الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مشافهات ومدونات عن القصر

مشافهات ومدونات عن القصر
20 فبراير 2014 09:04
مرت صورة الصحراء العربية في أذهان الأوروبيين بمراحل مختلفة عبر التاريخ. فالإغريق نظروا إليها على أنها (بلاد العرب السعيدة)، وفي الكتاب المقدس ترمز الصحراء العربية للخطيئة، والمجاعة، والقحط، ولكنها أيضاً حيث يتدخل الرب لإحداث تطهير وتنقية البشر. أما الأوروبيون في القرون الوسطى، فقد اعتبروها مجرد أرض قاحلة نفيت إليها السيدة هاجر. يشير الباحث هلال الحجري إلى أن عرب الصحراء أنفسهم، رسم لهم الأوروبيون صوراً مختلفة عبر العصور. فمؤرخو الحملات الصليبية إلى المشرق في القرون الحادي والثاني والثالث عشر، وصفوا البدو بأنهم كانوا يتربصون، كبنات آوى، بما تؤول إليه المعارك، ثم ينقضون على المهزومين من كلا الفريقين: المسلمين، والمسيحيين. وفي القرن الرابع عشر يصورهم الرحالة الإنجليزي الشهير جون ماندفيل بأنهم «قوم كريهون جداً، ووحشيون، وبهم كل الصفات الشريرة».. ولكن في عصر التنوير في أوروبا، تغيرت صورة البدو في الآداب الغربية، وأصبح عربي الصحراء رمزاً لـ (البدائي النبيل) (Noble Savage)، الذي تجتمع فيه صفات (الحرية، والاستقلالية، والبساطة)، كما صورها الرحالة الدانماركي كارستين نيبور حين زار جزيرة العرب في الستينيات من القرن الثامن عشر. وتظهر صورة (البدائي النبيل) بكثرة في المرحلة الرومانسية، حيث نجد الرحالة وليام هيود الذي زار مسقط في نوفمبر 1816، يقدم لنا صورة مبكرة لبدو عُمان، حيث يصف عربي الصحراء بهذه الكلمات: «بدوي الصحراء كان مميزا عن غيره بعمامة مخططة فوق رأسه، وعليها جديلة مرنة... كان متوحشاً، طليقاً، وذا نظرة مستعرة خاطفة، وطلعة متوفزة قلقة. لقد بدا وكأنه ملك الخلائق». وبصفة عامة، فإن الصورة الرومانسية للبدوي في أدب الرحلات الغربي هي نزوع إلى المثالية. وإذا كان ويليام هيود لم يتسن له غير نظرة خاطفة للبدو في مسقط، فإن جون لويس بركهاردت، الرحالة السويسري الذي سافر وعاش مع بدو الجزيرة العربية الشمالية في عام 1814، قدم لنا نفس الصورة المثالية للبدو، فقد وصفهم بأنهم: «الأجناس الوحيدة في الشرق الذين يمكن أن يوصفوا، بكثير من الإنصاف، بأنهم أخلاء حقيقيون». وتصوير البدوي العربي على أنه (ملك الخلائق) قد لا يكون غريباً في عبارة ويليام هيود السابقة. كتب ودراسات برزت مجموعة من الكتب القيمة التي تناولت فترات تاريخية مهمة من تاريخ دولة الإمارات، وقد غطت هذه الدراسات موضوعات وقضايا تاريخية محددة وأبعاداً اقتصادية وسياسية واجتماعية من المنظور التاريخي، وقد استعانت بالكثير مما دونه الرحالة. لقد شكلت هذه الكتب بلا شك إضافات مهمة للمكتبة العربية وقدمت خلفية تاريخية لمنطقة الخليج العربي، والعلاقات الإقليمية والعالمية للمنطقة ووفرت مادة علمية وبحثية قيمة للباحثين في المستقبل، معتمدة أساساً على الوثائق والتاريخ المدوَّن، حيث رصدت (من خلال الوثائق) جوانب تاريخية مهمة: سياسية، واجتماعية، واقتصادية، عاشها أبناء الساحل (كما كان يُطلق على دولة الإمارات قبل إعلان الاستقلال)، خاصة أثناء الوجود البريطاني في هذه المنطقة في فترة القرنين التاسع عشر والعشرين، واستندت تلك المؤلفات في مادتها العلمية إلى الوثائق البريطانية التي تُعَد أغزر مرجع عن منطقة الساحل، منذ بداية القرن العشرين لعلاقتها الوثيقة بشؤون هذه المنطقة. وتؤلف هذه الوثائق إضافة إلى قيمتها التاريخية للباحث المتخصص، مادة طريفة للقارئ العام لاحتوائها على معلومات مجهولة وأسرار عن أحداث مهمة أو