الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

اليونان تتجرع «الدواء المر» بإقرار خطة التقشف المالي

اليونان تتجرع «الدواء المر» بإقرار خطة التقشف المالي
14 فبراير 2012
أثينا (ا ف ب) - أقر البرلمان اليوناني خطة التقشف الصارمة التي فرضها الدائنون بهدف تفعيل خطة لإنقاذ البلاد من الإفلاس وبقائها ضمن “منطقة اليورو” مساء أمس الأول، في وقت تشهد فيه البلاد تظاهرات عنيفة.ونزولاً على طلب الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي، والبنوك الدائنة، تبنى النواب برنامج التقشف قبيل منتصف الليل بغالبية 199 صوتاً من أصل 278 حضروا الجلسة العاجلة. وعارض الخطة 74 نائباً في البرلمان، حيث تحظى الحكومة الائتلافية نظرياً بتأييد 236 من 300 نائب. ودعا الحزب الاشتراكي باسوك وحزب الديموقراطية الجديدة اليميني المشاركان في حكومة الائتلاف الوطني برئاسة لوكاس باباديموس إلى إقرار الخطة، محذرين من إغراق البلاد في الفوضى وإعلانها عاجزة عن السداد، وإخراجها من “منطقة اليورو”. ولكن الفوضى كانت مستعرة في شوارع العاصمة اليونانية حيث نزل قرابة 80 ألف شخص إلى الشوارع واشتبكوا مع الشرطة وقام بعضهم بإشعال النار في نحو أربعين مبنى أو متجراً في وسط العاصمة، كما أعلنت وزارة حماية المواطن في بيان. والتهمت النيران متجراً فاخراً قبل أن يتمكن رجال الإطفاء من إيجاد طريق لإخمادها بسبب الانتشار الكثيف للمتظاهرين وحيث كانت تدور مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين ملثمين. وذكرت وزارة الصحة أن 54 شخصاً أصيبوا بجروح في العاصمة. وفي سالونيكي، تجمع نحو 20 ألف شخص، وأحصت الشرطة تخريب ستة مصارف. ولبى المتظاهرون دعوات نقابتي العاملين في القطاعين الخاص والعام واليسار الراديكالي. وقال المؤلف الموسيقي اليوناني ميكيس ثيودوراكيس، الذي انضم إلى المتظاهرين في أثينا، إن “النواب يصوتون على تدابير ستؤدي إلى موت اليونان (...) لكن الشعب لن يستسلم”. وشهد البرلمان، الذي أحاطه نحو ثلاثة آلاف عنصر من الشرطة، مناقشات حادة بين مؤيدي الحكومة والمعارضة اليسارية. وطلب وزير المال ايفانجيلوس فينيزيلوس، وقد بدا عليه التوتر، من النواب التصويت “بحلول مساء الأحد” حتى لا يعلن إفلاس البلاد. وشدد الوزير، الذي يخوض منذ أسابيع مفاوضات شاقة مع الدائنين، على أن “منطقة اليورو”التي قد تجتمع الأربعاء تنتظر من النواب تبني الخطة قبل أن تفرج عن خطة الإنقاذ الثانية لليونان والتي تنص على قرض جديد لا تقل قيمته عن 130 مليار يورو، وشطب 100 مليار من ديون اليونان. وأوضح أن البلاد تأمل بمباشرة هذه العملية الأخيرة مع دائنيها في القطاع الخاص في موعد أقصاه 17 فبراير. بدوره، دعا ممثل دائني القطاع الخاص تشارلز دالارا النواب إلى الموافقة على الخطة، محذراً من أن الوقت ينفد. وشدد رئيس الوزراء اليوناني لوكاس باباديموس على “المسؤولية التاريخية” الملقاة على عاتق النواب لكي لا تغرق البلاد في الفوضى. وأكد باباديموس أنه يدرك “التضحيات المؤلمة” المطلوبة من اليونانيين، لكنه قال إن الخيار الأخر أي الإفلاس، سيدفع البلاد إلى “فوضى اقتصادية لا يمكن السيطرة عليها وإلى انهيار اجتماعي”. وكانت الحكومة الائتلافية اليونانية وافقت بالإجماع السبت الماضي على خطة التقشف التي يطالب بها الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي. ولقيت كل هذه الإجراءات تأييد الحزبين الممثلين في الحكومة الائتلافية (الاشتراكي والمحافظ) لكنها أدت إلى جدل وانقسامات تمثلت باستقالة ستة وزراء خلال الأسبوع الماضي، اثنان من الحزب الاشتراكي، وأربعة من حزب “لاوس” اليميني المتطرف، ليعلن بذلك انسحابه من الحكومة احتجاجاً على تدابير التقشف. وقبل بداية التصويت، شدد رئيس الوزراء لوكاس باباديموس على ضرورة “التقدم مع أوروبا والعملة الموحدة” أو إغراق البلاد “في البؤس، والإفلاس، والتهميش، أو الاستبعاد من (منطقة اليورو)”. وبدورهما، دعا