الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

نبيل سليمان: الرواية لا حياة لها إلا بالتجريب والمغامرة

نبيل سليمان: الرواية لا حياة لها إلا بالتجريب والمغامرة
20 نوفمبر 2007 00:06
عملا بعد آخر ظلت التجربة الروائية عند نبيل سليمان معنية بسؤال الواقع وتحولاته سياسيا واجتماعيا من جهة، ومن جهة أخرى بسؤال السردي والفني في الكتابة الروائية، وما بين السؤالين كان البحث والتجريب في اللغة السردية ومعها· لذلك فإن الحوار مع نبيل سليمان يمكن أن يذهب في اتجاهات ومسارب متعددة· هي بقدر ما تضيء تجربة ذاتية في الإبداع والكتابة، فإنها تستعيد هواجس الإبداع وأسئلته في حقبة غنية وأساسية من الواقع والأدب وعلاقة الاشتباك الفكري والجمالي بينهما: السؤال القديم * تميزت أعمالك الروائية الأولى بسيطرة الاتجاه الواقعي ثم بدأ التحول في رواية مجاز العشق نحو التجربة الحداثية، فهل عبر ذلك عن حاجة أم جاء ذلك رغبة في مواكبة المنجز الروائي الحديث؟ ** بعد السنين التي قضيتها في كتابة مدارات الشرق نهض السؤال القديم المتجدد مع كل رواية عن المشروع التالي· لم يكن يسيرا أن أخرج من تجربة كتابة ألفين وأربعمئة صفحة في أربعة أجزاء، بكل ما اقتضاه ذلك من البحث في مئات المصادر والمراجع، ومن التفكر فيما بين الرواية والتاريخ والتجربة العربية وغير العربية···الإبداعية والنقدية في علاقة الرواية بالتاريخ· هل أعدد أيضا التفكر في اللغة وبناء الشخصية والتأمل في النصف الأول من هذا القرن على إيقاع نصفه الثاني ونهايته بخاصة: أعني زمن كتابة (مدارات الشرق)· هكذا قد تكون رواية أطياف العرش قد جاءت كمحاولة للخروج من أسر مدارات الشرق· وهكذا تقدمت إلى المشروع التالي مغتسلا من كل محاولاتي منذ ''ينداح الطوفان'' عام ·1970 مجاز العشق * هل أسفر ذلك عن تحول كلي نحو رواية الحداثة كما تقول؟ ** في نهاية عام 1993 شاركت في ملتقى الروائيين العرب الثاني في قابس (تونس) ببحث عنوانه (ما بعد الحداثة في الرواية العربية) وهو ما غدا الفصل الثالث من كتابي (فتنة السرد والنقد)· كنت قد انتهيت في ذلك العام من كتابة مدارات الشرق وشرعت أحاول الخروج من أسرها· ومن تلك المحاولة وتلك التهيئة كان السؤال عن التجربة الحداثية في الرواية العربية وهو السؤال الذي سيتخلّق في السنوات التالية وصولا إلى مجاز العشق· لقد بدا لي أن الرواية العربية تمضي حثيثا نحو منعطف جديد فرحت أتلمسه في أعمال الآخرين، وأحاوله في مشروع روائي سيتعنون بمجاز العشق· وهكذا لا يتصل الأمر بما بعد الحداثة على المستوى غير العربي فكريا أو روائيا أو·· بل هو الالتباس في (ما) بين اسم الاستفهام والاسم الموصول·· بين ماذا بعد الحداثة الروائية العربية، والذي بعد الحداثة في الرواية العربية، تأسيسا على ما شرع يعتور التجربة الحداثية والتجربة التقليدية في الرواية العربية من تأزم، وعلى استثمار ما أنجزته التجربتان، من دون الفخامة اللفظية المتعالية اشتغال الرواية * ثمة تباين في القراءة والموقف فيما يتعلق بعلاقة الرواية بالتاريخ وتوصيف التجارب التي تبحث في الماضي القريب والبعيد عن إجابات على سؤال الحاضر المأزوم· فأين تقف من هذه الإشكالية وكيف تنظر إليها؟ **لا أظن أن اشتغال الرواية على واقعة انقضت منذ 50 سنة أو 500 سنة يكفي لنعت الرواية بالتاريخية· وعلى الرغم مما سبق لي أن ساهمت به في الحوار الدائر في ضوء ذلك أتساءل من جديد: هل باتت رواية ''ينداح الطوفان'' تاريخية لأنها اشتغلت على الخمسينيات ومطلع الستينيات؟ أم إنها ستغدو رواية تاريخية بعد عشر سنوات مثلا! على أية حال إذا كان لا بد من مصطلح الرواية التاريخية للدلالة على الروايات التي تعود إلى زمن مضى ومرحلة انقضت لكن القضية ليست هنا بالنسبة لي ولا في الرواية كما أحسب· هكذا تصوغ القضية سؤالها الروائي والتاريخي· لقد اشتغلت رواية ''مجاز العشق'' على الوثيقة والمرجعية في الزمن والأحداث والوقائع في الراهن، كما اشتغلت رواية ''المسلة'' على ذلك في السبعينيات وكما اشتغلت رواية ''هزائم مبكرة'' على ذلك في الخمسينيات والستينيات أو أطياف العرش في النصف الأول من هذا القرن، فلماذا تكون هاتان الروايتان وحدهما تاريخيتين!؟ لقد تواتر السؤال عن الرواية التاريخية، وتضاعف التباسه مع الفورة الروائية منذ مطلع الثمانينات والتي حاولت قراءة مقدمات ما آل إليه القرن العشرون عربيا· ويبدو أن كثيرين من النقاد والقراء يلاقون تلك الفورة بما ألفوه من لوكاش إلى سواه· لكن الأولى هو توليد أسئلة جديدة، والاجتهاد في إجابات جديدة بالاستفادة من لوكاتش أو سواه، وبتجاوز لوكاتش أو سواه، وهذا ما حاولته منذ غرقت في (مدارات الشرق)، من دون خوف ولا مكابدة ولا استحياء، وعلى الرغم من أنني كنت حتى منتصف الثمانينات أردد قول لوكاتش أو سواه بالرواية التاريخية·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©