الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

رأس الخيمة تقيم مشروعاً لتدوير النفايات المنزلية

رأس الخيمة تقيم مشروعاً لتدوير النفايات المنزلية
17 نوفمبر 2007 02:46
حتى خمس سنوات مضت كان التخلص من المخلفات المنزلية همًّا يؤرق المسؤولين بالإمارة، وكانوا يضطرون إلى استخدام الطرق التقليدية التي سببت العديد من المشاكل، لكن اليوم صارت الإمارة تملك أحدث مشروع لتدوير النفايات المنزلية الذي بات هو الآخر يدر أرباحا سنوية إلى جانب التخلص نهائيا من هذه النفايات· فالمشروع الذي تُشرف عليه وتديره دائرة الأشغال العامة يعتبر أول مشروع متكامل للاستفادة من النفايات في كل مراحلها· فطبقا لبيانات دائرة الأشغال العامة فإن هناك 400 طن من النفايات يوميا تحتاج إلى التخلص منها بعد جمعها من المناطق السكنية، أي ما يعادل 144 ألف طن سنويا يمكنها أن تسبب العديد من المشاكل حال عدم التعامل معها بطريقة علمية· وقال ميشيل سقال مدير دائرة الأشغال إن فكرة إنشاء مشروع التدوير جاء بعد دراسات مستفيضة وبناء على توجيهات مستمرة من سمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي العهد ونائب الحاكم وتواكب بناء مكب النفايات مع إطلاق مصنع التدوير الذي تكلف 20 مليون درهم· وأضاف: ''اليوم لم تعد لدينا أي مشاكل في هذا الجانب، حيث إن المراحل التي تمر بها النفايات المنزلية منذ تجميعها بشكل يومي وحتى التخلص مما يتبقى منها تتم بأسلوب علمي سليم طبقا لأحدث المواصفات البيئية الأميركية التي تطبق في هذا المصنع''· وأوضح سقال: ''استفدنا من المواد التي يمكن إعادة تدويرها، وبالفعل يتم بيعها وتحقق عائدا سنويا حوالي مليوني درهم، وباتت عملية التدوير تخلصنا من أكثر من 60% من هذه النفايات قبل دفنها في المكب الكبير في منطقة الجزيرة الحمراء·· ولم تتوقف الاستفادة من النفايات عند هذا الحد بل إننا تعاقدنا مع شركة إنجليزية لبحث كيفية الاستفادة من الغازات المنبعثة من المكب، وبالفعل نجحنا في توليد الكهرباء من الغاز المنبعث من المكب الصناعي·· باختصار تمت الاستفادة من كل مرحلة من مراحل المشروع الذي يعتبر الأول في الإمارات، والآن بدأت بعض المدن الخليجية تطبيق الفكرة التي نجحت بشكل كبير''· فرز النفايات داخل محطة الفرز الرئيسية التي يعمل بها 38 عاملا يتم التعامل أولا بأول مع النفايات التي ترد إلى المحطة يوميا، حيث يتم فرز كل نوع من النفايات على حدة لإعادة تدويرها والاستفادة منها مرة بعد ذلك يتم نقل المتبقي إلى المكب· ويقول عامر محمود مدير المشروع إن المخلفات البلاستيكية يتم تدويرها داخل الإمارة، فيما يتم نقل الكرتون والورق والعلب المعدنية لتدويرها في مصانع خارج الإمارة، ونظرا لزيادة كميات النفايات المجمعة من أحياء الإمارة، تم إنشاء خط تدوير وفرز جديد سوف يبدأ العمل خلال الأسابيع القليلة القادمة· وأكد أن الشركة المشرفة على المشروع لها تجارب سابقة في التعامل مع النفايات، وهى الشركة الاستشارية التي باتت تدير مشروعات متشابهة داخل وخارج المجتمع· في المكب الصناعي الذي تم تخصيص مساحة كبيرة له في منطقة الجزيرة الحمراء يقوم متخصصون بتنفيذ المرحلة الأخيرة، حيث تم حفر مساحة من الأرض طولها 350 