الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

توجه بكين نحو طهران... حان وقت البدائل الأميركية

توجه بكين نحو طهران... حان وقت البدائل الأميركية
20 نوفمبر 2007 00:05
أشار مسؤولون أميركيون وأوروبيون إلى أن العلاقات المتنامية بين إيران والصين بدأت تضعف الجهود الدولية الساعية إلى ضمان عدم انتقال برنامجها السلمي لإنتاج الطاقة إلى برنامج لتطوير السلاح النووي· وقد أعلنت الإدارة الأميركية وحلفاؤها في الأسبوع الماضي عزمهم فرض عقوبات أممية جديدة على إيران بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة النووية أن إيران فشلت في تقديم أجوبة دقيقة عن الأسئلة المرتبطة بأنشطتها النووية السابقة· ويبدي المسؤولون الأميركيون والأوروبيون قلقاً متزايداً من احتمال معارضة الصين للعقوبات واستخدامها لحق النقض في مجلس الأمن، أكثر من احتمال معارضة روسيا التي دافعت في السابق عن البرنامج النووي الإيراني· وفي هذا الإطار وجه مسؤولون أميركيون يوم الجمعة الماضي تهماً إلى بكين بأنها تتقصد تعطيل العقوبات حماية لمصالحها الاقتصادية· ويعبر عن هذا الأمر ''ستيفان هادلي'' -مستشار الأمن القومي الأميركي- قائلا: ''يتعين على الصين لعب دور مسؤول في الموضوع الإيراني، وعليها أن تدرك أيضاً أنه في العقود المقبلة ستعتمد أكثر على نفط الشرق الأوسط، لذلك يحتاج تطورها إلى شرق أوسط مستقر، والحال أن إيران تملك سلاحاً نووياً، ليس بالوصفة الأمثل لضمان الاستقرار في الشرق الأوسط''· وتستورد الصين 14 بالمائة من احتياجاتها النفطية من إيران التي أصبحت أكبر مزود للصين ومصدراً لما يناهز سبعة مليارات دولار من النفط خلال السنة الجارية، حسب ''ديفيد كيرتش''، مدير إحدى شركات الطاقة· وتحصل إيران في المقابل على أنظمة متطورة للأسلحة من الصين بما في ذلك الصواريخ البالستية، وصواريخ ''كروز''، فضلا عن المساعدات التقنية لتطوير برنامج الصواريخ المحلي في إيران· وبالإضافة إلى ذلك هناك العشرات من الشركات الصينية التي تنشط في شتى القطاعات داخل إيران· وقد ألمحت ''بكين'' عشية الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الصيني ''يانج جيتشي'' إلى طهران في الأسبوع الماضي لإجراء مباحثات مع الرئيس ''محمود أحمدي نجاد'' بأنها من المحتمل أن ترفض الجهود الأميركية الرامية إلى فرض عقوبات جديدة على إيران؛ وفي هذا الصدد قال ''ليو جيانشو''، المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ''نحن نعتقد بأنه على جميع الأطراف التحلي بالصبر والمصداقية بشأن هذا الموضوع، لذا لن تكون العقوبات، خصوصاً الأحادية الجانب، مفيدة في أي شيء''· وكانت الولايات المتحدة قد فرضت في الشهر الماضي عقوباتها الخاصة على الجيش الإيراني، فضلا عن بعض البنوك والقطاعات الصناعية بسبب شعورها بالإحباط من إمكانية تمرير مجموعة ثالثة من العقوبات· ويدعو القراران الأمميان لشهري ديسمبر ومارس الماضيين إلى اتخاذ إجراءات إضافية إذا لم تستجب إيران، في غضون ستين يوماً، لمطالب وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه لتوليد الطاقة، كما لصناعة السلاح النووي، لكن مع ذلك واصلت أميركا دبلوماسيتها طيلة الستة أشهر الأخيرة· ويُرجح الخبراء استمرار العلاقات الإيرانية الصينية الجديدة في إضعاف الدبلوماسية الدولية، لأن الطرفين معاً يتقاسمان رؤية استراتيجية مشتركة· فالبلدان، كما يقول ''إيلان برمان'' -نائب رئيس المجلس الأميركي للسياسة الخارجية- يسعيان إلى احتواء القوة الأميركية والأحادية القطبية· ويضيف الخبراء الأميركيون أن النهم الصيني على الطاقة عزز من تلك العلاقة، لا سيما وأن التوقعات تشير إلى ارتفاع الاستهلاك الصيني من النفط بنسبة 6 بالمائة خلال السنتين المقبلتين· ويوضح ''برمان'' هذه النقطة قائلا: ''لقد تحولت إيران إلى محرك أساسي للنمو الاقتصادي الصيني، ومع أن إيران قد لا تصل إلى مكانة السعودية بالنسبة للاقتصاد الأميركي، إلا أنها على وشك''· ويضيف ''برمان'': ''إننا نضع الصين في موقف صعب للغاية، فنحن نطلب منها الانصراف عن إيران وفي الوقت نفسه لا نقدم أي بدلائل لحصولها على الطاقة، وهو أمر لا يقبله صناع السياسة الذين يهمهم بالدرجة الأولى الحفاظ على النمو الاقتصادي للبلد وتوسيعه، ولا يعني ذلك أنه علينا ألا نطالب الصين بالحد من علاقتها مع إيران، لكنها وضعت جميع بيضها في السلة الإيرانية وعلينا تقديم بدائل''·وتعزيزاً للعلاقات الصينية الإيرانية أبدت بكين مؤخراً استعدادها لمساعدة طهران في إنجاز مشروعين لبناء مصفاتين لتكرير النفط؛ ومن جانبه أعلن الرئيس بوش يوم الجمعة الماضي عقب لقائه برئيس الوزراء الياباني ''ياسو فوكودا'' بالبيت الأبيض أنهما اتفقا ''على أن إيران نووية ستهدد الأمن في الشرق الأوسط وغيره''، لذا فإن الولايات المتحدة وحليفتها الأوثق في آسيا ''متحدتان في جهودهما لتغيير سلوك النظام من خلال الدبلوماسية''· وأضاف بوش قائلا: ''إنه ما لم تلتزم إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم فإن الضغوط الدولية ستستمر، بل وستتصاعد''· ويأتي تقرير الوكالة الدولية للطاقة لهذا الأسبوع ليؤكد بأن إيران وصلت مرحلة تقنية متقدمة استطاعت من خلالها تشغيل ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي، وهو ما يجعلها قادرة على إنتاج ما يكفي من اليورانيوم المخصب لتصنيع سلاح نووي خلال عام واحد، لكن شريطة الاستمرار في الاشتغال دون توقف· روبن رايت عضو هيئة تحرير ينشر بترتيب خاص مع خدمة لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©