السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوباما في المئة يوم القادمة

أوباما في المئة يوم القادمة
30 ابريل 2009 00:15
بعد انتهاء المئة يوم الأولى من حكم أوباما، استطلعت''واشنطن بوست''، آراء عدد من المسؤولين والخبراء السياسيين والاقتصاديين الأميركيين الكبار، بشأن ما يتوقعونه من الرئيس خلال المئة يوم التالية• أول من سألته الصحيفة عن توقعاته بشأن تلك الفترة هو ''زبيجنيو بريجينسكي'' مستشار الأمن القومي في عهد إدارة الرئيس الأسبق جيمي كارتر، الذي قال إنه يتوقع أن يشرع الرئيس الجديد خلال المئة يوم القادمة في ترجمة الثورة المفاهيمية التي يحدثها حالياً في مجال السياسات الخارجية، إلى تكتيكات واستراتيجيات ملموسة على الأرض• وهو يرى أن ثورة أوباما كانت طموحة من حيث نطاقها، خصوصاً لدى مقارنتها بفترة الثماني سنوات السابقة، التي شهدت ركوداً في الجهود الرامية لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، وتدهوراً في العلاقات مع إيران، وتجاهــلا للحرب في أفغانستان، وتفاقماً لأزمة باكستان، وبروداً وصل إلى حد الجمود في العلاقات مع موسكــو، وتضاؤلا لنفوذ الولايات المتحدة في أميركا اللاتينية ولكي يتمكن أوباما من تغيير هذه السياسات سيتعين عليه ـ في رأي بريجينسكي ـ إعادة تعريف المفاهيم الأساسية التي تقوم عليها السياسة الخارجيـــة الأميركيـــة، وإحداث تغييرات جذرية على تلك السياســات، وهو ما سيستدعي إتخاذ قرارات محددة ـ بمساعدة من كبار أعضاء فريق السياسة الخارجية المعاون له ـ بشأن الكيفية التي سيخطو بها على هذا الدرب، ووتيرة تلك الخطى، وكيفية التغلب على العقبات الرئيسية المتوقع مواجهتها• كما سيتعين على الرئيس أيضاً التغلب على المناورات التي ستقوم بها المستويات الثانوية في إدارته، وكذلك الكونجرس من أجل تقليص أهدافه وإبطاء جهوده• كما يتوقع أيضاً مواجهته من حين لآخر بحجج تقول له إن الوقت لم يحن للقيام بكذا أو كذا، وبمحاولات من قبل البعض لوضع شروط وقيود زمنية على المفاوضات التي يرغب في الدخول فيها بغرض إفشالها في نهاية المطاف، وأيضاً بمحاولات من قبل الكونجرس لإصدار قرارات وقوانين تحد من حريته في العمل وغير ذلك كثير• ويرى بريجينسكي أن على أوباما الذي لايزال يتمتع بدعم ضخم من الشعب الاميركي أن يستخدم هذا الدعم ويستخدم براعته في إثبات أنه أهل للثقة التي دعت الشعب الأميركي لانتخابه• أما ''بول وولفوفيتز'' نائب وزير الدفاع في إدارة بوش الأولى، والرئيس السابق لصندوق النقد الدولي، فيرى أن انتخاب أوباما قد بعث برسالة قوية للمجتمع الدولي عن انفتاح المجتمع الأميركي، وأنه يتعين على الرئيس خلال المئة يوم التالية استخدام قدراته الخطابية المتفوقة في تحسين الصورة التي ينظر بها العالم إلى أميركا، وفي التصدي لبعض من أهم التحديات الجوهرية التي تواجه سياستها الخارجية، وإقناع حلفائها الأوروبيين أن سعي إيران لامتلاك سلاح نووي ودعهما للإرهاب يشكل خطورة بالغة على السلم والأمن الدوليين، وإقناع باكستان حكومة وشعباً أن استراتيجية أميركا هناك تهدف لتحقيق الصالح المشترك، وليس الصالح الأميركي فحسب، وطمأنة شعب الهند بأن أميركا لم تنس أهمية الهند كأكبر ديمقراطية في العالم، والدفاع بقوة عن حقوق المرأة، وتعزيز قضية الحرية في العالم، والتأكيد على التزام أميركا بمسؤولياتها طويلة الأمد في حماية مصالحها الأساسية، واستعادة ثقة