مترا وعرضها 150 مترا وارتفاعها 10 أمتار ،وتبطن الطبقة السفلى للحفرة بمادة الصلصال حتى لا تتسرب المخلفات إلى المياه الجوفية، ثم تضاف طبقة من الحصى قبل تركيب شبكة أنابيب لتصريف المياه والغازات إلى الخارج، وقد بدأت الاستفادة من الغاز المنبعث من المكب في توليد الكهرباء التي تكفي لتشغيل المحطة· وكما يؤكد العاملون بالمكب، فإنه لا تؤدي لأية أضرار بيئية ولا تنبعث منه أية روائح، حيث إن عمليات الدفن تتم بشكل يومي لكل ما يرد من محطة التدوير· حرائق المخلفات يعمد بعض أهالي رأس الخيمة وخاصة أؤلئك الذين يسكنون ضواحي المدينة إلى حرق النفايات المنزلية في صناديق القمامة وأماكن تجمعها بسبب تكدسها وانبعاث الروائح الكريهة· إلا أن هذا التصرف كان يجلب أحيانا مشاكل أخرى كاندلاع الحرائق، وانبعاث الأدخنة والغازات من النفايات المحروقة مما يعمل على تلويث الهواء· وقال المقدم محمد جابر النعيمي رئيس قسم الحماية بإدارة الدفاع المدني برأس الخيمة: تتلقى إدارة الدفاع المدني بشكل يومي ومستمر بلاغات عن حرائق المخلفات والتي تعتبر من الحوادث الخطرة التي لا يعي الناس مدى نتائجها التي تكون ضارة بالنسبة للصحة والبيئة معا، لأن هذه المخلفات عبارة عن مواد سامة سواء كانت مخلفات مصانع أو شركات أو مواد بلاستيكية أو مخلفات المنازل أو زيوت وغيرها من المواد الخطرة، فقيام الناس من اجل التخلص منها باتباعهم أسرع الطرق وأسهلها وهو القيام بحرقها· وأوضح أنه توجد العديد من الطرق للتخلص من هذه المخلفات من مثل نقل هذه المخلفات ووضعها في الحاويات الموزعة على جميع المناطق في الإمارة أو الاتصال بالجهات المعنية من أجل التخلص منها، لا عن طريق حرقها والتسبب بكارثة قد تؤدي إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة· وأضاف أن حريق النفايات من الحوادث التي تستهلك طاقة بشرية وجهدا كبيرا من أجل العمل على إطفائها، بالإضافة إلى المال، بمعنى أن القوة البشرية المتواجدة في الدفاع المدني والآليات والمعدات من مواد إطفاء تكون مهيأة ومجهزة لإطفاء ما هو أهم من حريق النفايات من مثل حريق المنازل أو المصانع التي ينتج عنها خسائر مادية، وقد تكون في بعض الأحيان خسائر بشرية من إصابات وغيرها· ودعا النعيمي الجمهور إلى المحافظة على الإمارة والامتناع عن هذه التصرفات التي تكون نتائجها كبيرة واتباع الطرق الصحيحة في التخلص من النفايات· مشاكل سابقة يقول محمد سالم أحد مواطني رأس الخيمة إنه في السابق كانت تحدث مشاكل بسبب تكدس النفايات البلاستيكية والمعدنية الصلبة وغيرها من المخلفات بالقرب من الأحياء السكنية نتيجة عدم التخلص منها بأسرع، حيث تنبعث الروائح الكريهة التي تمتد إلى المنازل· وأوضح أن البعض كان يقوم بحرق النفايات المتكدسة من أجل التخلص من المظهر السيئ والروائح الكريهة· من جانبه، قال عبدالله: سعيد يعمد بعض الاهالى إلى إشعال النيران في حاويات النفايات من اجل التخلص، ومن كثافتها وروائحها وكونها أبسط الحلول وأسرعها في التخلص من هذه النفايات، لافتا إلى أن هناك مخاطر عديدة تنتج من حرق النفايات كانبعاث الأدخنة السوداء المحملة بالمواد السامة المضرة بالصحة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©