مصطفى عبد العظيم (دبي) - أكدت فيونا ولف عمدة حي المال والأعمال في لندن أهمية الدور الذي تلعبه الاستثمارات الإماراتية المتنوعة في دعم الاقتصاد البريطاني، لافتة إلى تطلع الحكومة البريطانية إلى تعزيز التعاون مع دبي لتطوير صناعة التمويل الإسلامي التي تعول عليها في تمويل مشاريع بنية تحتية ضخمة خلال السنوات المقبلة.
وأوضحت أن الحكومة البريطانية لديها اهتمام كبير في توسيع الخدمات الإسلامية، واصفة النمو الكبير الذي الذي يشهده التمويل الإسلامي «بالطبيعي» خصوصاً بعد الأزمة المالية العالمية في 2008، لافتة إلى وجود نحو 25 مصرفاً إسلامياً في المملكة المتحدة، وهي مهتمة بإصدار الصكوك بطبيعة الحال، لكونها تسمح لهم بتعزيز رؤوس أموالها والتوافق مع متطلبات بازل 3.
وأضافت: «بالطبع حي المال والأعمال في لندن لديه خبرة عميقة في ابتكار خدمات مالية، ونحن متحمسون للتعاون مع مراكز مال إسلامية، وخصوصاً دبي التي نعتقد أنها مركز الأعمال الرئيس وجسر مهم يربط الغرب بالشرق، وذلك بهدف تطوير وتنمية صناعة المال الإسلامية في العالم، وتقديم خدمات وأدوات تمويل فعالة للمستثمرين.
وقالت فيونا: «إن هنالك فرصاً كبيرة لتطوير وتنمية الخدمات الإسلامية، وهنالك أعضاء في الوفد المرافق لنا متخصصون بالتمويل الإسلامي، قدموا فكرة دمج عالم الفقهاء بعالم الممارسين في التمويل الإسلامي بهدف توحيد الرؤى وتعميق الخبرات، وذلك للتأكد من أن المنتج متوافق مع الشريعة الإسلامية من جهة وقابل للربح والانتشار تجارياً في الوقت ذاته».
وأشارت ولف خلال مؤتمر صحفي في دبي أمس إلى أن عدد الإماراتيين المقيمين في المملكة المتحدة يصل اليوم إلى 5500 مواطن إماراتي، وأن عدد زائرين المملكة المتحدة من الإمارات يصل إلى 50 ألف زائر سنوياً، منوهة بأهمية وبتنوع الاستثمارات الإماراتية في بريطانيا، خاصة مشروع «لندن جيتواي» الذي تطوره موانئ دبي العالمية، واستثمار شركة مصدر في مشروع مصفوفة لندن لإنتاج الطاقة من الرياح البحرية.
ولفتت إلى أن بريطانيا تسعى لترويج الاستثمارات البريطانية في القطاعات الاقتصادية كافة في الإمارات، خصوصاً في مجال الخدمات التقنية والتطوير العقاري والخدمات الصحية.
وأوضحت أن لندن تنوي التعاون مع دبي في استضافة الدورة العاشرة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي في 2014، خصوصاً بعد نجاح المنتدى العام الماضي في لندن في وضع العديد من مواضيع التمويل الإسلامي على الطاولة، مشيرة إلى أن انعقاد المنتدى في دبي سيكون بمثابة استمرار للمناقشات التي تم طرحها ومعالجتها في لندن.
وأكّدت عمدة حي المال والأعمال في لندن نيّة الحكومة البريطانية السماح للمصارف الإسلامية في بريطانيا بتمويل مشاريع البنى التحتية في المملكة المتحدة التي يصل عددها إلى حوالي 35 مشروعاً ضخماً، تنوي الحكومة البريطانية إنشاءه في المرحلة المقبلة، وأن حكومتها عازمة على إصدار صكوك إسلامية بقيمة 200 مليون دولار في سبتمبر المقبل لتمويل مشاريع البنى التحتية في بريطانيا، مضيفة أن عدد الصكوك المدرجة في بورصة لندن اليوم يصل إلى 38 إصداراً بقيمة إجمالية تصل إلى أكثر من 20 مليار دولار. ويصل حجم أصول التمويل الإسلامية في بريطانيا حالياً إلى 19 مليار دولار من أصل 1.3 مليار تريليون حجم تلك الأصول في العالم.
وقالت: «نحن بحاجة إلى استثمارات ضخمة في البنى التحتية في بريطانيا، ولدينا خطة كبيرة لتطوير تلك المشاريع، ونحن متحمسون لدخول الاستثمارات الإسلامية، والاستفادة من أدوات التمويل الإسلامي في تمويل تلك المشاريع، ونحن نرى فرصاً كبيرة لنمو تلك الاستثمارات خصوصاً، وأن حجمها صغير في الوقت الراهن بالمقارنة مع التمويل التقليدي».
وأكّدت ولف، التي تعتبر ثاني سيدة تقوم بتولي هذا المنصب منذ عام 1189، عمق الروابط الاقتصادية مع الإمارات، لافتة إلى أن دورها سيكون بمثابة سفير لترويج الخدمات المالية البريطانية إلى العالم ومنها دبي التي قالت إنها من المحطات الرئيسة التي تعبر خلالها خدمات المصارف والمؤسسات المالية البريطانية إلى أفريقيا وآسيا، مشيرة إلى أن نسبة مؤسسات المال البريطانية في مركز دبي المالي العالمي تصل إلى 16% .
وأضافت «علاقتنا لا تقوم على التنافس مع دبي بل التعاون معها اقتصادياً للاستفادة من فرص النمو في مجال الخدمات الإسلامية، ومن الطبيعي أن يختار المستثمرون الإسلاميون العمل من خلال دبي».
وأكدت أن العلاقات الاقتصادية مع الإمارات تستند إلى روابط قوية ومصالح مشتركة في القطاعات كافة، ونحن نتطلع كذلك للتعاون مع الإمارات في تنفيذ المشاريع المرتبطة بإكسبو وإدارة هذا الحدث، خصوصاً مع الخبرة الواسعة في هذا المجال، من خلال إنجاح أولمبياد لندن، وتحويله إلى مشروع مستدام.
عدد اليوم