رئيس حزب الديموقراطية الجديدة اليميني انتونيوس ساماراس ورئيس حزب “باسوك” الاشتراكي جورج باباندريو النواب إلى إقرار خطة التقشف. وقال ساماراس إن التصويت هو من “الأصعب في التاريخ”، بسبب الضغوط المفروضة على الشعب اليوناني. وبعد التصويت اعلن كل من الحزبين شطب نحو عشرين من النواب من الكتلة النيابية لأنهم صوتوا ضد الخطة. ودان رئيس الوزراء باباداموس “العنف وأعمال التخريب والتدمير” التي رافقت التظاهرات في كلمته أمام البرلمان. وكان لا بد من الحصول على تأييد النواب لفتح الطريق لحصول اليونان على المساعدة الضرورية لكي تتمكن من الإيفاء بديونها في مارس حيث يتعين عليها تسديد 14,5 مليار يورو. وقبل بداية التصويت، شدد وزيرا خارجية ومالية ألمانيا الضغوط على أثينا. وقال وزير المالية ولفجانج شوبيل إن “الوعود التي قدمتها اليونان لا تكفي. عليهم من خلال البرنامج الجديد، أولا تفعيل بنود البرنامج السباق والعمل على الادخار”. وتنص خطة التقشف على برنامج زمني جديد لعمليات الخصخصة والإصلاحات البنيوية، وعلى خفض هائل في رواتب القطاع الخاص. وتحدد الخطة سقف العجز في الميزانية بأقل من 2,06 مليار يورو خلال 2012 قبل أن يبلغ في 2013 فائضاً أولياً لا يقل عن 3,6 مليار يورو، يفترض أن يرتفع إلى 9,5 مليار خلال 2014. وترى النقابات اليونانية في هذه الإجراءات “ابتزازاً” من مانحي الأموال، وأن تطبيقها يحفر “قبر المجتمع” اليوناني. «برنت» يتجاوز 118 دولاراً للبرميل سنغافورة (رويترز)- ارتفع سعر النفط أكثر من دولار أمس مدعوماً بتراجع العملة الأميركية وتوقعات لتجدد نمو الطلب بعد موافقة اليونان على خطة تقشف للحصول على حزمة إنقاذ ثانية. وارتفعت الأسواق المالية من الأسهم الآسيوية إلى المعادن الصناعية والذهب مع إقرار برلمان اليونان للخطة. لكن المستثمرين لازالوا يخشون من أن العنف الذي تشهده البلاد قد يتسبب في تفاقم الأزمة نظراً لحاجة اليونان إلى مزيد من تخفيضات الإنفاق. وارتفع سعر عقد أقرب استحقاق لخام برنت أكثر من دولار إلى 118,38 دولار للبرميل. وزاد سعر الخام 2,61 دولار الأسبوع الماضي مواصلاً صعوده للأسبوع الثالث على التوالي. وارتفع سعر الخام الأميركي 87 سنتاً إلى 99,54 دولار للبرميل. وقال فيكتور شم، من “بورفين اند جرتز” للاستشارات النفطية،: “يتحرك النفط في نطاق ضيق منذ أسبوعين ونتحرك الآن صوب سقف النطاق.. لا أتوقع صعوداً قوياً..ففي ظل الاحتجاجات المشتعلة في أنحاء اليونان، فإن الأمر لا يبعث على الثقة”. الذهب يرافق اليورو والأسهم صعوداً سنغافورة (رويترز)- ارتفع سعر الذهب في السوق الفورية أمس، متمشياً مع مكاسب الأسهم واليورو بعدما أقر البرلمان اليوناني خطة تقشف تواجه رفضاً شعبياً تاماً من أجل الحصول على حزمة إنقاذ ثانية من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وتفادي الإفلاس. واقتدى الذهب، وهو عادة من الأصول الذي ينظر إليها كملاذ آمن باليورو والأسهم خلال الأشهر الأخيرة، وباع مضاربون المعدن الأصفر لتوفير سيولة لتغطية خسائر في أسواق أخرى إذ تسببت أزمة ديون “منطقة اليورو” في اضطراب أكبر في الأسواق المالية. وعقب إقرار خطة التقشف شهدت شوارع العاصمة أثينا وأماكن أخرى في اليونان أعمال عنف خطيرة، إلا أن حالة من الارتياح أدت لصعود الأسهم الآسيويه واليورو. وساهمت مشتريات حاضرة من الصين في رفع الذهب 0?6% إلى 1729?69 دولار للأوقية (الأونصة). وزادت العقود الأميركية الآجلة للذهب تسليم أبريل 0?4% 1732?20 دولار للأوقية. ونزل سعر الذهب إلى 1703?69 دولار يوم الجمعة، وهو أقل مستوى منذ أواخر يناير نتيجة الشكوك بشأن مفاوضات حزمة الإنقاذ لليونان مما دفع المستثمرين لبيع الذهب . وزاد سعر الفضة 0?8% إلى 33?83 دولار للأوقية. وارتفع سعر البلاتين 1?33% إلى 1661?74 دولار للأوقية وصعد البلاديوم 0?5% إلى 703?50 دولار للأوقية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©