الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

مرحلة جديدة من الشراكة بين الإمارات والهند

مرحلة جديدة من الشراكة بين الإمارات والهند
1 مارس 2018 21:16
راشد البلوشي* شكلت فعاليات أسبوع أبوظبي في الهند التي اختتمت أعمالها مؤخراً امتداداً منهجياً لعلاقة الشراكة الاستراتيجية بين دولة الإمارات وجمهورية الهند والتي تمتد تاريخياً وثقافياً واقتصادياً حتى فترة ما قبل الاتحاد الميمون للدولة، خاصة أن الهند تعتبر أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات إذ وصل حجم التبادل التجاري النفطي وغير النفطي إلى 191 مليار درهم بنهاية عام 2016. وتعتبر الإمارات ثالث أكبر شريك تجاري للهند. ونستذكر هنا في عام زايد أن القائد المؤسس لدولة الاتحاد وواضع أسس النهضة العصرية التي تشهدها دولتنا المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وضع اللبنة الأولى لهذه العلاقات على أسس راسخة من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة في العديد من المجالات من خلال زيارته التاريخية لجمهورية الهند عام 1975 والتي شكلت منطلقاً أساسياً، لكل ما شهدته العلاقات بين البلدين من تطور وتقدم خلال العقود الماضية. وجاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للجمهورية الهندية عامي 2016 و2017 لتؤكد العمق الاستراتيجي للعلاقات الثنائية بين البلدين وتؤسس لمرحلة جديدة تشمل تكثيف التعاون بشأن القضايا العالمية والإقليمية، والاتفاق على الشراكات في المجالات الاستثمارية والمجالات الاقتصادية بجميع أبعادها وذلك تماشياً مع توجه إمارة أبوظبي لتحويل اقتصاد الإمارة إلى اقتصاد قائم على المعرفة، وتقليل الاعتماد على قطاع النفط كمصدر رئيسي للنشاط الاقتصادي. كما وجاءت الزيارة الثانية لرئيس الوزراء الهندي مؤخراً إلى الدولة لتعزز حرص الطرفين على زيادة حجم التبادل التجاري بنسبة 60%، ليصل إلى نحو 368 مليار درهم بحلول 2020. وخلال مشاركتنا في فعاليات أسبوع أبوظبي في الهند والتي عقدت في كل من مدينتي نيودلهي ومومباي تأكدنا بأن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين تمتلك ما يعزز استدامتها، ليس فقط من خلال مشاركة العديد من المؤسسات الحكومية في الإمارة في الفعالية، ولكن أيضاً من التفاعل الذي لمسناه على أرض الواقع من العديد من الجهات الحكومية والخاصة بالهند وذلك من خلال مشاركتها الإيجابية بالفعالية لأجل لقاء نظرائها الإماراتيين. وتم خلال الفعالية استعراض وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية في إمارة أبوظبي فضلا عن استعراض تنوع وتعدد مجالات سهولة ممارسة الأعمال خاصة أن أبوظبي احتلت المرتبة الثانية على مستوى العالم كأفضل مدينة للعمل والإقامة وممارسة الأعمال، لتتفوق بذلك على كل من لندن وباريس ومدن عالمية أخرى، وذلك وفق مؤشر «إبسوس» للمدن العالمية لعام 2017. كما وأن المؤشر العالمي للمراكز المالية العالمية لعام 2017 أكد على تقدم أبوظبي إلى المرتبة 25 عالمياً أي ثلاث مراتب مقارنةً مع الترتيب السابق، متفوقة بذلك على مراكز مالية عالمية مثل واشنطن وباريس. كذلك وتشرفنا خلال فعاليات أسبوع أبوظبي في الهند بزيارة سوق بومباي للأوراق المالية والتي كان قد قام صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بزيارته عام 2016 وقرع جرس إغلاق تداولاته معلناً بذلك بدء مرحلة جديدة للعلاقات الإماراتية الهندية وتحديداً على صعيد التعاون في مجال تطوير الأسواق المالية. وبذلك نود أن نعتبر أن زيارتنا جاءت استكمالاً لتلك المرحلة المهمة، حيث اجتمعنا مع المسؤولين في سوق بومباي واتفقنا على عدة مجالات للتعاون المشترك كان أهمها التعاون في مجال الشركات الصغيرة والمتوسطة وتدعيمها، والارتقاء بذلك نحو إنشاء بورصة مخصصة لهذه الشركات، تحديداً وأن سوق بومباي تمتلك الخبرة الكافية في هذا المجال من خلال بورصة خاصة أنشأتها لتداول أسهم الشركات الصغيرة والمتوسطة. ومهدت هذه الزيارة نحو توقيعنا لمذكرة تفاهم مع سوق بومباي المالي بحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وذلك خلال زيارة رئيس الوزراء الهندي الأخيرة للدولة. وعلى أثر توقيع المذكرة شكلنا فريق عمل يضم خبراء من السوقين لبحث تعزيز التعاون المشترك بين الجانبين، خاصة فيما يتعلق بالاستفادة من الخبرات الهندية في دعم المشاريع الجديدة والنظم المعتمدة في توفير الاستشارات لهذه النوعية من المشاريع. على مدى السنوات، تمكن السوق من جذب الاستثمارات الهندية إليه، سواء المؤسساتية أو تلك الخاصة بالأفراد، وذلك لأن السوق يمنحهم فرصة الاستثمار في مجموعة متنوعة من الشركات المدرجة ويوفر لهم خدمات ومنتجات مبتكرة تستند إلى أفضل الممارسات العالمية في مجال الإفصاح والشفافية وحوكمة الشركات، وهو الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة السوق كمقصد استثماري آمن ومستقر كذلك لأن سوق أبوظبي يقدم واحدة من أعلى معدلات التوزيعات النقدية في العالم، بما نسبته 5.3%. ويحتضن السوق نحو 18 ألف مستثمر هندي يشكلون المرتبة الأولى في عدد المستثمرين من القارة الآسيوية وبلغت إجمالي قيمة تداولاتهم بيعاً وشراء نحو 895 مليون درهم خلال العام 2017 وبذلك يحتلون المرتبة 12 في إجمالي قيمة التداولات الخاصة بالمستثمرين الأجانب في السوق الذي يحوي مستثمرين من 167جنسية. كما بلغت القيمة السوقية للأسهم التي يملكونها نحو 291 مليون درهم مع نهاية العام 2017 أي بزيادة نحو 2.5% عنها في 2016. بالفعل، لقد اختتم أسبوع أبوظبي في الهند فعالياته، واختتم رئيس الوزراء الهندي زيارته إلى الدولة، ولكن العمل مازال قائماً ومستمراً لتعزيز التعاون والشراكة الاستراتيجية بين البلدين في مختلف المجالات، وبالتوازي فإننا في سوق أبوظبي لن نتوقف عن بذل الجهود نحو تعزيز أواصر التعاون الإماراتية -الهندية ليس فقط من خلال تطوير الشراكة مع نظيرنا في الهند بل أيضاً من خلال العمل مع مجالس العمل الهندية في الدولة للترويج للفرص الاستثمارية المتاحة في السوق. * الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©