19 نوفمبر 2007 23:04
كل يوم تبدأ رحلتي وزملائي الساعة الخامسة والنصف صباحا متجهين إلى عملنا في مدينة السمحة، ونظرا للمخاطر التي قد يواجهها مرتادو طريق شارع الإمارات بسبب كثرة الشاحنات وامتلاء الطريق بالسيارات وصعوبة اجتياز الدوارات بسلام بسبب عدم النظام من قبل بعض السائقين وعدم وجود إشارات ضوئية أو رجل مرور ينظم حركة السير، تبدو الدوارات مظلمة كالمقابر تقبض الأرواح وتسلبنا الأمان والطمأنينة لحظة اجتيازها، وما علينا إلا النطق بالشهادتين قبل الاقتراب منها وللتغلب على هذه المخاطر وحرصا على مصلحة العمل وعدم تأخرنا اقترح أحد الزملاء أن نغير مسار رحلتنا اليومية ونركب بطاقة سالك ونمر من شارع الشيخ زايد، فوافقناه الرأي رغم كثرة معاناتنا وأعبائنا المادية التي أثقلت كاهل كل واحد منا وجعلته أسير البنوك·
الطامة الكبرى أننا هربنا من الموت والزحام الذي يلاحقنا في شارع الإمارات إلى زحام وخسارة ونزيف مادي ذهابا وإيابا، خاصة عندما يبشر أحدنا الآخر بأن جسر الشيخ مكتوم مغلق للإصلاحات، فتتورد الوجنتان وتحمر العينان وتتهاوى الدراهم متسللة من بطاقاتنا المعلقة فوق رؤوسنا ، وبعد هذا العناء تعود البسمة إلى محيانا بعد اجتياز البوابتين حتى يبشرنا العاملون بهيئة سالك برسالة تقبض الأرواح·· ''نفد رصيدك، عليك بشحن البطاقة''·· فتتعالى ضحكاتنا ولكنها ضحكات الأسى والحسرة والندم والخسارة·
محمود عبد الباقي
عدد اليوم
