الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوبريت يحكي قصة الغوص تحت هجير شمس الخليج

أوبريت يحكي قصة الغوص تحت هجير شمس الخليج
18 مارس 2010 20:05
عقدت اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري الاثنين الماضي مؤتمرا صحفيا في مقرها بالدوحة، للكشف عن بعض تفاصيل افتتاح أوبريت “اللؤلؤة، بين الدشة والقفال”. وأكد رئيس قسم الإعلام والحقوق في اللجنة عبدالعزيز آل إسحاق أن المؤتمر يأتي تجسيدا لتواصل اللجنة مع وسائل الإعلام والكشف عن بعض التفاصيل الخاصة بالعمل الفني الضخم لحفل الافتتاح. وقال مدير عام اللجنة المنظمة لمهرجان قطر البحري حمد التميمي إن المهرجان يهدف إلى إحياء التراث القطري المتعلق بالصيد والإبحار، ولكنه في الواقع يشمل مجالات أعم هي الثقافة والبيئة والتعليم والرياضة والفن، من خلال عدد من الفعاليات المختارة بعناية، والتي تعرض العادات والتقاليد القطرية بشكل مبتكر ومذهل وباحتفال ثقافي فريد يستمر لمدة عشرة أيام من التشويق والترفيه يبرز قطر كمقصد جذاب على خريطة العالم. وتم الإعلان عنه أنه في الثاني عشر من شهر أبريل القادم، سينطلق المهرجان من خلال حفل بنكهة فنية خاصة، وإيمانا بأهمية الحركة المسرحية في خلق قاعدة متذوقة لفن من الفنون الراقية التي استطاعت عبر عمرها الزمني أن تشكل للإنسان العربي لغة حوار جادة مع الحياة المحيطة به، يقدم المهرجان أضخم أوبريت مسرحي يقام في الهواء الطلق. وأكد التميمي أن طاقات قطرية كبيرة وكثيرة ستقدم خلال المهرجان أعمالا جيدة، وستكون البداية مع أوبريت “اللؤلؤة، بين الدشة والقفال” للفنان والمؤلف والمخرج عبدالرحمن المناعي، أحد الرواد الذين أسسوا الحركة المسرحية في قطر وأسهموا بفاعلية وعطاء غير محدود في صنع مكانة بارزة تخطت حدود الوطن وقدموا تجارب بمستوى عال ومعيار عالمي. وسيعرض الأوبريت على مدار خمسة أيام متتالية على مسرح مفتوح في منطقة المهرجان، ليتمكن محبو هذا الفن من الاستمتاع شكلاً ومضموناً، حيث سيكون اليوم الأول مخصصاً للدعوات والأيام الأربعة الباقية للجمهور والدخول مجاني لها، على أن يتم تخصيص يوم للعائلات. من جهته، قال عبدالرحمن المناعي مخرج العمل في مداخلته أمام الصحفيين إن العمل عبارة عن عملية توثيق لحقبة زمنية من حياة القطريين تغوص في الماضي البعيد وسيقدم فيها ومن خلال حكاية شعبية صورة متكاملة عن الحياة الاجتماعية والثقافية لقطر والمنطقة بجميع تفاصيلها اليومية، فالعمل عبارة عن عرض مسرحي غنائي يعتمد الحكاية الشعبية كخط درامي ليوثق لمواسم الرحيل والغوص والعودة وما بينهما من مواسم الفرح والحزن. وعن الجانب الفني والتقني في العمل، قال المناعي: “أردنا من خلال هذا العمل أن يكون قريبا للواقع؛ ولذلك ابتعدنا عن المبالغة في استعمال التقنيات الحديثة وتركنا المجال لحديث المكان وأن تكون عناصر الطبيعة هي عناصر الديكور”. ومن أجل هذا الغرض أوضح المناعي: “أنشأنا قرية قطرية متكاملة العناصر مجاورة للبحر تبدأ فيها خشبة العرض من كراسي المتفرجين وتنتهي في عمق البحر، وركزنا على أن يكون العمل قطرياً خالصا بنسبة 100% من خلال الفنانين القطريين والمقيمين في قطر”. وأكد المناعي أنه حاول أن يكون أمينا جدا مع العمل في نقل صورة واقعية اعتمد فيها على ذاكرته وما اختزنته عبر السنين الماضية من حياته في هذه المنطقة الخليجية، وقد استغرق إنجاز العمل حوالي السنتين بداية من كتابة النص وتصميم الديكور وإعداد الموسيقى وتصميم الملابس إلى الإخراج وعملية التدريب ليكون في مستوى الحدث المتميز الذي تعيشه قطر، كما تم إنجاز الأفلام السينمائية التي تشكل جزءا من العرض المسرحي ما بين الدوحة وأستراليا