محمد بن راشد: مشروع النهضة ماضٍ بثقة واقتدار

افتتح صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمـــــد بن زايـــد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة قبل ظهر أمس دور الانعقاد العادي الثاني من الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي· وخاطب سموه رئيس وأعضاء المجلس مفتتحا الجلسة قائلا ''على بركة الله وبتوفيقه نفتتح جلستكم المباركة ونرجو الله العلي القدير أن يكون هذا الافتتاح افتتاح خير وبركة للعباد والبلاد ووفقكم الله''· وقد ألقى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ''رعاه الله'' كلمة فيما يلي نصها: أخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات· السيدات والسادة أعضاء المجلس الوطني الاتحادي الحضور الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته باسم الله تعالى وبتشريف من صاحب السمـــــو الشيــــخ خليفـــة بن زايـــد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' نفتتح دور الانعقاد الثاني من الفصل التشريعي الرابع عشر للمجلس الوطني الاتحادي وقد مر على مسيرته نحو خمسة وثلاثين عاما من الإنجاز المخلص إسهاما في تعزيز التلاحم الوطني وتأكيد نهج الشورى ومشاركة فاعلة في ملحمة البناء والنهضة والتقدم وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين· ذكرى الاتحاد يجيء انعقاد دورتكم الجديدة هذه عشية الذكرى السادسة والثلاثين لقيام اتحادنا المجيد وهي ذكرى تحفزنا للمضي قدما في إنجاز مشروع النهضة الشامل ونحن مسلحون بالعزم والتصميم على تحقيق أهدافنا مستلهمين ميراث آبائنا متسلحين برؤية مستقبلية طموحة وبرنامج شامل للعمل الوطني وخطة استراتيجية للحكومة ومعتمدين بعون الله تعالى على سواعد أبناء وطننا وطموحات شبابنا الذين نتوقع منهم الكثير· الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني: إننا نستشرف مرحلة تحول كبرى تستهدف إصلاح وتطوير الأنشطة والمؤسسات والنظم والتشريعات وقد نجحنا بالفعل في التأسيس للخطوة الأولى لما نسعى له بإنجاز استراتيجية الحكومة الاتحادية وإطلاقها في أبريل الماضي وما أعقبها من قوانين وقرارات وإجراءات لإعلاء مفهوم العمل وتعظيم دور المواطن وإعداد القيادات والوسطية وتحديث قانون الخدمة المدنية بما يضمن تطوير الأداء وتشجيع المبادرات ومكافأة المتفوقين وفتح السلم الوظيفي أمام القيادات الواعدة· وتحقيقا للاستقرار الأمني والاجتماعي والاقتصادي للوطن ومواطنيه ودعما للمسيرة الاتحادية المظفرة شهد العام اهتماما كبيرا بقضيتي التركيبة السكانية وهيكل سوق العمل وجهودا إجرائية واضحة لزيادة الموارد المالية المتاحة للحكومة الاتحادية بما يدعم ميزانيتها ويمكنها من إنجاز برامجها الموجهة لتطوير الإنسان وإطلاق طاقاته والارتقاء بالبنى الأساسية وتطوير المرافق والخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية والأمنية والثقافية على امتداد هذا الوطن· الأداء السياسي والاقتصادي وقد ترافقت مع هذه الإنجازات التطويرية إنجازات مهمة على مستوى الأداء الاقتصادي والسياسي والاجتماعي فقد واصل اقتصادنا تحقيق معدلات نمو عالية وارتفعت مساهمة القطاعات غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي ويتوقع أن ترتفع الاستثمارات بنسبة 18 إلى 20 بالمائة عن العام الماضي كما حققت دولتنا تقدما كبيرا في استخدام التقنية