم المتحدة
18 مارس 2010 20:02
أثار مشروع دليل التربية الجنسية الذي تقترح إحدى منظمات الأمم المتحدة تعميمه على دول العالم لا سيما الإسلامية عاصفة من الانتقادات من جانب علماء الشريعة الإسلامية والخبراء بسبب تناوله الموضوعات الجنسية بطريقة صارخة لا تتفق مع خصوصية المجتمعات الإسلامية، ونظراً للمضامين الخطيرة التي يدعو إلى نشرها في المجتمعات وعلى رأسها تعليم المراهقين المهارات الحياتية المتعلقة بالنشاط الجنسي، وكيفية الوقاية من مخاطره الصحية، والوقاية من فيروس نقص المناعة “الإيدز”، وتضمينه فقرات مطاطة مبهمة عن الشذوذ أو الممارسات المثلية المحرمة، كما يوصي الدليل بتعريف الأطفال من سن الخامسة ما يعرف بالعادة السرية، وضرورة تدريس طرق الإجهاض الآمن من سن الثانية عشرة ووسائل منع الحمل. وتؤكد المهندسة كاميليا حلمي- رئيس اللجنة الإسلامية العالمية للمرأة والطفل بالمجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة- أن السياسة التي تسعى الأمم المتحدة إلى تعميمها عبر منظماتها وهيئاتها خاصة “اليونسكو” بشأن التربية الجنسية واضحة جداً في اتفاقياتها الصادرة بشأن المرأة والطفل مثل اتفاقية سيداو ووثيقة بكين ووثيقة القاهرة للسكان واتفاقية الطفل وغيرها. وكلها تطالب بتدريس برامج الثقافة الجنسية في المدارس للأطفال والمراهقين لتعليمهم ما يطلق عليه الجنس الآمن، أي كيفية ممارسة العلاقة الجنسية من دون حدوث الحمل، أو انتقال للأمراض. أجندة فاضحة وأوضحت أن أول شرط لهذه البرامج أن تكون المدارس مختلطة وأن يتلقى الأولاد والبنات هذه الثقافة في فصل واحد، حيث يتدربون على كيفية استخدام الواقيات الذكرية والأنثوية واحتوت اتفاقية “سيداو” الخاصة بالقضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة وهي اتفاقية ملزمة للحكومات التي وقعت عليها، على بند ينص على جعل المدارس مختلطة بحجة المساواة التامة بين الذكور والإناث ولكي يتم التدريب في وجود الجنسين معاً وتوزيع وسائل منع الحمل عليهم من واقيات وحبوب وغيرها لضمان استخدامها عند الممارسة ضمن ما يسمى خدمات الصحة الإنجابية، والتي تتضمن الإجهاض كوسيلة للتخلص من الحمل غير المرغوب فيه. وقالت إن الأمم المتحدة تسعى سعياً حثيثاً لتمرير تلك الأجندة الفاضحة بمختلف الطرق والوسائل وممارسة الضغوط الشديدة على الحكومات لتطبيق تلك الأجندة وربط التطبيق بالمنح والمساعدات لإجبارها على التنفيذ. وأشارت إلى أن المؤتمرات الدولية التي تعقد بشكل دائم ودوري وسيلة من وسائل الضغط على الحكومات ومتابعتها في التطبيق، بحيث تتم مطالبة الحكومات بتقديم تقارير دورية عن التزامها بتنفيذ تلك الأجندة. وأضافت أن التجربة الغربية أكدت خطورة هذه الثقافة الخبيثة فقد أدت إلى ضياع الأجيال في المجتمعات الغربية، والآن جاء الدور علينا، حيث تستهدف الحكومات الغربية نشر الثقافة الخبيثة في بلادنا وتضغط علينا لنتجرعها رغم أنوفنا بدعوى أننا وقعنا اتفاقيات دولية وعلينا الالتزام بتلك الاتفاقيات وإلا حُرمنا من المعونات. وتقول المهندسة كاميليا حلمي إن واجبنا رفض هذه المفاهيم الخطيرة والتمسك بثقافتنا الإسلامية الأصيلة، التي وضعت حلاً واحداً لكل تلك المشكلات وهو العفة والتربية الإسلامية السليمة منذ الصغر من تفريق في المضاجع وغض للبصر وتعلم آداب الاستئذان والتزام بالحجاب وتشجيع الزواج وتيسير سبله. مراعاة الاختلاف الثقافي وحذرت الدكتورة سوسن الغزالي - أستاذ الصحة العامة والطب السلوكي بجامعة عين شمس - من خطورة الاستجابة لتطبيق مفاهيم التربية الجنسية الغربية على مجتمعاتنا دون تدقيق وتمحيص ومراعاة الاختلاف الثقافي والاجتماعي. وتقول إن الدراسات الحديثة تشير إلى عدم إمكانية تحديد عمر محدد لإكساب الطفل المعلومات الجنسية وتنصح بعدم تقديم المعلومات الجنسية للأطفال الذين يقل عمرهم عن 10 سنوات لأن هذه المرحلة يطلق عليها مرحلة الكمون الجنسي ويجب