السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

من أم النار إلى هيلي إلى حفيت.. سيرة حضارية وأثرية

من أم النار إلى هيلي إلى حفيت.. سيرة حضارية وأثرية
19 فبراير 2014 21:43
تعتبر الفرقة الدنماركية التي قادها اثنان من أشهر الآثاريين في منطقة الخليج، وهما بيتر غلوب وجيفري بيبي، أول مَن بدأ التنقيب في الإمارات وذلك في فبراير عام 1959 في جزيرة أمّ النّار، وقد قام المعتمد البريطاني بزيارة الموقع في 7 مارس 1959 (The Political Diaries of the Arab World: The Persian Gulf: Vol. 22: 1958-1960، ed. R. L. Jarman، London، 1998، p. 273، n0. 32). ولقد واصل هذا الفريق عمله في العين وهيلي وحفيت. وتشير المكتشفات الآثارية إلى أنّ الحقبة الزمنية المعروفة بفترة «حفيت» نسبة إلى جبل حفيت الواقع شمال مدينة العين، تمثّل بداية العصر البرونزي أي قبيل نهاية الألف الرابع وبداية الألف الثالث ق. م. حيث عُثر ولأوّل مرّة على مجموعة من القبور المشيّدة على هيئة تلال صغيرة أو أكوام حجرية وذلك عام 1959. وقد شهدت هذه الفترة جملة مِن التطوّرات والمظاهر الحضارية الجديدة التي تدلّ على حدوث تغيّرات كبيرة يمكن اعتبارها ثورة اقتصادية اتضحت معالمها وآثارها في حياة الناس وأسلوب معيشتهم واستقرارهم وعلاقاتهم الخارجية. تعتبر قبور «حفيت» من أهم السمات البارزة لهذه الفترة التي تتميّز باحتوائها على حجرة دفن داخلية واحدة ذات تخطيط دائريّ الشكل ومدخل واحد، وعلى مجموعة من الهدايا من بينها أوان فخارية متميزة من نوع فترة «جمدة نصر» نسبة إلى موقعها الأصلي في جنوب بلاد الرافدين، والمؤرخة في نهاية الألف الرابع أو في حدود عام 3100 ق. م. وتوجد مثل هذه الأواني في موقع قرن بنت سعود في مدينة العين وأمّ النّار. فترة أم النار وتُعرف الحقبة الممتدّة مِن نحو عام 2500 إلى 2000 ق.م. بفترة أمّ النّار نسبة إلى جزيرة أمّ النّار المشهورة الواقعة في إمارة أبوظبي. وقد أعطت قبور أمّ النّار بطريقة هندستها وبنائها اسمها لكلّ ما اكتُشِف مِن مدافن مشابهة في دولة الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان. وتبلغ أعدادها المئات موزّعة في مناطق مختلفة مِن البلدين على السواحل وفي الداخل، في السهول وعلى شعاب الوديان، وعلى سفوح الجبال وفي أماكن الواحات مما يدلّ على سعة انتشار حضارة أمّ النّار في المنطقة. ومدافن أمّ النّار عبارة عن مبانٍ دائريّة الشكل مشيّدة بحجارة غير منحوتة، محاطة بجدار خارجي مبني في بعض النماذج بحجارة كلسيّة مشذبّة بشكل جيّد. ويصل بعض طول هذه الحيطان إلى المتر، وتتراوح بعض أقطار هذه المدافن بين خمسة واثني عشر متراً. وهي بصورة عامّة مقسّمة مِن الداخل إلى غرف دفنيّة تتراوح أعدادها بين غرفتين وعشر غرف، ولكلّ مدفن مِنها مدخل صغير. وعلى الأغلب كانت هذه المدافن مسقّفة بطريقة ما لم يتم اكتشافها إلى الآن. وعادة ما