السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الإحباط يبحث عن السعادة المفقودة

الإحباط يبحث عن السعادة المفقودة
16 نوفمبر 2007 23:23
لا يعتبر الروائي الألماني ''مارتن فالزر'' بحيرة بودن التي ولد وعاش طيلة حياته على ضفافها مرادفاً للسعادة أو البهجة، كلا ·· البحيرة لا تعني له سوى شيء واحد وهو ''التغيير'' أو اللاصفة، ويبدو أن هذا ما تعلمه الروائي من البحيرة، فهو أيضا كاتب متغير ومتجدد، فلسنوات طويلة كان الروائي البالغ من العمر الآن ثمانين عاما أحد الشخصيات الأساسية في الأدب الألماني المعاصر· صائد الجوائز ليست هناك جائزة أدبية مهمة لم يحصل عليها هذا الروائي، فخلافاً لمعظم زملائه الذين يكرمون مع تقدمهم في العمر، حظي فالزر بالتكريم وهو بعد في سنوات الشباب، وعندما وصل مشارف الخمسين كان قد نال أهم الجوائز الأدبية في ألمانيا، من جائزة هرمان هسه مروراً بجائزة شيلر وصولاً إلى جائزة بوشنر، وقد بدأ فالزر محاولاته في الكتابة بنظم الشعر في صباه، لكنه أدرك سريعا أنه ليس بالشاعر، واتجه بعد نهاية الحرب العالمية الثانية إلى دراسة الأدب، وحاز عام 1952 على درجة الدكتوراه بأطروحة تقدم بها عن الشكل القصصي عند فرانتس كافكا - هذا الأديب الذي كان تأثيره طاغياً عليه في البداية، حتى أن زملاءه أعضاء ''جماعة 47 الأدبية'' المشهورة سخروا منه عندما قرأ أمامهم قصصه المبكرة، ونصحوه أن يبحث عن أسلوبه المميز، وبالفعل وجد فالزر أسلوبه في تصوير حياة الناس العاديين في ألمانيا، ولذلك أطلق عليه النقاد لقب ''مؤرخ الحياة اليومية''، ومن رواياته التي تؤكد صحة هذا الوصف: ''زيجات في فيلبسبورج''، و''منتصف الوقت''، و'' ودفاع عن الطفولة'' وغيرها من الأعمال الأدبية الناجحة· إجازة لم تتم وفي منتصف السبعينات نشر فالزر إحدى أشهر رواياته بعنوان ''جواد هارب'' والتي باعت حتى الآن ما يزيد عن مليون نسخة، واليوم وبعد مرور حوالي ثلاثة عقود قام المخرج ''راينر كافومان'' بتحويل الرواية إلى فيلم، وتدور أحداث الفيلم على ضفاف بحيرة بودن السياحية، ويتناول ''جواد هارب'' حياة الزوجين ''زبينة وهلموت'' اللذين يشعران بالملل في حياتهما الزوجية، والزوج الذي يقوم بدوره الممثل أولريش نوتل والزوجة وتمثل دورها الممثلة القديرة ''كاتيا ريمان'' يقضيان الاجازة السنوية منذ اثني عشر عاما في المكان نفسه وفي البيت نفسه·· الزوج متقوقع على ذاته منشغلاً بقراءة أعمال الفيلسوف المتشائم ''شوبنهاور''، أما زوجته فتستلقي في الشمس وتبرد إحباطها في ماء البحيرة، وفجأة يقابلان شخصا يقلب الاجازة المملة رأساً على عقب·· إنه كلوس زميل هيلموت في المدرسة الذي يقضي مع رفيقته الحسناء إجازته في المكان نفسه، ويؤدي دور كلاوس الممثل المعروف ''أولريش تكور'' الذي يقدم بلا شك واحداً من أفضل أدواره· وفي روايته قدم فالزر صورة متقنة لجيل من المتمردين استكان واستسلم وتوقف عن التمرد ، غير أن معظم النقاد يرون أن المخرج فشل في نقل هذه الصورة البارعة التي رسمها فالزر في السبعينات إلى عام ،2007 أما الكاتب الكبير فقد أعجبه الفيلم ودافع عنه، وقال إن الخطأ يرجع إلى إصرار البعض على أن يتطابق الفيلم مع أحداث الرواية·
المصدر: برلين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©