الحديثة محتلة مراتب متقدمة على مستوى العالم· أبناء الوطن إن هذه الإنجازات التي تستهدف الانتقال بالإمارات إلى مصاف الدول الأكثر تقدما لن تكتمل دون تفعيل مشاركة المواطنين في الأنشطة الاقتصادية كافة وأقول لأبنائنا وبناتنا أنتم الوطن وأنتم التنمية المستدامة التي نسعى إليها ومشروع النهضة الذي نتطلع إليه لن يكتملا من دون جهودكم وتقديمكم المثل الأعلى في الانتماء والولاء وبذل الغالي والنفيس من أجل رفعة الوطن وعزته وتقدمه، وبدورنا سنواصل الجهود لتأهيل أبنائنا وبناتنا وتزويدهم بمهارات إطلاق الأعمال وتشجيعهم على الريادة والابتكار ومساعدتهم في تأسيس مشاريعهم الخاصة وإدارتها· زمن المتغيرات الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي: إن الحياة مجموعة من الفرص المتاحة وفي زمن المتغيرات الكبرى مثل زماننا هذا تتعدد الفرص لكنها تمر مسرعة ولاتنتظر أحدا فالزمن لا ينتظر وسباق التنمية لا يتوقف والمنافسة على التميز تزداد اتساعا ·· ونحن مصممون على اغتنام الفرص المتاحة لتتمكن نهضتنا الكفيلة بتحقيق التقدم المعرفي والحضاري لدولتنا ومجتمعنا· هذا التصميم هو الذي يفسر ضخامة البناء والإصلاح والتطوير في كافة أرجاء دولتنا وهو الذي يفسر حرصنا على سرعة التنفيذ والإنجاز ·· ومن طبيعة الأشياء أن يصطحب كل عمل ضخم وسريع آثاره الجانبية ·· ونحن نرصد هذه الآثار ونتابعها ونتعامل معها بكفاءة واقتدار· التجربة السياسية وعلى المستوى السياسي مازلنا على وعد قطعناه أن نصل بالتجربة السياسية الإماراتية إلى مقصدها بتوسيع نطاق المشاركة وتعزيز دور المجلس الوطني الاتحادي الموقر كسلطة رقابية قائدة ومرشدة ونتطلع إلى مشاركة حقيقية من مجلسكم الموقر في دعم الحكومة وسياساتها بالرؤى والأفكار بما يدعم ويزيد من فعالية برامجها لتوظيف كامل القدرات البشرية المواطنة وتحسن جودة خدمات التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية وتطوير القوانين والتشريعات بما يحفظ للوطن خصوصيته وللمواطن هويته وأمنه في ماله ورزقه واستقراره إضافة إلى بلورة أفكار ومبادرات لتحديث علاقة الدولة بالمجتمع وإبراز دولتنا كنموذج لمجتمع مدني عصري متطور منفتح ومشارك· التقدم السريع الأخوة والإخوات··إن حيوية دولتنا وتقدمها السريع في جميع المجالات عزز مكانتها الإقليمية والعربية والدولية وجعل صوتها مسموعا وتأثيرها فاعلا ودورها مطلوبا وستظل دولتنا كعهدها دائما محضر خير ورسالة محبة وسلام وبناء ونماء وستظل سياستنا الخارجية مرتكزة على قواعدها الثابتة وأسسها الواضحة ··الالتزام بمبادئ القانون الدولي وحسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الآخرين وبناء العلاقات الثنائية على أسس المصالح المتوازنة والاحترام المتبادل وحل الخلافات بالوسائل السلمية ودعم العمل العربي المشترك والوقوف إلى جانب الحق والعدل ومساعدة الأشقاء والأصدقاء والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين· الصعيد الخليجي وسنواصل على الصعيد الخليجي التشاور والتنسيق مع إخواننا قادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، مقدرين موقفهم الثابت في دعم مطالب دولتنا بإيجاد حل سلمي لاسترجاع جزرنا المحتلة عن طريق التفاوض المباشر أو إحالة النزاع إلى محكمة العدل الدولية لإنهائه وفقا لمبادئ القانون الدولي· فلسطين وإننا إذ نتابع بألم استمرار معاناة الشعب الفلسطيني جراء استمرار