أبوظبي (الاتحاد)
حذر تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى تأثير المتغيرات السياسية التي طرأت حديثاً في كل من ألمانيا والمملكة المتحدة على أداء العملات والأسواق المالية العالمية وتحديداً العملة الموحدة اليورو.
وأشار التقرير إلى أنه ظهرت في الآونة الأخيرة حركات شبابية في المملكة المتحدة وألمانيا قد تؤدي إلى قلب موازين القوى وتغيير الأنظمة السياسية والاقتصادية في هذه الدول على سبيل المثال ما يجري في ألمانيا اليوم والخلاف حول تمكين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركيل من تشكيل ائتلاف حكومي مشترك بين الأحزاب الرئيسية، ولكن الحزب الديمقراطي الاجتماعي عارض هذا الائتلاف منذ البداية وتحديداً بعد النتائج المخيبة لميركيل في الانتخابات الأخيرة ويوم 4 مارس سيكون الإعلان عن نتائج التصويت لأكثر من 450 ألف عضو في الحزب على المشاركة في الائتلاف مع حزب ميركيل، ولكن المفاجئة هنا بأن كيفين كهونرت شكل صدمة لكافة الأحزاب السياسية في ألمانيا وهو شاب لم يتجاوز 28 سنة ورئيس جناح الشباب في الحزب الديمقراطي الاجتماعي والذي يشكل حاليا أكبر تهديد للائتلاف ولانجيلا ميركيل كونه يلقى شعبية كبيرة واستقطاب ملفت من قبل أعضاء الحزب، وفي آخر استطلاع للرأي 86% من الشباب الألماني تحت عمر الثلاثين لا يؤيدون سياسات ميركيل التي يعتبروها تقليدية ويتطلعون إلى التغيير.
وأمام هذا الواقع الجديد وترجمته الاقتصادية والمالية تكون في قلب الموازين وانطلاق توجه جديد لعملة اليورو واقتصاد منطقة اليورو بشكل عام كون ألمانيا هي الدعامة الأساسية وبالتالي في حال نجح كونهرت في حركته الجديدة وخاصة أنه يدعو بفكره الاشتراكي والعمالي إلى الإنفاق على الطبقات العاملة ويعتبر ألمانيا الدولة الغنية القوية في القارة الأوروبية والطبقة العاملة لا تأخذ إلا الفتات ومن الطبيعي أن هذه السياسة الجديدة ستخرب المعادلة الاقتصادية الآمنة التي وضعتها أنجيلا ميركيل التي ترتكز على التقشف وإدارة الإنفاق على الأولويات الاقتصادية.أما بالنسبة للمعادلة الثانية هي التي تأخذ من بريطانيا مكاناً لها وهو حزب التجديد البريطاني الجديد الذي أطلقته مجموعة من الحركة الشبابية الجديدة التي أطلقت على نفسها اسم Renew وهدفها الرئيسي إيقاف Brexit ومنع بريطانيا من الخروج من الاتحاد الأوروبي وباتت تلقى اهتماما شعبيا كبيراً ولكن بشكل غير ملفت إلى الآن في الأوساط الإعلامية ولكن في الواقع تحقق استجابة كبيرة من قبل الفئات الشابة في المجتمع البريطاني وستكون محركاً أساسياً في إيفاق عملية الخروج. السؤال هنا ماذا سيكون تأثير ذلك على الجنيه الإسترليني.
عدد اليوم
