الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

صناع العسل يتجرعون مرارة الكسارات!

صناع العسل يتجرعون مرارة الكسارات!
17 نوفمبر 2007 02:41
تقع قرى الريامة ووادي سدخ وبطح المحاني على بعد 80 كيلومترا من مدينة الفجيرة وسط سلسلة متصلة من الجبال الشاهقة ، وتتميز بطقسها الجاف المعتدل طيلة العام بسبب موقعها المرتفع·· الطريق إلى هذه المناطق يمر بمساحات خضــــراء جذابـــة وتشكل مشاهد الأغنام والمواشي والجمال وهي ترعى فوق الجبال الملونة لوحة جمالية تأخذ الأبصار· وعلى الرغم من جمال الطبيعة وما تجود به من فواكه ومنتجات فيها شفاء للناس ، إلا أن أهالي هذه المناطق يعانون من نقص في بعض الخدمات ومشاكل صحية بسبب الكسارات لأنهم في مرمى الغبار ! ''الاتحاد'' التقت الأهالي وتعرفت على أحوالهم عن قرب·· بداية عبر أهالي هذه القرى عن شكرهـــــم وامتنانهـــــم لصـــاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة على مكرماته العديدة ومنها مكرمة سموه بتوصيل أنابيب المياه للمناطق النائية ، مؤكدين أن حالهم قد تحسن عما كانت عليه من قبل · كما وجهوا الشكر لحكومة الإمارات على ما تقدمه من خدمات لهذه المناطق · فقد وجه علي سعيد محمد الشكر لحكومة الإمارات على تعبيد الطريق، مما سهل عليهم الوصول الى المناطق المجاورة وإمارات الدولة · ضعف التيار الكهربائي و أكد سعيد بخيت اليماحي أن طاقة الكهرباء في منطقة الريامة ضعيفة جدا ، مشيرا إلى أنه إذا تم تشغيل أربعة مكيفات تضعف الكهرباء و أحيانا تنقطع· و يبلغ عدد البيوت الشعبية التي في منطقة الريامة 30 مسكنا شعبيا وأغلبية البيوت مبنية منذ عام 1978 م وتحدث سعيد بحيث اليماحي عن معاناة أسرته وحاجتهم للمسكن الشعبي مشيرا إلى أنه قدم طلبا لبرنامج الإسكان منذ سنوات و الآن لم يتلق ردا ، على الرغم من أنه قام بأعمال صيانة في منزله ثلاث مرات لكن وضع المنزل لم يتحسن بعد · تفتقر للخدمات وتقول عائشة راشد أحمد من منطقة الريامة إن منزلها قد تأثر من الكسارات المجاورة لهم وأصبح وضعه سيئا للغاية ، فكلما يتم عمل صيانة في جهة معينة في المنزل نفاجأ بالحاجة إلى صيانة في جهة أخرى · وأضافت عند سقوط الأمطار تتأثر منازل بشكل أكبر لتتسرب مياه الأمطار إلى داخل المنزل مما يؤدي إلى حدوث تماس كهربائي ومن ثم انقطاع الكهرباء عن المنطقة · و أشارت إلى أن منطقة الريامة لا تتوفر بها مراكز أو عيادات صحية · وتطالب بإنشاء جمعية تعاونية بالمنطقة لتوفير عناء الانتقال ساعة و نصف الساعة للحصول على احتياجاتنا · عمل المرأة و تشكو فاطمة محمد علي الحمودي من أهالي الريامة من التأثير السلبي للكسارات على المواشي التي يتم الاعتماد عليها في هذه المنطقة في توفير منتجات الألبان· منطقة بطح المحاني على الرغــــم من قرب منطقة بطح المحاني ، التي تضم أعدادا قليلة جدا من المنازل ، من الكسارات· إلا أن أهلها يرفضون تركها باعتبارها أرض الآباء والأجداد ، فيقول عبد الله حميد سالم اليماحي ان هذه المنطقة أرض آبائنا وأجدادنا ، فكيف ننتقل ولم نجد أي تعويض عن مساكننا التي سنتركها · موضحا أن ما حصلنا عليه من تعويضات بسيطة ، لا تكفي حاجتنا · و تقول الوالدة ظعينة سعيد عبد الله (85 سنة) من أهالي منطقة بطح المحاني: ''عشنا في هذه المنطقة مع أبنائنا و أجدادنا في الماضي'' · وتشعر بالأسى بسبب تدهور حالتها الصحية نتيجة الغبار الذي تخلفه الكسارات وهي مريضة بالربو و لديها متاعب في القلب، مشيرة إلى إصابة أحفادها أيضا بالربو · وتناشد المسؤولين إيجاد حل لها و لأحفادها الذي يسكنون قريبا من الكسارات · منطقة وادي سدخ أما المحطة الثالثة في جولة ''الاتحاد'' بهذه المناطق النائية فهي منطقة سدخ ولكن وجدنا المساكن بدون أهلها ، وعلمنا بعد ذلك أنهم انتقلوا إلى منطقة الطويين ، ثم عثرنا على أحد المواطنين الذين كانوا يعيشون في تلك المنطقة ، وهو سالم عبد الله سعيد: الذي أوضح أن شركة محاجر الصخور منحته مبلغا ماليا تعويضا عن منزله في منطقة وادي سدخ ، إضافة إلى أن البلدية أعطته قطعة أرض · وقد حصل على مسكن شعبي من مشروع زايد للإسكان · ويرى أن عمل الكسارات في المناطق الجبلية ليس كله ضررا، وإنما على الجانب الآخر يمثل نوعا من استغلال المنطقة والاستفادة من خيراتها مطالبا الأهالي بمساعدة الحكومة لتسهيل مهمة هذه الكسارات · وقال محمد خماس مدير شركة محاجر الصخور الجاهزة ، لقد قمنا بدورنا كشركة في حماية البيئة و ذلك برصد 5 ملايين درهم لشراء أجهزة لشفط الغبار التي ينتج عن تكسير الجبال وهذا بالإضافة إلى حفر بئر لتعمل الشركة على رش الطريق بالمياه منعا من حدوث الغبار العالي في المنطقة · وقد أولت الشركة اهتماما بصحة الانسان و خاصة العاملين في الكسارة حيث توفر لهم السكن و الملابس و الأحذية · وقال محمد خماس إن الشركة قدمت تعويضات مالية للذين لديهم منازل قريبة من الكسارة· قال محمد خماس مدير شركة محاجر الصخور الجاهزة تنفيذا لتوجيهات سعادة عبد الله محمد المسعودي رئيس المجلس الاستشاري و المدير العام للشركة ، بتوظيف المواطنين و المواطنات في شركة فإنه يدعو من منبر ''الاتحاد'' المواطنات والمواطنين العاطلين عن العمل من خريجي التعليم العالي لتقديم طلباتهم للعمل بالشركة · فضلا عن قيام الشركة بتأهيل المهندسين الجدد · يزرع الأهالي هذه القرى الخضرة والفاكهة بكل أنواعها لا سيما المانجو والليمون الحلو والحامض والنخيل بكل أنواعه كما يستخرجون من مناحل الجبال العسل الطبيعي عالي القيمة الغذائية ويتزاحم الناس على شرائه لقيمته الغذائية المعروفة ومعالجته للعديد من الأمراض، كما ينمو شجر الحرمل الذي يعطي كدواء ضد المغص والانتفاخ، وشجر الجعده الذي يشفي من أمراض الصداع ووجع الرأس وشجر الظفر لجبر الكسور وغيرها الكثير من النباتات البرية المفيدة صحياً وعلاجياً·
المصدر: الفجيرة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©