واستغرق العمل فيها أكثر من ثلاثة أشهر ويضم العرض نحو 150 فردا من بينهم 30 طفلا. وقال آل إسحاق إن المهرجان يضم 14 فعالية منوعة لم تنحصر فقط بالماضي، ولكن تلبي كذلك حاجة الشباب القطري من أجل ربطهم بالحياة البحرية ليس في تفاصيلها القديمة من حيث الغوص، ولكن بإعطائها بعدا حدثيا من خلال تشكيل ثقافة جديدة في التعامل مع البيئة البحرية وممارسة نشاطات رياضية وإبداعية وثقافية تلبي تطلعات الجيل الجديد ومرتكزة على ماضي الأجداد. والجدير بالذكر أن حفل الافتتاح سيتضمن مسرحية غنائية (أوبريت) تتحدث عن مواسم الرحيل والكفاح من أجل لقمة العيش، ولم يكن هذا الرحيل سوى موسم مغادرة كل رجال القرية القادرين وبعض الصبية إلى مغاصات اللؤلؤ البعيدة، في رحلة تستغرق أكثر من أربعة أشهر تحت هجير شمس الخليج وصخب الأمواج غير الآمنة، فللغوص مواسم والغوص (العود) الكبير هو الموسم الرئيس والملزم للجميع. ويبدأ في شهر أبريل لينتهي في شهر سبتمبر، حيث تبدأ مياه البحر بالبرودة. ولهذا الموسم طقوسه التي يمارسها الجميع من مودع وراحل ومن تلك الاحتفالات “الدشة” وتعني دخول البحر وفعل (دش) باللهجة المحلية يعني دخل. كما يسـمى هذا الاحتفال بـ “الركبة” أي ركوب السفن والإبحار إلى مغاصات اللؤلؤ .. تخلو القرى من رجالها وتصبح المرأة هي المدبرة في ظل هذا الغياب. وسيكون هناك في عرض البحر يمارس الرجال عملهم من الفجر وحتى مغيب الشمس بين (غيص) غواص مهدد بالمخاطر و(سيب) من يسحب الغيص من البحر يقف بحذر طيلة النهار يرقب زميله بخوف وتوتر و(نوخذه) قبطان محنك وعالم بأسرار البحر والطوالع والنجوم. وأكد المناعي أنه بدأ التخطيط لهذا العمل في شهر أغسطس من العام 2008 ليكون عملاً رائداً في تفاصيله التاريخية التوثيقية وفي جغرافيته. وأضاف: “استغرق التحضير كل تلك الفترة من كتابة النص وتصميم الديكور وإعداد الموسيقى وتصميم الملابس ووضع الخطط الإنتاجية والتصاميم التقنية لهذا العمل الذي سيقدم على مساحة قرية قديمة تجاور البحر وترتبط معه بشريان الحياة”. وأشار: “كما تم إنجاز الأفلام السينمائية التي تشكل جزءاً من العرض المسرحي ما بين الدوحة واستراليا، واستغرق العمل فيها أكثر من ثلاثة أشهر، وربما تكون المرة الأولى في قطر أو في الخليج أو العالم العربي، أن يتم تقديم مسرحية في حيز مكاني بهذا الحجم وفي الهواء الطلق على شاطئ البحر وعلى مساحة مائة متر مربع، إضافة لحيز كبير من مياه الخليج تلك المساحة التي يقتحمها عدد كبير من رجال ونساء وأطفال احتفالا باليوم وفخرا بالأمس وتطلعا للمستقبل”. وقال: “استغرق العمل في تلحين وتسجيل هذا العمل الموسيقي ما يقارب الأربعة أشهر واستمد عناصره من الفنون الشعبية وخاصة فنون البحر، قام الفنان فيصل التميمي بحشد كل معرفته بتراث المنطقة الموسيقي ليقدم عملا تتناغم فيه الحكاية والتعبير الموسيقي، ويمكن أن يسجل لهذا العمل ريادته في اقتصاره على مطربين ومطربات من قطر”. ويشار إلى أن فريق الغناء يتكون من: عيسى الكبيسي، وفهد الكبيسي الذي يسهم في الأوبريت بدور تمثيلي والفنان سعد حمد وأصوات شابة مثل جاسم المنصوري، سعود جاسم والمطربات ريانة، والنور، وأسماء الدرويش. أما فريق التمثيل لتقديم هذا العمل فكان اختيار الممثلين منطلقاً من قدراتهم على محاكاة الأصوات الغنائية وتجسيدها، وهذا أمر احتاج لتدريب طويل وشاق ويتكون فريق العمل من ناصر عبدالرضا، علي سلطان، أحمد عفيف، فرج سعد، والممثلات إيمان ذياب، ريم عبدالرحمن، فريال. وضيف شرف الأوبريت الفنان صلاح الملا. ويسهم في العمل عدد كبير من الاستعراضيين من رجال ونساء وأطفال
المصدر: الدوحة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©