الأطراف التي ستحتاج إلى مساعدتها، والتي نمت لديهم خلال السنوات الماضية شكوك حول قدرة أميركا على مواصلة مساعيها وجهودها حتى النهاية المنشودة• ويرى ''ميجان أوسيلفان'' مساعد مستشار الأمن القومي السابق لشؤون العراق وأفغانستان، والأستاذ الحالي للسياسات العامة في جامعة هارفارد، أن الخلاصة التي يمكن الخروج بها من المئة يوم الأولى من حكم أوباما، أن الدبلوماسية هي التي ستشكل المحور الرئيسي لاستراتيجيته خلال المئة يوم التالية، ولكن على أوباما أن يغير من نبره مقاربته الدبلوماسية التي استهدفت خلال المئة يوم الماضية التعاطي مع الدول والأنظمة غير المستساغة، التي لم يبد بعضها وخصوصا إيران وتركيا اكتراثاً باليد الأميركية الممدودة، بل تمادى في سياساته السابقة التي هدفت الإدارة من خلال التقارب إلى إثنائه عنها• وتغيير النبرة حسب تقدير ''أوسيلفان'' يعني اتخاذ نبرة تكون انعكاساً لنوع من الدبلوماسية القوية القادرة على حل المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة، بشكل يعزز من قدراتها في مجال التعاطي مع العالم الخارجي• أما ''توم داشل'' زعيم الأغلبية السابق بمجلس ''الشيوخ'' الأميركي، فيرى أن أوباما قد تمكن من تكوين إدارة قوية تضم خبراء واستراتيجيين ذوي مستوى عالمي، كما نجح أيضاً في تشكيل فريق عمل ديناميكي في البيت الأبيض، وأبدى براعة ملحوظة من خلال الخطوات والسياسات التي شرع فيها من أجل الخروج من الأزمة المالية الحالية، كما أظهر قدرة أميركا على القيادة في المسرح الدولي• ويتوقع ''داشل'' أن تكون المئة يوم التالية من حكم أوباما أكثر صعوبة من ناحية، وأكثر إنتاجية من ناحية أخرى حيث ستظهر خلالها نتيجة الجهود التي سيقوم بها في مجال تحسين الرعاية الصحية لشرائح المجتمع الأميركي، والتي ستتطلب انخراطاً شخصياً ومباشراً وكاملا للرئيس، الذي سيتعين عليه العمل على توحيد الصفوف وممارسة الضغط على من يهمهم الأمر، وعلى رأسهم أعضاء الكونجرس من أجل إقناعهم بأهمية العمل والتعاون معه مستخدماً في ذلك ما يتمتع به من مهارات ومواهب في كسب الود، والتقرب، والتوعية، والإقناع، والتفاوض من أجل إشراك الأمة برمتها في مساعيه• ويعتقد ''آلان بلايندر'' النائب السابق لرئيس مجلس محافظي الاحتياطي الفيدرالي، وعضو مجلس المستشارين الاقتصاديين في إدارة كلينتون، أن الموضوعات التي قد تشغل معظم وقت أوباما خلال المئة يوم التالية غير قابلة للتنبؤ، وأن كان هذا لا ينفي أن الأزمة المصرفية سرعان ما ستحتل العناوين الرئيسية لأجندته• ففي الرابع من مايو المقبل على وجه التحديد وهو اليوم المئة وخمسة من تولي أوباما للحكم، ستعرف أميركا نتيجة ''فحص الجهد'' الذي أُجري على 19 بنكاً من البنوك الرئيسية• ويفيد هذا الخبر أن''بن برنانكي'' رئيس مجلس إدارة الاحتياطي الفيدرالي، وتيموثي ''جيثنر'' وزير الخزانة - والرئيس أوباما بالتالي - سيبدؤون بعد إعلان تلك النتيجة في السير بخطى حذرة عبر حقول الألغام المالية والسياسية في أميركا• ويتوقع ''بلايندر'' في هذا الصدد أن مسألة إقناع الكونجرس بتخصيص المزيد من الأموال لحزمة الإنقاذ المالي، وهي الخطوة التي يتوقع أن يلجأ إليها ''بن برنانكي'' في وقت ما خلال المئة يوم التالية، لن تكون بالأمر اليسير على الإطلاق• زبيجنيو بريجينسكي وبول وولفوفيتز وميجان أوسيلفان وتوم داشل وآلان بلايندر ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©