أن نضع نصب أعيننا أن ما يصلح تطبيقه في الغرب قد يكون غير قابل للتطبيق في الدول النامية خاصة البلاد ذات المناخ الحار. وتضيف أن الطفل يحتاج إلى قدر معين من المعلومات يجب أن يتعلمها حتى يكون قادراً على حماية نفسه خاصة الأجزاء المختلفة من جسده وأن هناك أجزاء منه لا يجوز لأحد أن يمسها لأنها خاصة به كما يجب علينا أن نعلمه كيف يدرك خصوصية هذه الأجزاء، ومن المهم عند طرحه لأي سؤال أن نجيب عنه بطريقة علمية ودينية دون التطرق إلى معلومات أعمق لم يسأل عنها. وشددت على أهمية إعداد المعلمين والأخصائيين خصوصاً مدرسي التربية الدينية حتى يكونوا مؤهلين لتدريس الثقافة الجنسية للطلاب في المدارس لأن إكساب الطفل المعلومات الجنسية لا بد أن يكون مصحوباً برؤية دينية ومجتمعية نابعة من قيمنا وخصوصياتنا. وترى أن الآباء والأمهات غير قادرين بمفردهم على الاضطلاع بهذه المهمة نظراً لاحتياجها لمهارات حوارية وثقافة علمية ودينية وتربوية. وتقول الدكتورة سعاد صالح - أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر - إن الشريعة الإسلامية تمتاز بالمرونة والشمول معاً، حيث ينظر الإسلام إلى الإنسان نظرة شاملة ومتوازنة تجمع بين متطلبات الروح والجسد، فهو يستجيب لحاجاته ومطالبه من مأكل وملبس ومسكن وغريزة، وفي الوقت ذاته يؤمن بالكيان الروحي للإنسان، يقول الله تعالى: “وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا وأحسن كما أحسن الله إليك ولا تبغ الفســاد في الأرض إن الله لا يحــب المفــسدين” 77 القصص. وقالت إن الإسلام يعتبر الغريزة الجنسية إحدى الطاقات الفطرية في تركيب الإنسان، ويجب تفريغها والانتفاع بها في إطار الدور المحدد لها شأنها في ذلك شأن الغرائز الأخرى، فوضع لها الضوابط والقواعد فحرص على بيان أحكام البلوغ لكل من الذكر والأنثى، وبيان التفريق بين الذكر والأنثى في المضاجع، والأوقات المشروعة وغير المشروعة للاستمتاع بين الزوجين، وغير ذلك من الأحكام التفصيلية. وأضافت أنه يجب على مجتمعاتنا أن تطرح سؤالاً هل يجب احترام هذه الطاقة الإنسانية، وبيان ما يتعلق بها من أحكام أم نخفي رؤوسنا في الرمال تحت دعوى العيب أو الحياء؟ فالمعرفة بالأمور الجنسية نعنى بها تحديداً العلاقة بين الرجل والمرأة في الإطار الشرعي، وهو إطار الأسرة، وذلك من منظور الشريعة الإسلامية ومن خلال الأدلة الشرعية في كتاب الله وسنة رسوله- صلى الله عليه وسلم. لجنة لوضع البرنامج وقالت: يجب تدريس مادة الثقافة الجنسية في المدارس بالضوابط الشرعية وأهمها فصل الذكور عن الإناث في المدارس بعد المرحلة الابتدائية، وأن تقوم لجنة مختصة من علماء الدين والنفس والاجتماع بوضع مفردات هذه المادة، وأن يقوم كل جنس بالتدريس لجنسه، ومراعاة السن المناسبة والصيغة المناسبة لكل سن ويمكن أن تكون بداية تدريسها في نهاية المرحلة الإعدادية التي تعتبر بداية سن البلوغ والمراهقة. منظومات ثقافية وقيمية مرفوضة رفض الدكتور حامد أبو طالب - عميد كلية الشريعة والقانون الأسبق بجامعة الأزهر وعضو مجمع البحوث الإسلامية - المحاولات التي تقوم بها الهيئات الدولية لفرض منظومات ثقافية وقيمية لا تتفق مع منهج الإسلام وتعاليمه. وقال إن التغيرات الثقافية والانفتاح الإعلامى جعلا تدريس الثقافة الجنسية الملتزمة بالمنطلقات والرؤية والثوابت الإسلامية في مدارسنا وجامعاتنا ضرورة، مضيفاً أنه يجب العمل على توعية وتثقيف الدعاة وإعداد جيل من الداعيات المؤهلات لبيان الأحكام الفقهية وتوضيح منهج الشرع في تناول هذه القضية ويجب إشراك وسائل الإعلام لعرض ما توصل إليه العلم الحديث في هذا الموضوع بأساليب بسيطة تتفق مع روح الإسلام وقيمه حتى لا نترك أبناءنا فريسة لمنظومة المفاهيم الغربية الوافدة التي تتناول هذه الموضوعات بطريقة سافرة ومحرمة تزرع الفساد والانحلال في مجتمعاتنا.
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©