الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

معظم مسابقات الفضائيات ميْسر

معظم مسابقات الفضائيات ميْسر
18 مارس 2010 20:04
انتشرت في الآونة الأخيرة برامج على القنوات الفضائية ظاهرها المسابقات والربح السريع وباطنها ومضمونها القمار والميسر اللذان نهى عنهما الله في قوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون”(المائدة 90) وفي هذا العصر، اتخذ القمار أشكالاً كثيرة ومتنوعة أحدثها المسابقات التي تعرض في بعض القنوات الفضائية والتي تتفنن بعض المؤسسات الإعلامية والقنوات الفضائية في إنتاجها بهدف إيقاع السذج من الناس في شرك القمار بصورة جديدة على شكل مسابقات، وهي في الأصل نوع من القمار وذلك بإغرائهم بالفوز بمبالغ خيالية مقابل الاتصال على أرقام التليفونات الخاصة بالقناة الفضائية تحت شعار “كل ما تتصل أكثر تفوز أكثر” أو عن طريق شراء بطاقات خاصة أو كوبونات تسمح لهم بالمشاركة في تلك المسابقات، أو إرسال رسائل sms بالموبايل. طرق للاحتيال والنصب وأكد العلماء أن كل هذه المسابقات من طرق الاحتيال والنصب وأكل أموال الناس بالباطل وتلاعب بعواطف المشاهدين لتحقيق المكسب السريع للقائمين على هذه القنوات مستغلة تضخيم حجم الإغراءات لجذب أكبر عدد من المتفاعلين معها. وأكد الشيخ عادل أبوالعباس من علماء لجنة الفتوى بالأزهر أن الإسلام يعترف بكل ما يبني العقل ويجعله في صحوة متواصلة سواء في الجوانب الرياضية أو العقلية أو غيرها مما يمكن أن تطلق عليه المسابقات من أجل هدف مشروع. وأضاف: حض الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على كل ما يؤدي إلى زيادة التنمية العقلية بأنواعها المختلفة، إلا أن الإسلام يسعى لإبعاد الأمة عن الجانب المالي في هذه المسابقات، وجاء في “البخاري” أن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ تسابق مع أم المؤمنين عائشة جرياً فغلبته فلما كثر لحمها أي سمنت غلبها ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال لها بعد أن ضحك هذه بتلك. وقال: اهتم الصحابة بجميع المسابقات وتركوا لكل عصر ما يلائمه إلا أنهم وضعوا قوانين تحكم هذه الأعمال ونستطيع من خلالها أن نحكم ما إذا كان هذا الفعل مسابقة أم مقامرة. وأضاف: من القواعد أنهم اشترطوا في كل مسابقة ألا يدخل فيها “الغرف”، وهو نوع من المقامرة لأنهم يتسابقون على أمور غير معلومة أو ما يسمى اللف والدوران، وفي ذلك شبهة الربا وقالوا إن من الشروط أن يكون الجعل أي المكافأة من طرف واحد كأن يقول أحد المتسابقين: سابقني على مبلغ معين أدفعه أنا فإن غلبتني أعطيتك إياه وإن غلبتك لا شيء لي فهذا يسمى في الفقه الجعالة، فإن كانت الأموال من الطرفين كأن يقول أحدهم: ادفع ألفاً وتدفع ألفاً فللغالب الألفان فهذه مقامرة بالإجماع، فإذا كان الدافع طرفاً ثالثاً هو في الأصل ليس متسابقاً كالمكافآت والجوائز التي تعقدها الدولة لأي متسابقين من أي نوع كمسابقات القرآن أو الشعر أو الأدب أو ما إلى ذلك، فإنها ليست مقامرة لأنها جاءت من طرف غير متسابق كأنه جعلها هبة للفائز تنمية للمواهب. الابتعاد عن المسابقات الغامضة وبالنسبة لقضية المسابقات التي تعرض على القنوات الفضائية وبها شبهة مقامرة مثل برنامج “لعبة الحياة”، أوضح الشيخ عادل أن الأحرى بالمسلم أن يعلم أن حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واضح في أن الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما مشتبهات، وعليه أن يبتعد عن كل مسابقة غير واضحة المعالم أو الهدف حتى لا يقع فيما هو غير معلوم، وبقية حديث رسول الله: “فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات كان كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يقع فيه، ألا وإن لكل ملك حمى ألا وان حمى الله في الأرض محارمه ألا وان في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله”. وأوضح أن أكثر العلماء أجمعوا على أن المسابقات وبعض البرامج التي تعقدها وسائل الإعلام المختلفة خاصة القنوات الفضائية فيها نوع من عدم الوضوح، وهذا ما يجعلنا نطالب الناس بأن يبتعدوا عنها وألا يشتركوا فيها حتى لا يقعوا في شرك القمار
المصدر: القاهرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©