تافهة، وقعت في عهود قريبة ما زال بيننا الكثير ممن عاصروها أو أسهموا فيها أو اطلعوا هم وآباؤهم على جوانب منها دون جوانب. ولكننا رغم وجود هذه المصادر المهمة، لا نعرف كيف كانت الحياة الاجتماعية على حقيقتها قبل وأثناء القرن العشرين. فالتاريخ الاقتصادي والاجتماعي للإمارات لم يكتب حتى الآن بتفاصيله التي عاشها العديد من أولئك الرواة كبار السن الذين مازالوا بيننا، ويحملون في صدورهم العديد من الروايات (المختلفة عن المدون) عن تلك المرحلة. كما أن تاريخ الإمارات يفتقر إلى المذكرات الشخصية، كذلك لابد من الالتفات إلى كتابة تاريخ الموانئ التي لعبت دوراً مهماً في الفترات التاريخية المختلفة (أبوظبي مثلاً)، وتفاصيل موضوع الملاحة في الخليج، وطرق التجارة البرية (طرق القوافل) والبحرية. من هنا، لقد نبهنا ومازلنا ننبه إلى أهمية العناية بالتاريخ الشفوي للمنطقة، كما لابد من التنبيه مرة أخرى خلال المرحلة القادمة إلى ضرورة جمع وتوثيق تاريخ ما أهمله التاريخ المدَوَّن. وتسليط المزيد من الضوء وإلقاء نظرة توثيقية جادّه على كنوزنا البشرية من الآباء والأجداد من حَمَلَة الموروث الشعبي والتاريخ المحلي من شهود العيان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان.. الذاكرة الشفاهية إن الذاكرة الشفاهية تعد من أهم المعارف التي يعتد بها كذاكرة أساسية لدى العديد من الأمم والشعوب، بل إها بطرائقها وأعراضها حتى لدى بعض الشعوب التي يشكل التدوين أحد مرتكزاتها تؤخذ بجدية واحترام خاص• فهي الذاكرة الحقيقية والمؤثرة لدى جميع شرائح المجتمع• وحين تختفي الذاكرة الشفاهية في حضورها الملموس على أرض الواقع، وتفقد صيرورتها، ووهج خلق وتوالد أحداثها وشخوصها يصبح التدوين أساسياً• ويخلص إلى أن عدم العناية بتدوين الشفاهي هو تفريط في حق الأمة والوطن، في جزء أساسي من محصلته وذاكرته الجمعية• بل إنه بصريح العبارة إلغاء لموروث الأمة وتغييب ذاكرتها إلى الأبد، بل إنه توليد محدث لذاكرة جديدة تتوسل الماضي بجذور مقطوعة أو شبه مقطوعة.. الحديث عن الذاكرة الشفاهية مهم، لأن الذاكرة العربية تنقسم إلى ذاكرتين• الأولى أساسية تضرب بجذورها في أعماق الزمان والمكان شاخصة بحضورها دون مواربة أو استحياء للجهات الأربع• فهذه الذاكرة متحركة تغذي نفسها بحضور الوقائع والأحداث والتفاعلات في الأزمنة والأحقاب والأحداث دون ماكياج بعيداً عن أصباغ الزينة، وديكورات التجميل• هذه الذاكرة هي الذاكرة الشفاهية•• مخزون كبير، متحرك يموج بأطياف من الأقوال والأحداث أما الذاكرة الأخرى فهي الرسمية، وهي في معظمها أو كليتها ذاكرة مكتوبة• وبهذا يتم الاعتداد بها كقول فصل في التقبل والاعتماد• والإشكالية بين الذاكرتين واضحة للعيان في كل دول العالم الثالث• لأن إحدى الذاكرتين تلغي الأخرى، إلغاء مبطنا، خفيا وإلغاء بّينا واضحا• وبدلاً من أن يكون هناك تقارب يدعم الذاكرتين بمخيلة ذات أفق رحب يتم دوما إقصاء الشفهي لمصلحة الذاكرة التي عادة ما تسمى المكتوبة أو الرسمية• وهنا خطورة المسألة لأن الذاكرتين أساسيتان لأي أمة كانت خصوصاً أن الذاكرة الشفاهية تشهد اضمحلالاً واضحاً على مستوييها، الحافظ والناقل، مما يعدم وسيلة انتشارها، بل تغيب أو تغيّب بطريقة تثير الأسئلة والاستفسارات• والتوجس الذي يؤخذ دوماً على الذاكرة الشفاهية، توجس في معظمه مسبق، وفيه نوع من المغالاة وبهذا لو صدقت النيات في تجيير الفجوة ما بين الذاكرتين وتحويل الشفاهي إلى المقروء المعمم، لكان إغناء أكثر لذاكرة عربية ربما يكون لها شأن عظيم. مبنى سيادي جسّد قصر الحصن أقدم المباني العمرانية