ناشدت دولة الإمارات الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفي مقدمتها الدول والجهات المانحة، مضاعفة مساهماتها في ميزانية وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ''الأونروا'' التي تعاني عجزاً في ميزانيتها، لتمكينها من تلبية الاحتياجات الإنسانية المتنامية للاجئين الفلسطينيين، نتيجة للظروف الأمنية والصحية والاقتصادية والاجتماعية الأكثر قساوة التي يعيشونها في مخيمات الشتات·
وأكد السيد حمد عبيد إبراهيم الزعابي عضو وفد دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة في بيان أدلى به أمام اجتماع خاص عقدته في نيويورك اللجنة الرابعة للجمعية العامة والمعنية بالمسائل السياسية ومكافحة الاستعمار حول ولاية وكالة ''الأونروا''، أن دولة الإمارات تتابع عن كثب الجهود الكبيرة التي تبذلها وكالة ''الأونروا'' في مجال تقديم الخدمات الإنسانية الأساسية لما يزيد عن أربعة ملايين و600 ألف لاجئ فلسطيني في مخيمات الشتات· وأعرب عن قلق الإمارات إزاء تفاقم الأوضاع الإنسانية والاجتماعية السيئة للغاية والتي يعيشها اللاجؤن· وأوضح أن اللاجئين يواجهون يومياً جميع أشكال العنف الإسرائيلي المفرط بما فيه تدابير العقاب الجماعي، فضلاً عن الممارسات الأخرى للاحتلال الإسرائيلي والمتجسدة في استمراره بتشييد الجدار الفاصل في الضفة الغربية وحول القدس، وحرمان الآلاف من مزاولة مهامهم، الأمر الذي فاقم الأزمة الإنسانية والاجتماعية التي يعيشها الفلسطينيون، ولا سيما في أوساط مجتمعات اللاجئين الفلسطينيين الذين عانوا أكثر من غيرهم وعلى مدار العقود الستة الماضية، من رفض الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة لحق عودتهم الطبيعية إلى ديارهم وأراضيهم التي اقتلعوا منها بالقوة·
وأعرب الزعابي عن خيبة الأمل الشديدة التي تنتاب دولة الإمارات لصمت المجتمع الدولي إزاء تمادي إسرائيل في انتهاكاتها الخطيرة داخل الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة والتي امتدت لتطال بوحشية وبلا تمييز، موظفي وهياكل ومنشآت وكالة ''الأونروا'' وطالب الأمم المتحدة بأن تتحمل كامل مسؤولياتها التي تضطلع بها تجاه تسوية قضية هؤلاء اللاجئين· وقال إن دولة الإمارات إذ تدين بشدة كافة الجرائم والانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة في الأراضي الفلسطينية والمخيمات الفلسطينية، تؤكد أن تسوية مشكلة هؤلاء اللاجئين إنما هي جزء أساسي لا يتجزأ من قضايا الحل النهائية للقضية الفلسطينية، وأن أي حل عادل ودائم وشامل لهذه القضية يجب أن يشمل ممارسة هؤلاء اللاجئين لحقهم الشرعي غير المشروط وغير القابل للتصرف في العودة الكريمة إلى ديارهم، والتعويض عما لحق بهم من خسائر مالية ومعنوية فادحة طوال سنوات تشردهم، وذلك استناداً لقرارات الجمعية العامة ذات الصلة لاسيما القرارين 181 و ·194
وناشد الزعابي المجتمع الدولي مطالبة إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال، بالكف عن اعتداءاتها المتكررة على مخيمات اللاجئين الفلسطينيين ومحاصرتها ووقف جميع العراقيل التي تضعها أمام عمل وكالة ''الأونروا'' وبرامج امداداتها الإنسانية الطارئة المقدمة لمجتمعات اللاجئين·
وأعرب عن قلق دولة الإمارات لاستمرار العجز المالي المتكرر في الميزانية العادية لوكالة ''الأونروا'' والبالغ عام 2006 حوالي 5ر71 مليون دولارأميركي ومائة مليون دولار لهذا العام، مشيراً إلى أن هذا العجز أثر سلباً على قدرات الوكالة في تنفيذ برامجها ومشاريعها التنموية، داعياً جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وفي مقدمتها الدول والجهات الدولية والإقليمية المانحة إلى مضاعفة حصص دعمها المنتظم وغير المنتظم لميزانية هذه الوكالة·
واختتم الزعابي بيانه مجدداً استمرار تضامن ومساندة دولة الإمارات لقضية اللاجئين الفلسطينيين، معرباً عن أمله في أن تساهم جهود الأمم المتحدة ولا سيما التي تبذلها وكالة ''الأونروا'' في التخفيف عن معاناة اللاجئين وتحسين أوضاعهم الإنسانية إلى حين تحقيق عودتهم الكريمة والآمنة إلى ديارهم المسلوبة، وإقامة دولتهم فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف·
عدد اليوم
