الاكتشافات الجديدة تنعش حظوظ البرازيل النفطية

بات من المرجح أن يؤدي الاكتشاف النفطي الهائل الذي أعلن عنه في الاسبوع الماضي على بعد أميال من الساحل البرازيلي إلى تحقيق نقلة هائلة في صناعة النفط والصعود بالدولة إلى أعلى قائمة الدول المنتجة للنفط في العالم· حيث قالت ديلما راوسيف كبيرة مستشاري الرئيس لولا دا سيلفيا ''يبدو أننا نتجه لأن نصبح على قدم المساواة مع المملكة السعودية وفنزويلا''· ولجعل مشاعر السيدة المستشارة اتسمت بالمغالاة على وقع تلك اللحظات السعيدة إلا أن العديد من المحلليين اتفقوا على أن هذا الاكتشاف من شأنه أن يحدث تحولاً نوعياً في الدور البرازيلي في المنطقة وفي العالم أجمع· بحيث يسلحها بالثقة اللازمة لتحقيق أهدافها المتمثلة في حجز مقعد دائم في مجلس الأمن واكتساب العضوية في مجموعة الثماني الصناعية الكبرى· وإلى ذلك فقد تركزت الأنباء الواردة من حقل كوبي الذي يقع على بعد 280 كلم من الساحل البرازيلي الجنوبي الغربي أن الحقل يزخر باحتياطي يتراوح إجماليه ما بين 5 و8 مليارات برميل من النفط أي أقل بقليل فقط عن كامل احتياطي النرويج من النفط والبالغ 8,5 مليار برميل وفقاً لإحصائيات شركة بريتش بتروليوم· وكذلك فإن الحقل يتمتع بإمكانية اضافة أكثر من 50 في المئة للاحتياطي البرازيلي المؤكد حالياً بمقدار 14,4 مليار برميل من النفط والغاز الطبيعي على أن حقل توبي ما زال يعتبر مجرد بداية لما يمكن اكتشافه في المستقبل وفقاً لما قاله نيلو ازامبوجا في شركة اتش آر تي المتخصصة في تنفيذ الأعمال الجيولوجية في ريو دي جانيرو لصالح شركة بتروبراز النفطية الحكومية في البرازيل· ويشير ماثيوشو محلل الطاقة في شركة وود كماكينري للاستشارات إلى أن الاكتشافات في حقل ماتوبي سوف تشرع الأبواب لاسترداد ''عشرات المليارات من البراميل'' الأخرى في المنطقة على الرغم من عدم امكانية التحقق من هذا الأمر الا بعد تنفيذ المزيد من عمليات الحفر· ويبدو أن الحكومة البرازيلية شرعت في اتخاذ الاحتياطات اللازمة حيث عمدت إلى استبعاد أكثر من 40 قطعة امتياز من مزاد الاستكشافات الذي تخطط لإطلاقه في هذا الشهر من أجل اعادة تقييم الامكانيات التي تزخر بها هذه الأراضي وربما طلب شروط أفضل من الشركات التي تدرس تطوير هذه الحقول التي تتخذ مواقعها بالقرب من حقل توبي· وذكر سيرجيو جابريلي الرئيس التنفيذي لشركة بتروبراز من جانبه أن الانتاج من حقل توبي سوف يبدأ في العام 2011 بخطة ابتدائية تهدف لإنتاج 100 ألف برميل يومياً قبل أن يتضاعف هذا الانتاج عدة مرات في السنوات اللاحقة· ولكن المحللين في الصناعة اشاروا إلى أن المهمة لن تخلو من التعقيدات والعوائق إذ أن تكلفة تطوير الحقل لن تقل عن 50 مليار دولار في ظل معاناة الشركات النفطية من ارتفاع التكاليف وندرة الحفارات والمهرة من المهندسين والفنيين·