الرسمية السيادية في أبوظبي، بما يحمله من دلالات رمزية وتاريخية، حيث يختزل القصر (كمبنى/ رمز) رحلة طويلة من التطور التاريخي والسياسي لإمارة أبوظبي، بدأت منذ بنائه في القرن الثامن عشر الميلادي، لحماية مصادر المياه من الغزاة، إلى أن تحول البرج البسيط إلى حصن منيع. ومع تعاظم دور إمارة أبوظبي والتغيرات الاستراتيجية والسياسية التي شهدتها المنطقة، أصبح قصر الحصن شاهداً على مراحل تاريخية مهمة. يشير الباحث سعيد بن كراز المهيري، إلى أن القصر يعتبر المعلم التاريخي الرئيس في إمارة أبوظبي، ويختزل تطورها التاريخي والسياسي منذ بنائه في القرن الثامن عشر الميلادي. تبدأ قصة هذا القصر، حسب المهيري، عندما بنى زعيم قبائل بني ياس الشيخ ذياب بن عيسى عام 1761م برج مراقبة لحماية البئر، ثم قام ابنه الشيخ شخبوط بن ذياب من بعده ببناء أول قلعة بالقرب من البرج الأول، وفي الوقت الذي شكل فيه الخليج العربي شرياناً مهماً للتجارة والأعمال، غرس قصر الحصن، بما يحمله من مضامين القوة والثقة والطمأنينة في نفوس سكان المنطقة. ويضيف: مع تعاظم دور إمارة أبوظبي والتغيرات الاستراتيجية والسياسية التي تطلبت انتقال قبيلة بني ياس إلى الساحل، قرر الشيخ شخبوط نقل الحكم من واحات ليوا إلى جزيرة أبوظبي، وتم بناء القلعة الثانية في القصر في عهد الشيخ طحنون بن شخبوط، وخلال هذه الفترة نمت أبوظبي وتطورت.. وفي عهد الشيخ خليفة بن شخبوط تم بناء القلعة الثالثة، واعتبار الحصن المقر الحقيقي والرمزي للسلطة في أبوظبي، وفي عهد الشيخ سعيد بن طحنون آل نهيان تم ربط القلاع الثلاث بسور يضمها معاً، وبعد الشيخ سعيد بن طحنون بدأت مرحلة جديدة في عهد زايد بن خليفة آل نهيان الملقب بزايد الأول، وانتقلت أبوظبي في عهده نحو مرحلة من النمو الكبير في الجوانب السياسية والعسكرية والاقتصادية وكانت حافزاً لازدهار تجارة اللؤلؤ. هذه الرواية التاريخية المدونة المستمدة من الوثائق (جلها بريطانية)، ولكن من المؤكد أن تفاصيل كثيرة (مفقودة) سنجدها بين ثنايا الروايات الشفهية لأبناء المنطقة، ربما رصدت تلك الوثائق (بعض) الأخبار والأحداث التي اعتبرتها الإدارة البريطانية حينها مهمة من وجهة نظرها فدونتها كإجراء رسمي روتيني في تقاريرها، وهي التي لم توثق للحياة الاجتماعية لأبناء البلاد مثلا، فمن النادر على سبيل المثال أن نجد دراسات أنثروبولوجية عن مجتمع الإمارات في تلك الفترة، أقصد فترة الهيمنة البريطانية على المنطقة، ولو تخيلنا أن قصر الحصن وهو قصر الحكم، حيث تعودت الرعية إن صح التعبير على رؤية ومقابلة الحكام (الشيوخ) من خلال التواجد والزيارات الودية لـ (برزة الشيخ)، وكانت عادة ما تكون أمام بوابة القصر من الخارج، حيث ترينا الصورة التي التقطها الرحالة الألماني بورخارت الشيخ زايد الأول جالساً بتواضع وهدوء وبكثير من الاحترام بين أبناء وطنه على دكة أمام بوابة القصر، حيث كان يعقد مجلسه في الهواء الطلق، كحاكم محبوب. إن فترة حكم زايد الأول وقعت في منتصف زمن الوجود البريطاني (تقريباً) والذي استمر في المنطقة نحو ثلاثمئة عام، وكانت فترة الـ 54 سنة التي حكم فيها زايد الأول في ذروة الوجود البريطاني، ما يعني الكثير من التحديات والحوارات والاتفاقيات والوثائق المهمة التي تفصح عن شخصية هذا الحاكم ودوره في الحياة السياسية ودور أبوظبي في المحيط الجغرافي البري والبحري. ومن هذه المساحة الزمنية الواسعة والحراك السياسي والاقتصادي المستمر في شتى ميادين الحياة، وجد الباحثون مجالاً واسعاً للكتابة عن حقبة زايد الأول وما حدث فيها وما رافقها من متغيرات تبعاً لمواقف