معبر تشارلي··تذكار للسياح وألم للألمان

20 جراما من سور برلين نظير 5,40 يورو (7,90 دولار) أو تأشيرة المانيا الشرقية السابقة في جواز سفرك مقابل 3 يورو··إنها بعض الهدايا التذكارية المتاحة عند المعبر الحدودي السابق تشارلي· يسعد السياح الاجانب الذين يزورون العاصمة الالمانية كثيرا بإنفاق أموالهم في شراء تذكارات من المانيا الشرقية السابقة بعد مرور 18 عاما على سقوط السور· وقال كريستوفر سيفورت طالب الكيمياء الذي يقف ثلاث مرات كل أسبوع مرتديا زيا عسكريا سوفيتيا عند معبر تشارلي ويتقاضي 1,5 يورو نظير التصوير مع السياح ''إننا نساعدهم في فهم حقبة من التاريخ''· لكن الالمان الذين عانوا ويلات النظام القمعي في المانيا الشرقية لا يشعرون بالسعادة لرؤية المعبر الحدودي السابق وقد تحول إلى ما وصفه جينس بلانر فريدريش ''مسألة لهو لا معنى لها''، واضاف ''إن معبر تشارلي حيث جازف عشرات من سكان المانيا الشرقية السابقة بحياتهم للهروب عبره إلى المانيا الغربية ليس هو المكان المناسب لجمع أموال من ورائه··اليوم يحيط بالمعبر جو مسرحي حيث يقوم أفراد حرس الحدود المتجهمون مثل سيفورت بتفحص السياح بدقة قبل أن يقوموا بوضع تأشيرة الخروج على جوازات سفرهم''· وقال سيفورت الذي يقوم على خدمة نحو 200 سائح يوميا بهذه الطريقة إن غالبية هؤلاء السياح من الاميركيين، واضاف ''إنهم يشعرون بالاحباط إذا لم افعل ذلك وهم يطلبون تذكارا لشيء لم يعد موجودا''· ومن حين لآخر يأتي المان من الشرق وقد تملكهم الاحساس بالاهانة من حركات التهريج التي يقوم بها سيفورت وممثلون من زملائه ويقولون لهم في وجوههم تبا لكم ألا تخجلون· وقال سيفورت ''انني أحاول أن ادخل البهجة على السياح وهذا هو كل ما في الامر··إننا نحافظ على ذكريات الماضي''· لكن بلانر فريدريش وأقرانه من الضحايا يتذكرون الاشياء من منظور مختلف··إنهم يشعرون بالاحباط تجاه ما يعتبروه صورة مشوهة يكونها الناس عما كانت عليه الحياة في المانيا الشرقية، فإذا كانت الانشطة عند معبر تشارلي تدور من أجل كسب المال وليس ايديولوجية المانيا الشرقية فانهم يرون أن الامر يستحق الانتقاد· وقال الفيس وهو طالب آخر يقف للتصوير مع السياح من أجل المال أنه لايوجد ثمة شيء خطأ في ارتداء الزي العسكري السوفييتي، واضاف ''اعتقد انه شيء عظيم أن يأتي الناس من بلدان مختلفة إلى هنا إلى معبر تشارلي ليلتقطوا الصور معنا''·