الاستثمارات الخاصة تجني ثمار النمو الاقتصادي وتغير ثقافة المجموعات العائلية

توقع خبراء ماليون أن يسجل قطاع الاستثمارات الخاصة الإقليمي نمواً كبيراً خلال المرحلة المقبلة، في ظل توفر العديد من المقومات الإيجابية خاصة تسارع وتيرة النمو الاقتصادي، وتطبيق العديد من الإصلاحات المالية والاقتصادية، وأعرب هؤلاء الخبراء عن اعتقادهم أن هذا القطاع يواجه في الوقت ذاته تحديات تتمثل في استمرار هيمنة ثقافة المجموعات العائلية وإغلاق الباب أمام دخول شركاء جدد إلى تلك المجموعات، رغم اعترافهم بأن هذه الثقافة بدأت تتغير ولكن ببطء· وقدر الخبراء إجمالي قيمة صفقات الاستثمارات الخاصة المتوقعة بنهاية العام الحالي بحوالي 25 مليار دولار على الصعيد الإقليمي مقابل 14 مليار دولار في العام ·2006 وأشار الخبراء الى أن هناك إدراكا متزايدا لأهمية هذه النوعية من الاستثمارات لتطوير أعمال الشركات وبوجه خاص الأعمال العائلية، كما أن الملكية الخاصة تعد خطوة انتقالية مهمة لتهيئة الشركات الخاصة والعائلية للتحول إلى شركات عامة· وقال سمير الأنصاري الرئيس التنفيذي لشركة دبي انترناشيونال كابيتال الذي كان يتحدث في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر عالم الاستثمارات الخاصة في دبي أمس إن مصر استحوذت على تصيب الأسد من صفقات الاستثمارات الخاصة في المنطقة في 2006 - 2007 بنسبة 60% من الصفقات تلتها الإمارات بنسبة 15% ثم السعودية بنسبة 10%، ثم تتوزع النسبة الباقية على عدد من دول المنطقة مثل البحرين والكويت والأردن· وأشار الأنصاري إلى أن المنطقة تمر بمرحلة نمو كبيرة غير معهودة منذ السبعينات بفضل جهود الحكومات في مجال التنويع الاقتصادي وبفضل ارتفاع أسعار النفط إلى مستويات قياسية، إضافة إلى تحسين أطر العمل، وإدخال العديد من الإصلاحات وتطوير القوانين بما يسهل النمو الاقتصادي الأمر الذي يترك أثراً في تطور قطاع الاستثمارات الخاصة· ويعتقد الأنصاري أن العام 2008 سيشهد نشاطاً ملحوظاً في هذا الصدد، وسيكون عام الاستثمارات الخاصة، موضحاً أن الصفقات من هذا النوع توجهت في الفترة الأخيرة إلى قطاعات مختلفة منها قطاعات المواد الأساسية، والخدمات المالية والعقارات والتجزئة، ويتصدر قطاع المواد الأساسية القائمة وقد كانت صفقة الشركة المصرية للأسمدة هي الأبرز في هذا المجال بقيمة بلغت 1,4 مليار دولار· وانتقل الأنصاري للحديث حول الصعوبات والتحديات التي تواجه هذا القطاع وخاصة استمرار ثقافة المجموعات العائلية التي تجد صعوبة في طرح نسب منها لمستثمرين أو لصناديق استثمار، بدليل أن غالبية صفقات دبي انترناشيونال كابيتال تتم خارج المنطقة، ولكن هذا الوضع يتغير ببطء على حد قول الأنصاري· وأضاف: ان المجموعات العائلية بحاجة إلى هياكل مالية محددة، وإلى سيولة من أجل التوسع، ويمكن لصناديق الاستثمار الخاصة لعب دور مهم في هذا الشأن، كما يمكن لتلك الصناديق لعب دور في توسع العديد من القطاعات بما يوفر فرصا كثيرة، خاصة وأن ما بين 70% إلى 80% من سكان المنطقة تحت سن 25 سنة، واستشهد في هذا الصدد بالتجربة الأوروبية حيث تم توفير مليون وظيفة عبر الاستثمارات الخاصة بين 2002 و·2004 وأعرب الأنصاري