ضياء العزاوي يعرض قديمه وجديده في دبي

افتتح في جاليري ''ميم'' في دبي مساء أمس الأول معرض الفنان العراقي ضياء العزاوي، ويضم المعرض عددا كبيرا من أعمال الفنان القديمة والحديثة المقتناة حول العالم• ويتضمن المعرض أعمالا مشغولة بالزيت والأكريليك ومزيج من الخامات التي يستخدمها العزاوي في إنجاز أعماله منذ مطلع السبعينيات حتى اليوم، كما تختلف أحجام الأعمال، حيث يبلغ بعضها المترين طولا ومترا وثمانين سم عرضا• الميزة الأساسية لأعمال العزاوي كونها تعبر بقوة عن بيئة العراق ومناخاته وطبيعته وألوانه، وذلك عبر معالجاته متعددة الأساليب التي اتكأت على الحروفية حينا، وعلى عناصر من الفن الإسلامي، إضافة إلى الاستفادة من موروث وادي الرافدين• والفنان المولود في العراق 1939 يمثل إحدى أبرز التجارب الفنية العراقية التالية لجيل جواد سليم وشاكر آل سعيد وغيرهما• وأعمال معرضه هذا تتركز في الجانب التجريدي لعمل الفنان الذي ينوع بين التجريد والتجسيد، لكنه هنا يختار أكثر أعماله تجريدية واشتغالا على اللون والتكوينات القوية، ففي غالبية الأعمال نقف على تشكيلات لونية متوهجة وساطعة تعكس قدرا من الشاعرية والتي تعكس بدورها ألوان وطنه العراقي الذي يعيش بعيدا عنه (في لندن التي استقر فيها منذ ربع قرن تقريبا)، لكنه يظل يستحضره في صور متعددة، مبتعدا عن كل تأثيرات الفن الغربي من حوله• ففي الكثير من أعماله نجد الأحمر الفاقع والأصفر المشع والبنفسجي بتدرجاته، ضمن صياغة تدل على البيئة الحارة التي يعبر عنها، فألوانه كما يقول هي ''ألوان عربية''، دون أن يعني ذلك أي قدر من الانحسار في هوية محددة، بل هو يستفيد من تعدد الثقافات وتعبيراتها ليبلور رؤيته في عمل فني ذي طبيعة إنسانية شاملة وكونية• وفي أعمال الفنان التي تنحو صوب التجسيد نجد الوجوه ذات الملامح العربية العراقية تحديدا، لكن هذه الوجوه بعيدة عن البورتريه، بل هي دائما في حوار مع نفسها أو مع سواها، وضمن تكوينات وتلوينات ساحرة• ويلجأ الفنان في بعض أعماله إلى الأبيض والأسود في ما يشبه العمل الطباعي أو الحفر على مواد مختلفة، فهو يستخدم الأكريليك بإمكانياته العالية