الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

ارتفاع أسعار الوقود يشعل الاضطرابات في أوروبا

ارتفاع أسعار الوقود يشعل الاضطرابات في أوروبا
16 نوفمبر 2007 23:10
في ظل صعود أسعار النفط باتجاه حاجز المائة دولار للبرميل والارتفاع الحاد في أسعار محطات الوقود فإن السياسيين في جميع الأنحاء الأوروبية بدأوا في موازنة كيفية التعامل مع التكاليف الباهظة المستجدة لملء خزانات الوقود· فمنذ بداية العام ارتفعت أسعار الديزل في فرنسا حيث بدأت الاحتجاجات والمظاهرات مبكراً بنسبة تقارب لـ 17 في المئة بينما تستمر شركات البيع بالتجزئة مثل توتال وشل في رفع الأسعار· علماً بأن المستهلكين في أوروبا درجوا على مواجهة تكاليف أعلى من تلك الموجودة في أنحاء العالم الأخرى بسبب الضرائب المرتفعة· وكما تقول كوليت ليويز خبيرة الطاقة في مكتب كابجيميني للاستشارات ''لقد أصبحت الحكومات تواجه وضعاً بالغ الصعوبة ربما يجبرها على خفض الضريبة على المنتجات النفطية· ولكن هذا الأمر سوف يعني خفض انفاقها والتخلي عن وعودها بالانفاق في مجالات أخرى· لذا فإن هذه الحكومات في ورطة حقيقة''· وكما ورد في صحيفة ''انترناشونال هيرالد تريبيون'' فإن أكبر المخاوف باتت تتمثل في أن ارتفاع أسعار الوقود من شأنه أن يساهم بقوة نقل التضخم السعري للسلع الأخرى إلى جانب إشعال الاضرابات والاضطرابات المحلية· ولكن الحكومات الأوروبية تعول أكثر من غيرها على ضرائب الوقود من أجل موازنة ميزانياتها وتفادي أي خفض في مستوى الاستهلاك· وفي فرنسا على سبيل المثال فإن الضريبة على الجازولين الخالي من الرصاص تشكل 62 في المئة من تكلفة ليتر الوقود في محطة التزود بينما تمثل الضريبة على الديزل 53 في المائة· وهذه الضرائب انما تعتبر المورد الأكبر لإيرادات الدولة بعد ضريبة القيمة المضافة وضريبة الدخل وضريبة رجال الأعمال كما يشير اتحاد صناعة النقابات البترولية· وفي الوقت الذي لا تشكل فيه بعض المجموعات المهنية مثل صيادي الأسماك وسائقي الشاحنات سوى كسر من القوى العاملة الأوروبية فانهم يحتاجون إلى كميات هائلة من الوقود· لذا فقد عمدوا إلى انتهاج تكتيكات أكثر فعالية مثل وضع المتاريس على الطرقات واغلاق مصافي التكرير من أجل اجبار الحكومتين الفرنسية والبريطانية على التوصل إلى تسويات مناسبة بعد أن قفز سعر ليتر الجازولين إلى حوالي 50 سنت يورو من مستوى 30 سنت يورو الذي يعتبر الحد الأعلى المقبول لتحقيق الأرباح كما يقول الصيادون· وكذلك فقد دخل المزارعون الفرنسيون في موجة للاحتجاجات تطالب بالمزيد من الدعم بعد أن حذر اتحاد المزارعين الحكومة في هذا الأسبوع من أن ''السلوك المتراخي للحكومة من شأنه أن يشعل الغضب والاضطرابات في جميع أنحاء الأرياف الفرنسية''· أما في بلجيكا فقد أدى ارتفاع الأسعار إلى إلحاق أضرار جسيمة بالمزارعين أيضاً وبخاصة أولئك الذين يستخدمون الوقود لتدفئة البيوت الزجاجية لنباتات الدفيئة كما تقول كارلا سيونجرز استشارية الطاقة في اتحاد فيلمش للمزارعين· وأشارت إلى أنها تعلم أن هنالك أكثر من ثلاثة أعمال تجارية من هذا النوع سوف تغلق ابوابها بمجرد أن تبلغ تكلفة الوقود نسبة الثلث من اجمالي تكلفة إنتاج اغذية الدفيئة بعد أن أصبحت تمثل الآن خمس هذه التكلفة· ولكن بعض أخطر هذه المشاكل أصبح الآن يتشكل في داخل المزارع الإسبانية حيث يعاني قطاع الزراعة هناك مما يصفه المزارعون بأنه الأزمة الأسوأ طوال فترة عشرين عاماً والتي تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار الأغذية واندلاع فيروس الحمى النزفية الذي ألحق أضراره بالعديد من المواشي· وحتى الآن فإن ردود أفعال الأوروبيين في الدول الأخرى أقل حدة تجاه ارتفاع اسعار النفط وذلك بسبب تفاوت مقدار ضريبة الوقود في مختلف الأنحاء الأوروبية حيث تبلغ حدها الأدنى في دول مثل النمسا وايرلندا ولوكمسبورج· أما في سويسرا فقد ارتفعت اسعار الديزل بنسبة تقترب من 13 في المئة إلى مستوى 1,92 فرنك سويسري مقابل الليتر منذ بداية العام بينما شهد ليتر الجازولين زيادة بنسبة 14 في المئة إلى 1,83 فرنك سويسري أو 6,13 دولار أميركي مقابل الجالون· ورغم ذلك فإن المستهلك السويسري لا يزال أقل قلقاً وتخوفاً فيما يبدو لأن أسعار الوقود لا تزال أكثر ارتفاعاً في دول فرنسا وألمانيا وإيطاليا حيث اصبحت تشكل ضغوطاً عاتية على المستهلكين الذين أطلق عليهم اسم ''سواح الوقود'' بعد ان باتوا يعبرون الحدود في رحلات أسبوعية لملء خزانات سياراتهم في سويسرا·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©