كانت قبور أمّ النّار جماعيّة ويحوي أحدها ما يزيد على 200 جثّة، ولا يُستبعد أن يكون القبر الواحد قد استُخدِم أكثر مِن مرّة على مدى عدّة سنين أو قرون. وكانت توجد على بعض المدافن رسومات غائرة تمثّل حيوانات مثل الإبل والوعول أو الثيران أو أشخاص، ولا شك أنّ لِمِثل هذه الرسومات الحيوانيّة أهميّة كبيرة لدى سكان المنطقة. وإضافة إلى البُعد المعماري والجنائزي للمستوطنات والمدافن، فإنّ كمّيّات هائلة مِن الفخّاريّات تمّ العثور عليها فيها. وأكثر أنواع الفخّار شيوعاً هو الفخّار الأسود والأحمر مما يجعله ممثّلاً لثقافة أمّ النّار. وهو مِن الفخار الممزوج بحبيبات رمل خشنة مائلة إلى الحمرة أو الصفرة وأحياناً برتقاليّة اللون، وتكون أحياناً مبطّنة بالأخضر أو البرتقالي أو الأحمر. وتعدّ الأكواب المفتوحة والجرار مثقوبة الفوّهة المطليّة عادة باللون الأسود هي أكثر الأواني الفخاريّة شيوعاً. إضافة إلى جرار ذات حوافّ مقلوبة وأعناق قصيرة وشكلها مخروطي مزدوج وعريض. كما توجد نوعيّات أخرى مِن فخاريّات أمّ النّار هي مِن الفخار الأسود الرمادي المتمثّل في علب صغيرة أو جرار منقبضة الأعناق، قصيرة وصغيرة، ومستديرة الأبدان، وعليها زخارف مِن أفاريز ذات خطوط متوازية. وتكثر ضمن معثورات مواقع أمّ النّار الأواني الحجريّة التي تتوافر مادّتها الخام في جبال عمان وسفوحها ووديانها مما يشكّل ثروة للآهلين. وعادة ما كانت هذه الأواني تزخرف بزخارف جميلة ذات مخطّطات هندسيّة وأشكال طبيعيّة ودوائر وحلقات. وتزخرف أغطية هذه الأواني بزخارف مكثّفة، ولها مقابض بارزة مِن أعلاها. مستوطنات هيلي ومِن المواقع المهمّة في إمارة أبوظبي موقع هيلي، وهو في الأصل اسم قرية مِن قرى منطقة العين تقع إلى الشمال الغربي مِنها وعلى بُعد 9 كيلومترات مِن مركزها. وتضمّ هيلي مجموعة كبيرة مِن المواضع الآثارية يصل عددها إلى 14 موقعاً آثاريّاً تحتوي مستوطنات ومقابر ولقى ومعثورات متعددة ومتنوّعة. وهو مِن النماذج الآثاريّة المهمة في مناطق الواحات بشبه الجزيرة العربية. وكان اكتشاف موقع هيلي في مطلع عقد الستينيات مِن القرن العشرين على أيدي المنقبين الدنماركيين الذين رأوا في هذا الموقع موضعاً آثاريّاً متميّزاً وجديراً بالبحث والتنقيب، ثمّ قامت عدّة بعثات آثارية، مِن أشهرها البعثة الفرنسية التي نقّبت في الموضع لعدّة أعوام ولعدّة مواسم متتابعة منذ عام 1977 إلى عام 1984. وقد تمكن الفرنسيون مِن مسح وتنقيب واكتشاف مواقع مختلفة في هيلي حُدّدت بأرقام مميّزة لهدف التوثيق والتفريق، مثل هيلي 1 وهيلي 2 وهيلي 8 وهيلي 13 وهكذا. وتؤرّخ معثورات ومباني هيلي إلى العصر البرونزي (الألف الثالث قبل الميلاد). والعصر الحديدي (الألف الأول قبل الميلاد). ويعتبر موقع هيلي 8 مِن أهم المواضع الآثارية في المكان إذ اكتُشِف فيه مبنى كبير، دائري أو بيضوي الشكل، محاط بسور، وتوجد حوله آثار