شركات الطيران تبدأ موسم الهجرة إلى الشرق

على الرغم من إبرام اتفاقية ''السماوات المفتوحة'' التي سيتم انفاذها في ابريل من العام المقبل والتي تهدف إلى ازدهار وفتح السفر عبر الأطلنطي على مصراعيه فقد بدأت شركات الخطوط الجوية تنأى بنفسها عن الولايات المتحدة الأميركية وتتجه عوضاً عن ذلك نحو الشرق مدفوعة بنمو قوي واعد في هذه الأسواق ونقص نسبي في التنافسية سوف يتمخض بلا شك عن فائض هائل في هوامش الأرباح· وكما ورد في صحيفة الاندبندنت اللندنية مؤخراً فإن معظم شركات الطيران العالمية بدأت تركز اهتمامها على القارة الآسيوية والدول النفطية حيث شرعت أعداد المسافرين في الازدياد· وكذلك فإن الطفرة التي تشهدها الأعمال التجارية لشركات الخطوط الجوية أخذت تتلقى دعماً ملحوظاً من حركة التصنيع التي تجتاح دولتي الصين والهند واللتين درجتا حالياً على استيراد المزيد من الخبرات في مجالي المالية والبنية التحتية، أما في منطقة الشرق الأوسط فإن مليارات الدولارات النفطية أصبحت تستغل في بناء الوجهات السياحية الفخمة مثلما يحدث في دبي وفي سائر المراكز المالية الناشئة في دول الخليج الأخرى في مسعى لاكتساب مداخيل أخرى إلى جانب ايراداتهم من الموارد الطبيعية التي تمضي إلى شح ونقصان· وإلى ذلك فإن شركة بي أم آي للخطوط الجوية والتي كانت تعرف في السابق باسم شركة بريتش ميدلاند قد تمكنت لتوها من الاستحواذ على 17 مسار جوي جديد بما فيها مسارات للرحلات إلى بيروت وداكار في سيراليون بالاضافة إلى الخرطوم وجميعها عواصم ظلت تعاني من الاضطرابات والحروب حتى وقت قريب قبل أن يصبح هذا الأمر شيئاً من الماضي· أما الآن ووفقاً للبيانات الواردة من منظمة السفر الجوي العالمي (اياتا) فإن الشرق الأوسط أضحى المنطقة الوحيدة التي تتمتع بنمو من رقمين في هذا العام وبشكل جعلها من الأسواق القليلة في العام التي تشهد نمواً سوقياً هائلاً، ففي يوليو من هذا العام ازداد عدد المسافرين من وإلى الدول النفطية بمعدل بلغ 18,8 في المائة مقارنة بنمو لا يزيد على 5,2 في المائة حققته أميركا الشمالية· على أن شركات الخطوط الجوية لم تركز جهودها فقط على اكتساب المسارات الجوية الجديدة وإنما أيضاً على الاستحواذ على حصص ثانوية في شريكاتها من الناقلات، فقد تمكن السير ريتشارد برانسون رئيس مجلس ادارة مجموعة فيرجن الجوية للطيران المنخفض التكلفة لتوه من شراء حصة بنسبة 20 في المائة في شركة آير آسيا بينما نجحت شركة بي ام آي في إطلاق أول مسار لها للرحلات إلى القاهرة في الأسبوع الماضي في نفس الوقت الذي أعلنت فيه عن خطط للتحليق إلى الدمام مركز الصناعة البترولية في المملكة العربية السعودية، أما شركة سنغافورة ايرلاينز فقد حصلت على حصة 24 في المائة في شركة شاينا ايسترن قبل أشهر قليلة من الآن بينما أعلنت سيلفرجيت شركة الطيران التي تتخذ من ليوتون مقراً لها والمتخصصة في سوق رجال الأعمال عن أنها في طريقها للتحليق في أول مسار لها إلى دبي، وفي الوقت نفسه عمدت شركة ايرباص إلى تأسيس أول مركز لها للعمليات في منطقة الشرق الأوسط وهي تأمل في تحقيق نمو بمعدل 400 في المائة في خلال فترة العشرين عاماً القادمة· ويشير السير ريتشارد إلى أن التوجه نحو الشرق إنما يتعلق أكثر من غيره بحركة التصنيع النشطة التي تجتاح دولتي الصين والهند قائلاً ''إن أزمة الديون والضعف الذي استمر يساور قيمة الدولار باتا تعنيان أن الثروة بدأت تتكدس في بعض الاقتصادات الناشئة وبكميات أقل بكثير في المسارات التقليدية· لذا فإن العديد من شركات الخطوط الجوية دائماً ما تتبع الازدهار الذي يلاحق الاستثمارات والأعمال التجارية الكبرى''·