جيتس يحذر: سأضطر لوقف العمليات وتسريح 100 ألف موظف

عرقل الجمهوريون بمجلس ''الشيوخ'' الأميركي أمس مشروع قانون بموازنة قدرها 50 مليار دولار لتمويل حرب العراق بسبب تضمينه جدولا لسحب القوات من العراق مما أحبط أحدث محاولة من الديمقراطيين لإنهاء الحرب وسط استمرار الجمود بشأن تمويلها· وكان مشروع القانون الذي اقترحه الديمقراطيون اجتاز مجلس النواب حيث صوت له 218 نائبا مقابل 203 الأربعاء الماضي· وكان وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس أكد أنه ما لم يصادق الكونجرس موازنة الحرب في العراق خلال أيام فإنه سيكون مضطرا لتوجيه الجيش ومشاة البحرية ''المارينز'' بوضع خطط لتسريح الموظفين والغاء مقاولات مبرمجة للعام ·2008 جاء ذلك عقب تبني مجلس ''النواب'' مساء الأربعاء الماضي مشروع قانون حول تمويل جزئي يبلغ 50 مليار دولار للعمليات العسكرية في العراق وافغانستان وربطه بجدولة الانسحاب بعد 30 يوماً من اقرار الموازنة بشكلها النهائي وحدد استكمال إعادة الانتشار بمنتصف ديسمبر ·2008 وأبلغ جيتس الذي التقى أعضاء في الكونجرس لذات الغرض الأربعاء الماضي، الصحفيين بقوله إن وزارته لا تملك المال ولا المرونة التي تمكنها من التلاعب ببنود الصرف بما يمكنها من تغطية كلفة العمليات الجارية في العراق وأفغانستان· وقال: ''هناك مفهوم خاطئ يفترض ان ''البنتاجون'' قادرة على تمويل عمليات قواتها في الميدان الى أجل غير مسمى من خلال التحايل على بنود الصرف بتوجيهها لغير وجهتها المحددة لها''· وأضاف بقوله في ''البنتاجون'' ''أنا مواجه بخيار غير مرغوب فيه يتمثل بالإعداد لوقف العمليات الميدانية بحلول منتصف فيراير المقبل وتسريح 100 ألف موظف من وزارة الدفاع ومثلهم من المقاولين المدنيين''· وزاد '' الاجراء نفسه سيتم اتخاذه وسط قوات مشاة البحرية'' مبينا انه لا يستطيع تحويل أكثر من 3,7 مليار دولار وهو مبلغ لا يكفي لتغطية نفقات العمليات لأكثر من أسبوع واحد· وقال إن ''كل هذا لن يترك سوى خيارات سيئة للوزارة لمواصلة عملياتها·· الجيش سيعلق عملياته في كل قواعده بحلول منتصف فبراير المقبل ما يعني بطالة تقنية لحوالي 100 الف من موظفي الحكومة وعدد مماثل من المتعاقدين في القواعد ''· وإذا أخفق مشروع القانون الذي يربط التمويل بالانسحاب، في الحصول على الأصوات الـ60 الضرورية للمصادقة عليه في الشيوخ كما هو مرجح، قال الديمقراطيون انهم لن يوافقوا على منح أموال حتى قبل نهاية العام الحالي لتمويل الحرب· وذكرت رئيس المجلس نانسي بيلوسي وزعيم الأغلبية الديمقراطية في الشيوخ هاري ريد انه إذا لم يتمكن الكونجرس من إقرار موازنة للحرب مشروطة ببدء الانسحاب، فمن المرجح ان يتم تأجيل نظر الموازنة الى العام المقبل· وكان السناتور ريد قد صعد لهجته ضد بوش ووصفه بـ''مستبد'' حول العراق، محذرا من انه ''غير مؤهل لتسلم مبلغ الخمسين مليار دولار مع شيك على بياض''· وقال ريد إن ''الأميركيين يحتاجون الى شخص يناضل من أجلهم ويستطيع التصدي لهذا المستبد في البيت الأبيض''· وأضاف ريد ان ''الحكومة العراقية تواجه اليوم مأزقا أعمق مما كان عليه قبل 6 أشهر او سنتين''، موضحا ان الجنود الأميركيين موجودون في وسط حرب أهلية· لكن الجمهوريين اتهموا الديمقراطيين بأنهم يتجاهلون عمداً التقدم الذي تحقق في العراق بقيادة الجنرال ديفيد بتريوس والذي يتمثل كما يؤكدون بتدني عدد هجمات المتطرفين والجنود الأميركيين القتلى·وقال زعيم الأقلية الجمهورية في ''الشيوخ'' ميتش ماكونيل: ''يجب علينا فعلا الا نقطع الأموال عن قواتنا في ساحة المعركة، خصوصا في وقت تبدو الإنجازات التكتيكية لخطة بتريوس واضحة''· ويقضي النص الذي تبناه ''النواب'' بتمويل عمليات لفترة محددة بأربعة أشهر بينما طلب بوش من الكونجرس الموافقة على ميزانية تبلغ 196 مليار دولار للعمليات العسكرية في العراق وافغانستان في ·2008