السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

لن أجلس في المقهى !

لن أجلس في المقهى !
20 نوفمبر 2007 00:08
لدينا في أبوظبي مؤسستان ثقافيتان نعتز بوجودهما، ويفترض أنهما تقودان العمل الثقافي وهما المجمع الثقافي واتحاد كتاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي· ويحاول أحدنا قدر جهده أن يتواصل مع الجهتين إلا أن أمرا ما يعوقه، فحين يتعامل المحاضر مع الحضور على أنهم طلبة، فإنه يفقد رونقه وثقله الإبداعي والثقافي ويتحول إلى معلم، بينما الحضور لم يأت بهدف التعلم وإنما التفاعل، ناهيك عن إطلاق مقولات في حاجة إلى تمحيص وبحث عميقين قبل إعلانها لتأخذ شكل المانشيت في وسائل الإعلام، وآخرها إطلاق الناقد سعيد يقطين مقولة أن الأدب العربي يتراجع مقارنة بالستينيات والسبعينيات، وكان قد أطلق قبله مقدمه الشاعر محمد ولد عبدي مقولة أن الثقافة العربية مستقبلة وليست إبداعية، وهو كلام يحتاج إلى شواهد بعد اكتمال المسح الحقيقي وتعريف كلمة الثقافة في الأصل· أما اتحاد الكتاب في أبوظبي فلم يعد يشهد الإقبال الذي شهده في بداية تسلم الأخ الشاعر كريم معتوق لإدارة الفرع، ناهيك عن أن النشاط بات يحتكره نفر محدود جدا، ولولا التغطيات الإعلامية لرقص الضيوف في العتمة، وفي الواقع شعرت بالحزن وأنا أسمع تساؤلا: لماذا لم يعد يأت الناس والأدباء إلى النشاط؟ بينما الإجابة تكمن مبتسمة خلف الميكروفون· نحن أمام أزمة فعلية في إدارة النشاط الثقافي، وكيفية إخراجه بالصورة الأجمل للناس، نحن أمام سؤال أزلي رغم بساطته: ماذا نريد من النشاط الثقافي، وكيف يجب أن يظهر النشاط، كيف نجذب الجمهور بل كيف نربي الجمهور؟ إننا نخشى أن يكون النشاط الثقافي قد تحول إلى جزء من ديكور المؤسسة الثقافية، وهذا يعني أن النشاط بات إجرائيا يحسب في الجرد السنوي، ولم يعد تحقيقا لأهداف مرسومة في الأنظمة الداخلية، إن هذه الاستراتيجية غير المكتوبة تدمر صورة المؤسسة ولا تدعم مشروعها الرئيسي، كما أن غياب المراقبة الحقيقية والمحاسبة الداخلية والمراجعة الدورية، وتحول الإعلام إلى ناقل حرفي وسكوته عن الممارسات (الشاذة)، يغري كثيرين بالاستمرار في نفس النهج الذي لا يؤسس لشيء، ويبقى الحال على ما هو عليه، وعلى المتضرر الجلوس في المقهى أو في البيت، (واللي ما عاجبه يضرب رأسه ··)· إنه لأمر محزن بعد عشرين سنة من ممارسة النشاط أن تبقى المؤسسات في حالة استجداء للحضور، وهذا يعني أن سياستها لم تنجح في استقطاب فرد واحد كل عام، أما الأكثر حزنا فهو حساسية البعض من أي رأي نقدي، إذ سينبري من يقول: ولم لا تحضر سيادتك؟ وردي سيكون: لقد تخرجنا من مقاعد الدراسة قبل عشرين عاما، ومللنا من الضحالة واجترار البديهيات وألعاب اللغة وتكرار الأشخاص· نقطة ضوء: فكرة الأخ المبدع محمد المزروعي حول أهمية وجود ميادين في المدن، فكرة أكثر من رائعة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©