الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

خزيمة علواني: عودة الفنان إلى التراث الفني هي عودة إلى الهوية

خزيمة علواني: عودة الفنان إلى التراث الفني هي عودة إلى الهوية
20 نوفمبر 2007 00:08
خزيمة علواني صاحب تجربة فنية طويلة، فالرجل الذي ولد في العام ،1934 بدأ مشواره الفني مبكراً، وبعد حصوله في العام 1961 على دبلوم الرسم والتصوير الزيتي، وفي العام 1964 على دبلوم في هندسة الديكور المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، من أكاديمية الفنون الجميلة في روما، عاد إلى سوريا ليعمل في الديكور للتلفزيون والمسرح القومي، كما عمل أستاذاً في كلية الفنون الجميلة بدمشق لعدة سنوات· حصل على الدكتوراه من البوزار، باريس· أنتج 16 لوحة جدارية في كل من سوريا وبلجيكا، شارك في عدد كبير من المعارض الفردية والجماعية في سوريا وخارجها· تأصيل الفن لم يخرج خزيمة علواني كثيراً عن الموضوعات التي اعتاد المتلقي أن يراها في أعماله، فقد تناول علواني في لوحاته نفس الموضوعات والرموز، الحصان العربي الأصيل، طبيعة صامتة، وحرائق مشتعلة، حمامة سلام جريحة، طيور جارحة وشخصيات إنسانية، بحالاتهم الفجائعية وألوانهم وأشكالهم الغرائبية التي يتداخل فيها الشكل الإنساني بالشكل الحيواني في أجواء أسطورية سريالية، برؤية فنية جديدة للتعبير عن الشر والهمجية والقتل والوحشية والحالة المزرية التي وصل إليها الإنسان والبشرية في هذا العالم المتوحش· يستقي علواني لوحاته من مصادر متنوعة، من الحضارات الشرقية القديمة، بابلية، آشورية، مصرية، ومن التراث العربي الإسلامي، كل أعماله فيها شيء أو رمز من هذا التراث الحضاري العريق، أختام أسطوانية، اللبوة الجريحة، الحمامة، الحصان العربي، ومن الفنون الغربية أيضاً· عاصر فنانين غربيين كباراً أمثال بيكاسو وماتيس، أحب فنهم وأعمالهم، ويعتبرهم أساتذته، ولكن إعجابه بهم لم يمنعه من تطوير تقنياته الفنية، فمن وجهة نظره، لا يكفي الفنان أن يحصل على شهادات فنية عليا من أكاديميات باريس وروما حتى يصبح في القمة· ومن مفارقات تجربته أنه اكتشف معظم تراثنا الحضاري والفني وهو يبحث عن تقنيات فنية جديدة في أوروبا فوجد تراثنا هناك في متاحف أوروبا· لوحة الهوية ويعتبر علواني أن عودة الفنان العربي إلى تراثه الحضاري والفني والبحث فيه هي عودة إلى الهوية والأصالة· وهو يعيش اليوم قلق الهوية، يعيش الغزو الثقافي وصراع الحداثة مع الأصالة، وهو صراع قوي ومستمر· ويعتبر أن الفن له علاقة بكل شيء في الحياة، له علاقة بالفكر والسياسة ومشكلات الشعوب والهوية، ربما لا يفكر الفنان للوهلة الأولى بهذه الأمور ولكنه يجد نفسه معنياً بها، ويصبح هاجسه وواجبه، ووظيفة فنه البحث عن هويته وأصالته وتراثه للوقوف في وجه الغزو الثقافي· يرسم علواني حالات الألم التي يعانيها الحصان العربي الجريح من كثرة وشدة الطعنات التي توجه له، والحصان في أعماله رمز عظيم من رموز العروبة· وهو يختار الألوان المعبرة حسب الحالة التي يمر بها الحصان، أو حسب التجربة والحالة التي يمر بها شخصياً، أو حسب الأفكار الجديدة التي يريد أن يعبر عنها في اللوحة· ولا يرسم علواني الحمامة بالشكل والمعنى التقليدي التي رسمها فيه بيكاسو والكثير من الفنانين غيره، لأن الحمامة حسب علواني لها علاقة بالثقافة والعروبة والموروث الديني، وهي بهذا المعنى رمزاً كبيراً في تاريخنا مثلها مثل الحصان· الأطلال في الفن يعتبر علواني أن للاطلاع في الفن أهمية كبرى، لأن الفن قبل كل شيء خبرة بصرية فإن تراكم الخبرة البصرية ضروري جداً للفنان، طبيعة اللون تختلف مع ازدياد خبرته البصرية، لا يمكن أن يكون هناك فن بدون اطلاع مستمر على فنون الآخرين· الموهبة الفنية لا تكفي لإنجاز فن مهم، ناهيك عن تراكم الفكر وتطوره، الاحتكاك مع الفنانين والفئات الفكرية والثقافية، والاطلاع على النقاشات الفكرية والثقافية الدائرة هناك، والمشاركة في النشاطات الاجتماعية والسياسية، كل هذه الأمور تطور مدارك الفنان ووعيه وطريقة تفكيره·
المصدر: دمشق
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©