الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

التقرير الدولي عن النووي الإيراني... شكوك وهواجس

التقرير الدولي عن النووي الإيراني... شكوك وهواجس
17 نوفمبر 2007 23:58
ذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية في تقرير لها صدر الخميس الماضي، أن طهران كشفت عن معلومات جزئية جديدة عن أنشطتها النووية السابقة، وأن هذا الكشف جاء عقب تجاوزها للمدة الزمنية المحددة والمتفق معها سلفاً مع الوكالة· وبذلك -حسب ما يرى كاتبا هذا التقرير- فقد فتحت طهران مجالاً واسعاً لمضي واشنطن قدماً في الدفع باتجاه تشديد العقوبات الدولية المفروضة على إيران· وفي التقرير الأخير هذا، كشفت الوكالة الدولية للمرة الأولى طوال تاريخ هذه الأزمة النووية عن أن إيران قد تمكنت من تحقيق تقدم كبير في أنشطتها النووية، وذلك بتطويرها لـ3 آلاف جهاز من أجهزة الطرد المركزي العاملة حالياً، أي بمعدل زيادة تصل إلى عشرة أمثال ما كان عليه عدد أجهزة طردها المركزي قبل عام واحد فحسب· يعني هذا الأمر -ولو نظرياً على الأقل- قدرة إيران على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لصنع أسلحتها النووية، خلال مدة تتراوح بين عام إلى 18 شهراً من الآن؛ غير أن تقرير الوكالة نفسه أكد أن سرعة دوران أجهزة الطرد هذه التي تقوم بتخصيب اليورانيوم، هي أبطأ مما يجب أن تكون عليه ولا تعمل بكامل طاقتها، إلى جانب تأكيد الوكالة عدم عثورها على أي أدلة حتى الآن، على قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم إلى المدى الكافي لتمكينها من تطوير الوقود إلى مرحلة صنع القنبلة النووية· كما كان تقرير الوكالة واضحاً ومباشراً في قوله، إن إيران قدمت بعض الإجابات عن الأسئلة المطروحة عليها، إلا أنها رغم ذلك واصلت نهج إخفائها للكثير من الجوانب والمعلومات ذات الصلة ببرنامجها النووي؛ وجاء في التقرير صراحة أن سلوك إيران يقوم على رد الفعل أكثر من كونه سلوكاً متعاوناً مع الوكالة، وبسبب القيود التي تفرضها طهران على حرية عمل المفتشين الدوليين، فقد تضاءلت معلومات الوكالة عن الحجم الحقيقي لهذا البرنامج؛ ولما كانت لإدارة بوش شكوكها المسبقة في أن تكون لطهران برامج أسلحة نووية سرية، فقد أمسكت بما توصل إليه تقرير الوكالة الدولية الأخير هذا، ورأت فيه ما يؤكد عزم طهران على المضي نحو تحقيق طموحاتها النووية العسكرية، في تحد صريح منها لإرادة وقرارات مجلس الأمن الدولي· هذا هو ما عبر عنه ''آر· نيكولاس بيرنز'' -وكيلة وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية- بقوله: في اعتقادنا أنه ما من شيء في تقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأخير، ما يجيب عن أي من الأسئلة التي يثيرها مجلس الأمن الدولي عن طبيعة وأهداف البرنامج النووي الإيراني، ولا شيء فيه يقلل من شكوكنا وهواجسنا إزاء مساعي إيران لتطوير التكنولوجيا النووية اللازمة والمفضية بالضرورة إلى تطوير الأسلحة النووية· ومن ناحيتها حثت الخارجية البريطانية طهران على إخلاء ذمتها من كل الأسئلة والهواجس الأمنية العسكرية المتعلقة ببرنامجها النووي دون إبطاء أو تأخير· فما جاء واضحاً في التقرير، تجاهل إيران لمطالب مجلس الأمن الدولي بوقف أنشطتها الخاصة بتخصيب اليورانيوم خلال ما يربو على العام، أما استجابة القيادة الإيرانية لتقرير الوكالة المذكور، فكانت الإشادة به على أنه دليل قاطع على مصداقية إيران وتمسكها ببرنامجها النووي، والدفاع عن حقها في مقاومة الضغوط الغربية الرامية إلى حملها على وقف ذلك البرنامج، هذا ما لخصه تصريح الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد القائل:'' سوف يرى العالم أن الأمة الإيرانية كانت على حق وأن مقاومتها كانت صحيحة هي الأخرى''· إلى ذلك صرح ''سعيد جليلي'' كبير المفاوضين النوويين الإيرانيين الجديد للصحفيين قائلاً:'' يثبت هذا التقرير أن كل المزاعم المروجة عن وجود أجندة عسكرية سرية لأنشطتنا النووية كانت مضللة وخاطئة، ما يعني انهيار الأساس الذي تقوم عليه عقوبات مجلس الأمن الدولي المفروضة على بلادنا''· ومن جانب آخر صرح ''زلماي خليل زاد'' -سفير الولايات المتحدة الأميركية لدى الأمم المتحدة-: أن بلاده سوف تتحرك وتبذل من الجهود ما يؤدي إلى إصدار قرار جديد من مجلس الأمن الدولي يقضي بفرض عقوبات دولية إضافية على طهران· ومهما يكن فإن من شأن هذا التقرير أن يثير جدلاً حامياً حول المدة الزمنية المتبقية لنجاح هذه الجهود الدبلوماسية مع النظام الإيراني المتشدد أصلاً، فما تأكيد التقرير لمعلومة تمكن طهران من تطوير 3 آلاف أجهزة طرد مركزي عاملة، سوى دليل قاطع على قدرتها على تسريع الحصول على قنبلتها النووية في أقرب وقت ممكن إن شاءت ذلك؛ غير أن إيران لا تزال على نفيها المتكرر لوجود أي رغبة أو اتجاه لها لصنع الأسلحة النووية، ووفقاً لشروط ''خطة العمل'' المبرمة بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وطهران في صيف العام الماضي، فقد أصبح لزاماً على هذه الأخيرة الوفاء بسلسلة من المواعيد والتواريخ المحددة للإجابة عن كافة الأسئلة والهواجس المثارة بشأن طبيعة وأهداف أنشطتها النووية، التي تعود إلى عقد كامل مضى؛ غير أن طهران لم تأبه لخطة العمل هذه، ولم تتقيد بالوفاء بأي من التواريخ المحددة لها· يشار إلى أن ''خافير سولانا'' -رئيس السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي والممثل للدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن الدولي وألمانيا- قد أخفق في جهود دبلوماسية كان قد بذلها مؤخراً مع مسؤولين إيرانيين عبر لقاء جمع بينهم في العاصمة الإيطالية روما، في إحراز أي تقدم في دفع طهران إلى تحديد أي موعد لعقد اجتماع آخر لمتابعة نتائج لقاء روما هذا· إلين سشولينو وويليام جي برو محررا في الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©