لخنادق. ويبلغ قطره نحو 17 متراً. ويبلغ ارتفاع بعض الجدران الداخلية نحو مترين والنصف المتر. وحدّد الآثاريّون 3 مستويات لهذا المبنى الذي يُعرف أيضاً بالبرج أو الحصن أو القلعة. ويعتبر المستوى الأوّل أكثر المستويات الآثاريّة الثلاثة محافظة مِن حيث سلامة بنيانه. وهو مشيّد مِن الطين واللبن. وهو مقسّم مِن الداخل إلى ممرّات تفضي على جوانبها إلى غرف مستطيلة. وتتوسّط المبنى بئر محاطة بتلك الغرف. ويؤرّخ هذا المبنى بأوائل الألفيّة الثالثة ق.م. وفي المستوى الثاني مبنى آخر، يُعتقد أنّه يعود إلى فترة أمّ النّار وهي فترة لاحقة مباشرة للمستوى الأوّل وهي تغطّي زمنيّاً أغلب الألفيّة الثالثة ق.م. ولهذا المبنى سور خارجي دائريّ، مشيّد مِن الطابوق اللبني، وتظهر حوله آثار خنادق. وتوجد في الناحية الشرقيّة بداخل هذا المبنى وبالقرب مِن السور بئر يبلغ عمقها نحو ثمانية أمتار ونصف المتر، مما يشير إلى حدوث نوع مِن الجفاف أو شحّ في المياه أدى إلى زوالها إلى أعماق بعيدة في باطن الأرض. ولم يُكتشف في هذا المستوى أيّ آثار لغرف داخليّة في المبنى فيما عدا واحدة وُجدت آثارها بين البرج والخنادق المحيطة. ومِن أهم مميّزات الطبقة الأولى مِن المستوى الثاني هو ظهور كميّات كبيرة ووفيرة مِن الفخار، توجد لأوّل مرّة في مواقع الآثار الداخليّة وهي معاصرة زمنيّاً لآثار أمّ النّار. وهي ما سماه سيرج كليزيو (Serge Cleuziou) وموريزو توسي (Mourizou Tosi) بـ «المنتجات الفخاريّة العمانيّة» أو «الفخار المحلّي». وأحدث إنتاج هذا الطراز مِن الفخار نوعاً مِن الاكتفاء الذّاتي أدّى إلى اختفاء الفخّاريات الرافديّة السوداء المصبوغة باللون الأحمر كما يقول كليزيو وتوسي. وعُثر في آخر طبقات هذا المستوى على آثار تشير إلى أعمال صهر النحاس وأعمال حِرفيّة أخرى في الناحية الشرقيّة مِن البرج. ومِن البقايا تم العثور على كميّة قليلة مِن القصدير مخلوطة بالنحاس. ومِن خلال بقايا الفحم الموجودة في الموقد القريب مِن ورشة العمل يقدّم لنا كربون 14 تأريخاً تقريبيّاً للمعثورات يتراوح بين 2470 و2400 سنة ق.م. وفي الطبقة الثانية مِن هذا المستوى لوحظت بقايا سور خارجي يبدو أنّه تمّت إضافته في فترة لاحقة مع اتّجاه السور نحو الشرق. أمّا المستوى الثالث لهذه القلعة فقد تمّ التعرّف عليه مِن خلال وجود كميّات مِن نوعيّات جديدة مِن الفخار، وملاحظة اتّباع طريقة جديدة في العمارة. ولكن لا يمكن الجزم بأنّ هذا المستوى يتبع زمنيّاً فترة أمّ النّار أو أنّه كانت هناك فترة هجران قصيرة للموضع. وقد عُثر على آثار لسور دائري، شُيّد الجزء السفلي مِنه بالحجارة وهي تظهر لأوّل مرّة في الموقع نفسه. والحجارة عبارة عن كتل كبيرة مصفوف بعضها إلى جانب بعض مِن الداخل والخارج، ومحشوّة الفراغات بينها بأحجار صغيرة. وعُثر أيضاً على بقايا لجدران داخليّة تلي السور الخارجي مع مساحات لأرضيّات