إسرائيل في حصاره واحتلال أراضيه وإعراضها عن الاستجابة لدعوات إحلال السلام العادل والدائم فإننا نؤكد مواصلة مساندتنا للشعب الشقيق وندعو قيادته إلى وضع حد لخلافاتها والتأسيس لمرحلة جديدة تعزز الموقف الفلسطيني وتمكنه من تحقيق أهدافه في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف كما نتابع بقلق بالغ أوضاع العراق الشقيق ونتطلع إلى يوم تتفق فيه القيادات وتتمكن من حشد الجهود وتوجيه طاقات العراق الكبرى للإعمار والبناء والتنمية ·· أما لبنان الشقيق فإننا ننظر بأمل إلى المساعي المبذولة في هذه الأيام لإخراجه من أزمته الراهنة ونرجو لقيادته النجاح في بلورة اتفاق شامل حول كافة القضايا الخلافية· تحية وتقدير الأخوة والأخوات أعضاء المجلس الوطني الاتحادي في ختام حديثي من على منبركم هذا نتوجه بالتحية والتقدير إلى إخواني أصحاب السمو أعضاء المجلس الأعلى للاتحاد حكام الإمارات على جهودهم الخيرة في تعزيز أركان الاتحاد وعملهم المتواصل في بناء الدولة وتقدمها ·· كما نتوجه بالتحية والتقدير إلى كل مواطن ومواطنة ساهم بعمله وجهده في بناء اتحادنا الغالي ووطننا العزيز ·· ونحيي قادة وضباط وأفراد قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الذين يسهرون على حماية الوطن وصيانة المكتسبات والحفاظ على الأمن والاستقرار· نشكركم أيها الأخوة الأعضاء أنتم ومن سبقكم في هذا المجلس فقد كنتم عند حسن الظن بكم وأديتم واجبكم بأمانة وإخلاص وننتظر منكم المزيد من الجهد والعطاء فمسيرة العمل الوطني ماضية في طريقها إلى الأمام بثقة لاتعرف التردد وخطى لا تعرف التراجع وطموحات لاتحدها حدود· أعانكم الله ووفقكم ورعاكم وسدد على دروب الخير خطاكم· والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته· الحضور حضر جلسة الافتتاح سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي وزير المالية والصناعة وسمو الشيخ سلطان بن محمد بن سلطان القاسمي ولي عهد ونائب حاكم الشارقة وسمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي ولي عهد ونائب حاكم رأس الخيمة وسمو الشيخ سعود بن راشد المعلا ولي عهد أم القيوين وسمو الشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان وسعادة عبد العزيز عبدالله الغرير رئيس المجلس الوطني الاتحادي· كما حضر الجلسة الافتتاحية سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية وسمو الشيخ الدكتور سلطان بن خليفة بن زايد آل نهيان وأصحاب المعالي الوزراء وأعيان البلاد ورؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدون لدى الدولة· رئيس الوزراء الإيطالي يحضر جلسة الأحد المقبل يحضر دولة روماني برودي رئيس وزراء ايطاليا يوم الأحد المقبل جلسة للمجلس الوطني الاتحادي أعلن عنها أمس سعادة عبد العزيز عبد الله الغرير رئيس المجلس خلال الجلسة الأولى للمجلس في دور انعقاده العادي الثاني من الفصل الرابع عشر· ويلقي رئيس الوزراء الإيطالي خلال هذه الجلسة كلمة حول العلاقات بين الإمارات وإيطاليا وسبل تطويرها كما سيتناول في كلمته الوضع الدولي· وطلب سعادة رئيس المجلس من الأعضاء التواجد في التاسعة والنصف من صباح ذلك اليوم لأهمية الجلسة التي من المحتمل أن يواصل المجلس فيها مناقشة بقية المواضيع التي لم يتمكن من بحثها خلال جلسة أمس نظرا لأن جزأها الأول خصص للكلمات المتعلقة بالافتتاح الرسمي لدور الانعقاد الجديد·