الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المثل الأعلى للشباب.. صناعــــــة إعلاميــــــة!

المثل الأعلى للشباب.. صناعــــــة إعلاميــــــة!
18 نوفمبر 2007 02:15
هل يمكن للإنسان أن يحيا دون قدوة، أم أنها حاجة ملحّة يسعى المرء للحصول عليها؟ أياً كانت الإجابة، يبدو أن وجود القدوة في حياتنا عموماً، وحياة الشباب خصوصاً، أمر مهم من شأنه أن يحدد مسار الإنسان وطريقه وطريقته في الحياة·· لكن الأهم هو: من هو قدوتك، وهل يستحق بالفعل أن تقتدي به؟ سؤال طرحناه على العديد من شباب اليوم تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 20 سنة، فماذا كانت الإجابات؟ يقول محمد سمير، 14 سنة: مثلي الأعلى هم لاعبو كرة القدم وخاصة ديفيد بيكام، الذي أحبه كثيرا كما أحب طريقة لعبه في الملعب· ويتفق معه رامي قدسي 14 سنة، في القدوة وإن اختلف اللاعب، يقول: قدوتي هم لاعبو كرة القدم خاصة ستيفن جيرالد· أحب شخصيته وروحه الرياضية، كما أن ''ستايله'' في اللباس يعجبني وأحب أن أكون مثله في كل شيء· والأمر نفسه مع دوري زيناتي: قدوتي في الحياة اللاعب روبينيو، فهو لاعب كرة مشهور وأحب طريقته في اللعب وكذلك في التعامل مع الآخرين، وأتابع كل أخباره عن طريق الانترنت والتلفزيون والأصدقاء، وكثيرا ما أتأثر بطريقة لباسه وحتى تصفيف شعره· قدوتي جدّي بعيداً عن الرياضة، وجد سعد طومان، 14 سنة مثله الأعلى في جدّه، يقول: قدوتي هو جدّي ''رحمه الله''، لأنه نشأ مكافحاً رغم يتمه، وأعال أسرته منذ صغره فعمل في البلدية، ثم واصل تعليمه فدرس الحقوق ثم انتقل للعمل في المحاماة حتى توفاه الله·· كان جدي قنوعاً، محباً للناس والحياة ولذلك أحبه الناس، وأتمنى أن أكون مثله في الجدّ والكفاح· المثل الأعلى لحمدان خليفة هو صديقه العزيز أسامة إياد، ''فأنا أعرفه منذ 5 سنوات، وأعتبره مثلي الأعلى وأحب أن أكون مثله في كل شيء''، أما صديقه القدوة (أسامة) فيقتدي بوالده: ''والدي إنسان كريم، طيب في التعامل مع أولاده ومع الآخرين، يحب أسرته ويكدّ عليها، وهو يرشدني دائما إلى الطريق الصحيح لذلك أحبه وأعتبره مثلي الأعلى وأحب أن أكون مثله في المستقبل''· ومثله إدمون الربضي: ''أبي هو قدوتي، وهو يتمتع بصفات رائعة أتمنى أن أتمتع بها أنا أيضا: حنون جدا، كريم، أخلاقه عالية، غير مدخن، ناجح في عمله ويحبه الناس''· نسمة محمد، 14 سنة، تقتدي بوالدتها: ''ماما هي مثلي الأعلى، فهي طيبة القلب وحنونة وهي تقوم بتربيتنا وتفعل كل شيء لتجعلنا سعداء''· ومثلها عبير أحمد: ''أمي هي مثلي الأعلى أيضا، فهي تعرف كيف تتعامل معنا وتربينا تربية جيدة''· حفيد ميكافيللي خالد أحمد، 15 سنة، وجد قدوته عبر القراءة، يقول: ''ميكافيللي هو قدوتي، وقد تأثرت بكتبه وأسلوبه الأدبي الجميل وفلسفته في الحياة، ولأنني أحب الكتابة وأكتب الشعر فإنني أتمنى أن أكون مثله في المستقبل''، بينما وجدت نورا علي قدوتها في معلمة