بينها ولكنها في حالة سيّئة. وأُرّخت هذه الآثار ببدايات الألفية الثانية ق. م. ويبدو أنّ الموضع قد تمّ هجره لفترة طويلة بعد ذلك إلى بدايات العصر الحديدي. وترى كارين فريفليت (Karen Frifelt) أنّ كثرة الفخار بصورة عامّة في موقع هيلي مقارنة بأمّ النّار ربّما تعود إلى وفرة الطين اللازم والمناسب لصناعة الفخار. ويتّضح مِن خلال آثار موقع هيلي 8 أنّه حدث تطوّر ملحوظ في الاستيطان المدني منذ نحو عام 3000 ق. م. واستمرّ هذا التطوّر إلى حدود عام 2000 ق.م. أبراج ولقى واكتشفت في موقع هيلي مبانٍ أخرى عُرفت عند الآثاريين باسم الأبراج أيضاً وهي في هيلي (1)، وهيلي (4)، وهيلي (11) تعرّض أغلبها إلى حالات تآكل وتلف ولكن مازالت تحتفظ بآثار لجدران داخليّة. وبصورة عامّه، فإنّ لمثل هذه المباني ما يشابهها في موقع بات بسلطنة عمان. ومِن المحتمل أنّ لعدد مِن هذه الأبنية أهدافا دفاعية. وكان مِن أهم المعثورات مجموعة مِن الفخاريات والأواني الحجرية وخرز مِن العقيق والعظام والأصداف والفضّة إضافة إلى سهام وخناجر. والتُقِطت في موضع هيلي 8 في المستوى الثالث كسر فخارية لجرار تخزين تعود لحضارة هارابا (Harapa) في باكستان. وعُثر في موضع هيلي 14 على مساحة صغيرة مغطّاة بخبث النحاس ربّما يوحي ذلك إلى أنّها كانت عبارة عن ورشة لصهر وتصنيع النحاس. وقد أُجريت دراسة تحليلية أنثروبولوجية على عدد مِن الهياكل العظمية في مدفن هيلي A بشمال هيلي، وهو مِن طراز قبور أمّ النّار، وهو زاخر بالتقدمات الجنائزيّة المتنوّعة مثل الأواني الحجريّة والخرز والفخاريّات المستوردة والمحلّيّة. وقد عثر المنقّبون الآثاريّون على طبعة للسورجوم أو الذرة البيضاء، ويعتبر العثور على السورجوم في هيلي (8) هو أقدم أثر لهذه النبتة في أيّ موقع آثاري في المنطقة. كما عُثر كطبعة في الطين على ثلاث سنبلات مِن الشعير وهو مِن النوع: hordeum ditichum. وهذا يدلّ على وجود نشاط زراعيّ مستقرّ في الواحة. ومما لا شكّ فيه أنّ أشجار النّخيل كانت هي الأخرى من أهم الأشجار المثمرة في المنطقة إضافة إلى البطّيخ والخضراوات والموالح والحمضيّات والشوفان. وقد أدّت هذه الاكتشافات إلى اعتبار هيلي نموذجاً للمستوطنة الزراعيّة. ومما يشير إلى انتشار زارعة الحبوب في المنطقة العثور على أحجار رحى مكسورة وعدد مِن أحجار الطرق في موقع بات. وبالتأكيد، فإنّ توافر المياه في مناطق الواحات هو أهم عوامل قيام الزراعة في المواقع الآثاريّة، وتشير الدلائل إلى أنّ الأهالي قاموا بحفر الآبار للحصول على المياه وقد عُثر على أربعة نماذج في هيلي (1)، وفي هيلي (8)، وفي هيلي (10) وهي جميعها تؤرّخ زمنيّاً بالعصر البرونزي. وكانت المنطقة مليئة بالأشجار وإلا لَما تمكّن سكّانها الأوائل مِن صهر وتعدين النحاس الذي يتطلّب كمّيّات كبيرة مِن الحطب لإشعال النّار وتوفير الفحم اللازم لعمليّات الصهر. وتقدّم لنا العديد