الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الطلاب الباكستانيون... بين قطبين ضد مشرف

الطلاب الباكستانيون... بين قطبين ضد مشرف
18 نوفمبر 2007 23:31
يعد التصاعد المستمر للاحتجاجات الطلابية في الجامعات الباكستانية، تطورا وخيم العاقبة للنظام العسكري الحاكم في باكستان، خصوصا إذا ما عرفنا أن الطلاب في هذا البلد لهم سوابق تاريخية في إحداث تغييرات سياسية· فالاحتجاجات التي بدأت الأسبوع الماضي عقب إقدام السلطات الباكستانية على القبض على بعض الأكاديميين في جامعة ''لاهور''، سرعان ما انتشرت إلى عدد من الجامعات الأخرى، ما أدى إلى تحفيز مجموعات طلابية جديدة، وتنشيط أخرى قديمة وإيقاظها من رقادها الذي استمر زهاء عقدين من الزمن· كـــان هنـــاك حادث لافت للنظر في إطـــار تلك الاحتجاجــات، هو أنه عندما وصل زعيم المعارضـــة ''عمران خـــان'' لاعب الكريكيت السابق -والذي يعتبره الكثيرون بطلا للحركة الطلابية- إلى جامعة ''لاهـــور'' يوم الأربعـــاء الماضي، لإلقاء خطاب له، فإن أعضاء الحركة الإسلامية الطلابية القوية والراسخة لم يترددوا في تسليمه إلى رجال الأمن· وعلى الرغم من أن استهداف الجامعات من جانب ''خان'' وغيره من رموز المعارضة، يعد خطوة ذكية في حد ذاته، إلا أن القبض عليه بمساعدة وتحريض من الطلاب الإسلاميين، يكشف عن الطبيعة المتشظية للحركة الطلابية· وتعليقا على ذلك، يقول المراقبون إنه ما لم تتوصل حركة المعارضة الطلابية إلى إجماع فإنها ستظل مفتقرة إلى التماسك -كما كانت- وهو ما يمكن إرجاعه في الجوهر إلى الرؤى المتصارعة بين المجموعات الطلابية القديمة الناشطة سياسيا، وبين المجموعات الحديثة الراغبة في إنجاز تحول أكثر عمقا في السياسات الباكستانية· يقول البروفسور ''رسول بخش ريس'' -الأستاذ في جامعة لاهور للعلوم الإدارية، والذي يعمل كحلقة وصل بين إدارة الجامعة وبين زعماء الطلاب فيها-: ''إن الحركة الطلابية الجديدة ذات دلالة عميقة''، مضيفا: أن الطلاب في هذه الحركة لا يبدون اهتماما بزعمـــاء الأحزاب المعارضـــة الحاليـــة في باكستـــان، لدرجة أنهم ازدروا الدعوة التي وجهتها لهم رئيسة الوزراء السابقــــة ''بنيظير بوتو'' للالتقــــاء بهم· في الوقــــت الراهن على الأقـــل، يظل السؤال المتعلق بمدى قدرة ''بنيظير بوتو'' على الإمساك بالزمام، والاستفادة من، هذه الحركة الطلابية غير الموحـــدة سؤالا مفتوحا -كما يقول المراقبون- خصوصا إذا ما عرفنا أنها ستظـــل تحـــت الإقامة الجبرية حتى يوم الخميس القادم على أقل تقدير· يشار إلى أن الطلاب كانوا هم آخر القوى المنضمة إلى الاحتجاجات العلنية التي تتم في الوقت الراهن في شوارع مختلف المدن الباكستانية، حيث سبقهم إلى ذلك ناشطو الأحزاب السياسية المختلفة، والمحامون، وجماعات المجتمع المدني؛ وقد قرر الطلاب الانضمام للاحتجاجات، بعد أن أقدم مشرف على توسيع نطاق حملته الأمنية لتشمل أساتذة الجامعات أيضا، والتي بدأت بإلقاء القبض على اثنين من أساتذة كلية العلوم الإدارية بجامعة ''لاهور'' بعد إعلان حالة الطوارئ مما أثار احتجاجات فورية في الجامعة دفعت السلطات الى إحاطتها وتمركز قوات الأمن أمام بوابتها الرئيسية· وعقب ذلك انتشرت الاحتجاجات الطلابية لجامعات ومعاهد أخرى عامة وخاصة أصغر حجما، انتشار النار في الهشيم· فخلال أسبوع واحد فقط، كان ''عمران خان'' قد تمكن من زيارة جامعة ''البنجاب'' -تعتبر المعقل التاريخي لحركات الاحتجاج الطلابي- في محاولة منه للإمساك بزمام القوة غير المنظمة للطلاب، وذلك قبل أن يتم إلقاء القبض عليه· إن القبض المفاجئ ''على عمران'' بوشاية من الطلاب الإسلاميين -كما قال- يدل على أن ما يوحد بين المعارضة الطلابية هو معارضتها لمشرف فقط، أما فيما عدا ذلك فليس هناك سوى بعض الأشياء المحدودة· يقول ''هاشم بن رشيد'' رئيس اتحاد طلاب جامعة ''لاهور'' للعلوم الإدارية:'' ليس بمقدوري القول إن الإيديولوجيا هي التي تلعب الدور الأكبر في الجامعات في الوقت الراهن، فالشيء الأساسي الذي يلهم الطلاب حاليا -في نظري- هو المفاهيم المتعلقة بالعدالة الاجتماعية''، مواصلا حديثه بالقول: ''من السهل على بعض الطلاب أن يغضوا الطرف عن كل ما يحدث حولهم، إذا كانوا من ذلك النوع الذي ولد وفي فمه ملعقة من فضه، أما الطلاب من شاكلتنا فقد جاءوا إلى هنا لأنهم يدركون أن عليهم دورا يجب أن يلعبوه من أجل إنقاذ البلاد''؛ ويعترف ''رشيد'' بأن هذا الشعور تحديدا ربما لا يكون هو الشعور الذي يحفز أعضاء المجموعات الطلابية الأقدم والأكثر رسوخا، والتي كانت بمثابة ماكينة تفريخ للعديد من السياسيين الباكستانيين المنتمين إلى الحرس القديم، ولكن إذا ما تم النظر إلى باكستان على أنه بلد كان يضع الأنشطة الطلابية في صلب قصته التاريخية المتعلقة بالتحرر من الاستعمار البريطاني، فإنه يمكن في هذه الحالة إدراك أن النشاط الطلابي - بأي صورة من الصور- كان على الدوام عنصرا جوهريا من العناصر المشكلة لديناميات السلطة والعمل السياسي في البلاد· أما البروفسور ''ريس'' فيرى أن الجامعات والمعاهد الجديدة، لا تتمتع بالخبرة في ممارسة الأنشطة الطلابية، وأن معارضتها للنظام الحاكم تنبع في الجوهر من ''القيم الليبرالية'' أي تلك المنظومة من القيم العصرية التي تركز على الدستور، وحكم القانون واستقلال القضاء، ولا تنبع من إيمانها بمبادئ أي حزب من الأحزاب القائمة· شاهان مفتي محرر الشؤون الخارجية ينشر بترتيب خاص مع خدمة كريستيان ساينس مونيتور
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©