العربي التي تقول عنها: ''طيبة وتحب الناس، وتبدو وكأنها ملاك يمشي على الأرض''· مطرب وكتاب الصديقتان زينة خوري، وآية المصري، تأثرتا بالمغني الأمريكي الشهير بوب مارلي فاتخذتا منه قدوة لهما، تقول الصديقتان: ''تعجبنا شخصيته، وأغانيه ونسمعها دائما، كما تعجبنا طريقته في الحياة فقد كان يأخذ الأمور بسهولة وينظر إليها من الزاوية الإيجابية، كما تأثرنا واقتدينا بكتاب اسمه ''The Secrets'' وهو يحكي عن أسرار التعامل مع الحياة، الحب والعلاقات الشخصية والصداقة وكل شيء ونحن نستمد منه نصائح تساعدنا في حياتنا''· أما مرح محمد، التي تضع ''قبعة'' على رأسها وترتدي ''ستايل'' قدوتها تماما، فتأثرت بالمطربة الأميركية أيفريل لافين، وقالت إنها تقلدها في كل شيء؛ في ملابسها وقصة شعرها وتحب أن تكون مثلها· بلا قدوة لم يأخذ حسام الهادي سؤالنا له حول المثل بجدية وأجاب عليه بلهجة السخرية فقال: ''عيال الحارة'' هم قدوتي، حيث لا يوجد شيء نقضي به فراغنا فنجلس معا في الحارة نلعب وندخن معا''· في حين أكدت صفاء جمال، 15 سنة: ''لا يوجد لديّ مثل أعلى أو قدوة معينة، ولكن يعجبني من كل شخص شيء أو سلوك بعينه، ولم أجد الشخص الذي تعجبني كل صفاته أو أفعاله''· من جهتهما قال الصديقان محمد صالح، وعبد الله سعيد، إنه لا يوجد لديهما قدوة في الحياة، وأنهما لم يتأثرا بأحد ممن حولهما لا من قريب ولا من بعيد· أسلوب تربوي يرى جمال الطويل، استشاري اجتماعي وتربوي، أن وجود القدوة أو المثل الأعلى هو أحد أساليب التربية المعروفة منذ القدم لا سيما في ثقافتنا العربية والإسلامية، يقول الله تعالى في كتابه: ''لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا''·· ولكن ما حدث اليوم أن القدوة أصبحت تستمد من الشخصيات التي يراها الشباب في وسائل الإعلام المختلفة من المطربين والرياضيين والسحرة، فراحوا يقلدونهم في لباسهم وتسريحة شعرهم وكلامهم وسلوكهم، والمشكلة الحقيقية في الموضوع أن هؤلاء الشباب بدورهم أصبحوا قدوة للأطفال الذين حولهم، وانعكس ذلك كله على العادات والتقاليد والسلوكيات التي أصبحت دخيلة على مجتمعنا· ورغم اعتقاده بأن العاطفة قد غلبت على آراء الشباب الذين اتخذوا من والديهم قدوة لهم، قال الطويل: نتمنى أن يكون الأب أو الأم بالفعل هي القدوة الحقيقية للأبناء، ونتمنى على الآباء أن يكونوا قدوة حسنة لأبنائهم، ولكن المشكلة تكمن لدى الشباب الذي لا يوجد لديه قدوة فهو يمثل حالة الضياع التي يعيشها بعض الشباب في مجتمعنا· ويؤمن الطويل بأن القدوة يجب أن تحمل قيماً ومعانٍ نبيلة من الجيد أن يعمل بها الآخرون ويقلدونها، وقد يكون مغمورا وليس بالضرورة أن يكون شهيراً، ومجتمعنا مليء بشخصيات عظيمة تستحق أن تكون قدوة رائعة في العطاء والتضحية والعمل وكل المعاني الإنسانية النبيلة ولكن المشكلة أننا لا نقدم هذه الأمثلة لأبنائنا في التربية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©