اليمن: حملة اعتقالات للمشاركين في احتجاجات الجنوب

واصلت القوات الأمنية اليمنية حملة اعتقالات واسعة للنشطاء الضالعين في التحركات الاحتجاجية التي اندلعت في الجنوب منذ الأحد الماضي، وشهدت محافظة لحج الجنوبية مركز الاحتجاجات أمس هدوءاً حذراً· وقال شهود عيان إن أجهزة الأمن اعتقلت خمسة من اساتذة كلية التربية بمحافظة لحج، وواصلت تعقب العشرات من الأشخاص المطلوبين في الإضرابات الأخيرة التي جاءت على خلفية رفض التحاق شبان جنوبيين في الجيش بعد تقديمهم طلبات للتطوع· واتهم الامين العام للحزب الاشتراكي المعارض ياسين نعمان السلطات اليمنية بتعمد تجاهل اطروحات القوى السياسية وحملها مسؤولية التداعيات الأخيرة وكل ما يترتب على ما وصفه بحملة الاعتقالات العشوائية· في المقابل شن حزب المؤتمر الشعبي العام (الحاكم) والنقابات الموالية له هجوماً عنيفاً على الاحتجاجات وأكدت في بيانات عديدة أن المتظاهرين قاموا بأعمال تخريبية وبالاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة وقطع الطرق· واتهم الحزب الحاكم المحتجين بمحاولة ''إحياء تلك الأحداث المأساوية المريرة التي شهدها شعبنا في صيف 1994 (حرب الانفصال) مدفوعين بصورة واضحة وجلية من قبل قوى فقدت مصالحها ولم تسلم بقواعد الحياة الديمقراطية السليمة''· في المقابل، أكد محللون سياسيون أن الحزب الحاكم لم يتعظ من دروس الماضي القريب خاصة حرب صيف ·1994 ولليوم الثاني على التوالي نظمت أحزاب اللقاء المشترك اعتصاماً في مقر اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني في العاصمة حضره كل أمناء أحزاب الاشتراكي وأعضاء المكتب السياسي للاشتراكي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية ونشطاء حقوقيون وذلك تضامناً مع المعتقلين في المحافظات الجنوبية· وقال ياسين نعمان إن الاعتقالات التي نفذتها السلطات أخيراً وطالت قادة اشتراكيين ونشطاء في الحركة الاحتجاجية الجنوبية ''تعبير عن توجه جديد الهدف الأساسي منه ضرب المشروع السلمي الديمقراطي''· على صعيد آخر، تعقد اللجنة الرئاسية اليمنية المكلفة بالاشراف على تنفيذ الاتفاق مع المتمردين ''الحوثيين'' غداً السبت اجتماعاً لبحث الخروقات التي حدثت في بعض المناطق، في الوقت الذي اجتمع فيه رئيس الوفد القطري (الوسيط) مع عبدالملك الحوثي لبحث كيفية تطبيق بعض بنود الاتفاق وخاصة الخاص بالإفراج عن المعتقلين من ''الحوثيين''·