الحاكم وحضوره الفاعل في القرار الجريء، ومن هذه المواقف نجاحه في أن يوقع مع الحكومة البريطانية المعاهدة المانعة وهي إحدى أهم المعاهدات التي تمت في تاريخ أبوظبي، حيث أصبحت الإمارة محمية بريطانية وبقيت سارية المفعول حتى سحب القوات البريطانية من المنطقة في ديسمبر عام 1971. نسبة ضئيلة رغم ذلك، فإن التاريخ الذي وصلنا مدونا، لا يشكل إلا نسبة بسيطة جدا مما حدث من وقائع وحوادث، فعلى سبيل المثال لم يدون ما كان يمر يوميا في ذلك المجلس، من حوادث وأخبار، ونقاشات، وحكايات، وقصيد شعبي، وأنساب، والخ.. بل سنجد حتى الذي دون لم يسجل سوى جزء قليل من تفاصيل الحوادث. لقد نشأ تدوين التاريخ على يد مؤرخي اليونان، وهم بالأساس كانوا رواة شفهيين تحولوا فيما بعد إلى مدونين، حين دونوا ما كانوا يروونه، أو أنهم دونوا ما سمعوه من غيرهم، فأصل المكتوب مروي بلا شك، مع ذلك فهناك الكثير مما لم يدون، ولنا أن نتصور الكم الهائل من الأحداث والوقائع التي مرت دون تدوين، وكلما بعد زمن الحدث نسي وزادت صعوبة الوقوف على تفاصيله. يشير الباحث مني عبدالقادر إلى أنه بات من المتجاوز اليوم الحديث عن أهمية التاريخ الشفهي وقيمته، إذ لم يعد ثمة من يشكك في ذلك، رغم ما يطرحه اعتماد الرواية الشفهية وتدوينها من إشكالات، بقدر ما أصبح من الملحّ التركيز على ما يطرحه هذا التاريخ من عوائق وصعوبات تتّصل بعملية الجمع والتدوين، لذلك تكاد الإشكالات التي يثيرها الموضوع تنحصر في معرفة الضوابط والمعايير التي على أساس منها يمكن اعتماد الرواية الشفهية المتعلقة بتاريخ الماضي، والخطوات والمراحل التي ينبغي مراعاتها لتدوين تلك الرواية، والحدود الزمنية والمكانية للرواية ومحتواها، وسياق المقابلة والمقارنة والتمحيص، وممن تقبل الرواية ومتى؟ ومع ذلك فسنغض الطرف عن الخوض في هذه القضايا والإشكالات تاركين المجال لإسهامات أخرى لها حق الأولية وجواد السبق، وسنركز على مقتضيات فهم الرواية الشفهية بمعنى فهم دلالتها ومشمول معناها، ثم عوائق تدوينها، واخترنا تجربة موريتانيا كنموذج على ذلك. ويضيف: إن هذه الرغبة الجامحة في تدوين التاريخ والاستفادة منه هي ما يفسّر بجلاء ضرورة جمع الرواية الشفهية المتعلقة بالماضي وتدوينها للإفادة منها في كتابة تاريخ الدولة والمجتمع. ولنا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة تجارب عدة في عملية جمع التاريخ الشفوي، ونسمع ونقرأ بين الفينة والأخرى، عن مؤسسات حكومية بحثية على وجه الخصوص، أو معنية بخدمة المجتمع، تطرح مبادرات ومشاريع ترصد لها الميزانيات الضخمة لجمع التاريخ الشفوي، وهذه المشاريع والمبادرات ليست وليدة اليوم أو الأمس، بل مضت عليها أعوام، وتمر السنوات، ولكن لم نر إلى اليوم وأنا من المهتمين المتابعين لهذا الشأن، لم نر نتائج ملموسة (إصدارات) يمكن الاستفادة منها على الصعيد البحثي التاريخي، الاقتصادي، السوسيولوجي، التراثي، على الأقل، إن لم يكن على مستوى رفد صانع القرار بتاريخ موازٍ للتاريخ المدون كما يحدث في الدول المتقدمة، التي سبقتنا في الالتفات إلى أهمية جمع الروايات الشفهية، وأقامت لها مراكز بحثية متخصصة في أعرق الجامعات، ورصدت لها الأموال، واستقطبت كبار الباحثين المتخصصين في هذا المجال، والقيادة الرشيدة في دولة الإمارات لم تقصر في شيء، لا بل هي تسهل هذا الأمر على المعنيين وتوفر لهم كل سبل الدعم المادي والمعنوي لإنجاح مثل هذه المشاريع التي تدرك أهميتها العلمية، ولأنها في النهاية هي خدمة لهذا الوطن الغالي بشكل من الأشكال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©