عن اعتقاده أن قطاع الاستثمار في الملكية الخاصة سيلعب دوراً مهماً في الاقتصادات الإقليمية خلال المرحلة المقبلة سواء على صعيد تعزيز قيمة الأعمال أو خلق الوظائف، كما أشار إلى أن الفرصة متاحة أمام الشركات العائلية لتنمية أعمالها من خلال صفقات الملكية الخاصة التي تعد مرحلة وسيطة بين الاستثمار العائلي وبين المساهمة العامة· وأشار الأنصاري إلى أن أحد أهم التحديات الأخرى التي تواجه القطاع تتمثل في ندرة المواهب والكوادر البشرية المؤهلة، فالمشكلة هنا لا تكمن في السيولة التي تتوفر بكثافة وإنما في رأس المال البشري المؤهل للاستفادة من تلك السيولة· من جهته قال وليد سركيس مدير عام شركة ''بين كابيتال'' العاملة في مجال الاستثمارات الخاصة إن قطاع الاستثمارات الخاصة يستفيد من تيار العولمة، وهو انتشر عالمياً في السنوات الأخيرة بعدما كان مقتصراً على الولايات المتحدة في فترة من الفترات، وقال إنه يتعين تعليم أصحاب الشركات، وفرق الإدارة بشأن أهمية الاستثمارات الخاصة في توفير السيولة والخبرات التي تسهم في توسعة نطاق أعمالهم وتطويرها· دبي انترناشيونال كابيتال تخطط لإطلاق صناديق جديدة كشف سمير الأنصاري الرئيس التنفيذي لشركة دبي انترناشيونال كابيتال عن خطط من جانب دبي انترناشيونال كابيتال لتأسيس صناديق استثمارية في عدد من الدول العربية على غرار صندوق ''الأردن دبي كابيتال''، حيث أكدت التجربة، حسب قوله، أهمية تأسيس صناديق خاصة تعنى بالاستثمار في دولة بعينها وتكون على دراية بالتطورات التي تحدث في كل سوق وتعرف تفاصيله، بدلاً من التفكير في إنجاز صفقات في أسواق إقليمية متعددة بصورة غير مباشرة· وأشار الأنصاري إلى أن الأردن دبي كابيتال استثمرت بالفعل 70% من رأس المال البالغ 300 مليون دولار، وهو رقم تصور الكثيرون أنه كبير بالنسبة للسوق الأردنية لدى إطلاق الصندوق، ولاشك أن نجاح التجربة يدعونا إلى تكرارها في دول أخرى بالمنطقة· وحسب الأنصاري فقد بلغت قيمة الأصول تحت إدارة دبي انترناشيونال كابيتال في المنطقة حوالي مليار دولار في العام الحالي، ينتظر أن ترتفع إلى 5 مليارات في غضون السنوات القليلة المقبلة· 5 آلاف شركة عائلية في الخليج حسب الإحصائيات يوجد في منطقة الخليج ما يزيد على 5 آلاف شركة عائلية تتجاوز أصولها 500 مليار دولار تغطي 75 بالمئة من الاقتصاد الخاص بالمنطقة، وعلى الرغم من أن المنطقة تتميز بوفرة السيولة إلا أن الصفقات في هذا القطاع تعد محدودة، وهنا يلعب الاستثمار في الملكية الخاصة دوراً مهماً على صعيد إيجاد الهيكل الرأسمالي الفعال للشركات، وإيجاد شبكة العلاقات التي تستفيد منها تلك الشركات، وتحسين مستوى تنمية الثروات لملاك الشركات ناهيك عن تقديم النصح والاستشارات· وأشار الخبراء المشاركون في مؤتمر عالم الاستثمارات الخاصة إلى أن هذا القطاع يعد متأخراً على المستوى الإقليمي قياساً إلى العديد من مناطق العالم الأخرى وخاصة الأسواق المتطورة إلا انه بدأ يتحرك على وقع التطورات الايجابية التي تشهدها دول المنطقة بوجه عام، ودول مجلس التعاون الخليجي بوجه خاص· ويقدر الخبراء حصة المنطقة من هذا القطاع عالمياً بما لا يتجاوز في المرحلة الحالية 2,5 بالمئة·