مِن اللقى والمعثورات أنّ المنطقة في فترة حضارة ماجان كانت في تواصل مع المناطق المجاورة كدليل على التواصل الاقتصادي والتجاري. ففي جزيرة أمّ النّار عُثر على آنية مصنوعة مِن حجر الكلورايت تشابه أخرى في موضع سوسة بجنوب غرب إيران، وآنية مِن النوع الحجر نفسه في أمّ النّار تشابه أخرى مِن المستوى الرابع ب، بموضع تب يحيى في جنوب شرق إيران. وفي أمّ النّار التُقِط شريط مِن الذهب وبعض الأدوات النحاسيّة يمكن مقارنتها بمثيلات لها مِن المقبرة الملكيّة بأور تؤرّخ بأوائل فترة سلالة أور الثالثة. ويوجد على إحدى جرار مستوطنة أمّ النّار طبعة ختم أُرّخ بفترة سلالة أور الأولى. وكان أيضاً مِن لقى أمّ النّار كسر فخاريّة سوداء تميل إلى الحمرة تتماثل مع أخرى موجودة في موقع قلعة البحرين وتؤرّخ بالنصف الأوّل مِن الألف الثالث ق. م. وتتشابه مع أخرى اكتُشِفت في جزيرة فيلكة، وكسر فخاريّة تتشابه مع أخرى مِن وادي السند. وهذه اللقى تؤكّد أنّ قاطني أمّ النّار كانوا على تواصل مع المناطق المجاورة وكانوا منخرطين في التبادل الاقتصادي والتجاري بين شبه القارة الهنديّة وبلاد الشرق الأدنى. كما تقارن بعض فخاريّات هيلي السوداء المائلة للحمرة النّاعمة بشبيهات لها في مواقع بامبور وتحديداً المستويين الرابع والخامس، وفي تب يحيى (تحديداً المستوى الرابع ب) بجنوب غرب إيران. وتوجد في هيلي أيضاً كسر فخاريّة تتشابه مع فخاريّات موضع كولي في بلوشستان. ومِن هذه الفخاريات جرّة كرويّة الشكل، متوسّطة الحجم ذات أفاريز ثلاثة مزخرفة، ولها عنق وفوّهة تشبه القبّعة التُقِطت في قبر (م) بهيلي. وهذه النّوعيّة تحديداً شائعة في ثقافة الكالكوليثيك (chalcolithic) في بلوشستان وفي المستوى الرابع (ج) بموقع تب يحيى. ووجودها في هيلي يشير إلى اتّصال واضح بمنطقة شمال مضيق هرمز. وفي موقعَي أمّ النّار وهيلي التُقِطت كسر فخاريّة لأواني خزن كبيرة بارزة الحواف تنتهي في بعض الحالات برأس حيّة، تتماثل مع أخرى في بات بعمان وفي الوقت نفسه مع أخرى مِن أقدم مستويات قلعة البحرين ومِن بامبور وتب يحيى في إيران. حضارة هارابا وكان مِن ضمن المعثورات في جزيرة غناضة بإمارة أبوظبي كسر فخاريّة (مِن ضمنها كسر مِن حوافّ لجرار كبيرة)، تعود في الأصل إلى حضارة هارابا بوادي السند. ومِن جزيرة غناضة أيضاً اكتُشِفت جرار كمثريّة الشكل ذوات رقاب طويلة تتّسع تدريجيّاً، ولها حوافّ سميكة وقاعدة محدّبة تشابه مثيلات لها مِن المقبرة الملكيّة بأور. كما وُجدت كسر أمّ النّار الفخاريّة في موقع الرفاع وفي مستويات المدينة الأولى بقلعة البحرين. كما وجد في مستوطنة جزيرة أمّ النّار مكان مخصّص للحرف اليدويّة كان مِن ضمنها صهر وتعدين النحاس. وتعدّدت وتنوّعت اللقى النحاسيّة الملتقطة في الكثير مِن المواقع الآثاريّة مثل أمّ النّار وجزيرة غناضة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©