السيارات الكلاسيكية بالعين مول إطلالة على الماضي

حينما تطالع مكاناً تلفه الحداثة من جميع جوانبه، أو تعيش لحظات بين أطر التطور ..لا سيما ما نحن بصدده في مراكزنا التجارية التي تعج بكل ما هو عصري وتقني.. فهذا أمر بات تقليدياً، ولا يكاد يلفت النظر إلا فيما ندر، أما أن تشتم تحت سقف واحد عبق التاريخ في أحضان الحاضر، فهذا هو الفارق. آلاف من رواد «العين مول» كانوا على موعد مع معرض السيارات الكلاسيكية الذي استمر نحو «10» أيام وضم نحو 22 سيارة كلاسيكية من مختلف الموديلات والماركات العالمية، طالعوها بشغف والتقطوا بجوارها صورهم التذكارية، ربما ليسجلوا لحظات بجانب جزء من تاريخ ربما لم يعايشه الكثيرون منهم. يوضح راشد التميمي، مدير عام ومؤسس نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية، أنَّ المعرض لا يهدف في المقام الأول إلى تحقيق أرباح مادية، بل يحمل في مضمونه قيمة معنوية تكمن في تعريف الأجيال التي لم تعاصر الكلاسيكيات القديمة لا سيما في مجال السيارات، بمدى ما لها من جماليات، وتأصيل روابطهم بالماضي الذي هو جزء لا يتجزأ من حاضرهم، وعلى الرغم من أنها المشاركة الثانية التي تقوم تحت مظلة نادي أبوظبي للسيارات الكلاسيكية، إلا أن المعرض أقيم من قبل بمجهودات فردية لعدد من الشخصيات. ويضيف التميمي، ان محبي السيارات الكلاسيكية في منطقة الخليج العربي سيكون بإمكانهم قريباً متابعتها في بلدانهم حيث ننوي الخروج بالمعرض إلى خارج حدود الدولة، فبعد أن أقمنا معارضنا في معظم مدن الدولة كان لزاماً أن نتوجه إلى دول الجوار، وربما كانت البداية من الكويت أو من سلطنة عمان، إلا أننا نتطلع إلى الدعم الحكومي حتى يخرج النادي في حلته الأخيرة ومن ثم المعارض التي نقيمها بالشكل اللائق. ويقول مهاب فتحي أحد رواد مركز العين مول، المعرض يعتبر فرصة جيدة للكثيرين للوقوف على جزء من الماضي بما فيه من جماليات، وبحكم أني لم أكمل عامي الحادي والعشرين بعد، فمثل هذه المعارض تعتبر بمثابة نافذة على الماضي وفرصة كبيرة لي ولغيري من الأجيال الحديثة. ويخبرنا سالم عبدالله، بعد أن قاطعناه وهو يهم بتصوير أحد أبنائه بجوار إحدى السيارات، كنت صغيراً حينما كان لوالدي سيارة مثلها، وكنت متعلقاً كثيرا بها كونها كانت السيارة الأولى التي يقتنيها والدي، وأنا متابع جيد لمثل هذه المعارض أينما كان موقعها، فلا أكاد أفوت إحداها مهما كانت الأسباب، كما أنني أطالع باستمرار المطبوعات التي تعنى بها، وبما أنني من سكان مدينة العين فقد زرت المعرض أكثر من مرة وأحببت أن أغرس في نفوس أبنائي حب القديم لاسيما السيارات الكلاسيكية. من جانبها تؤكد عائشة فاضل إحدى رواد المعرض، أنها تصادفت بوجود المعرض في العين مول، إلا أنها لم تفوت الفرصة لتسجل حضورها للمعرض بالعديد من الصور الفوتوغرافية بجانب بعض نماذج الموديلات التي تعشقها، كما أشارت إلى أن معارض السيارات الكلاسيكية من الممكن أن تحظى بجمهور أوسع ويكون عليها إقبال أكبر بكثير إذا ما تم الإعلان عنها بصورة أكبر وأكثر انتشاراً، وربما لم يعلم القائمون عليها بعد أنها تجذب مختلف الأعمار وليس من تخطوا مرحلة الشباب أو كبار السن فقط. ولم يكن رأي رواد العين مول من السائحين الذين اجتذبهم المعرض ببعيد عن غيرهم، فجاك أرينو سائح أوروبي يقول، أمتلك سيارة موديل الأربعينات وأعتز بها كثيراً وهي بمثابة رابط قوي يجمع بيني وبين والدي الذي ترك لي تلك السيارة الثمينة، كما أنني فيما مضى عرض علي بيعها بسعر أعلى من نظيراتها من الموديلات الحديثة بكثير إلا أنني مازلت أحتفظ بها لقيمتها المعنوية التي تمثل لي الكثير.