الأربعاء 17 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هكذا عادت الأزمة اللبنانية إلى نقطة الصفر

هكذا عادت الأزمة اللبنانية إلى نقطة الصفر
20 نوفمبر 2007 02:07
بدا واضحا امس ان الجهود المكثفة لإخراج رئيس توافقي في لبنان عادت الى نقطة الصفر في ظل محاولات عربية ودولية متسارعة للإنقاذ يبدو متعثرا الى الآن· ولم تشهد أي انتخابات رئاسية لبنانية وربما غير لبنانية أيضا مثل هذا الاهتمام غير المسبوق مما يجعل من الاستحقاق الرئاسي استحقاقا دوليا-إقليميا بامتياز· ووفق الاجواء والتسريبات والشائعات فإن اللائحة التي قدمها البطريرك الماروني نصر الله صفير لاختيار مرشح توافقي لم تنجح في أن تشكل الإطار الصالح والمدخل الآمن الى انطلاق هذا التوافق على أي من الأسماء التي تضمنتها· وهذا الواقع برز جليا بعد اللقاء الاخير الذي جمع رئيس البرلمان نبيه بري وزعيم الاكثرية النائب سعد الحريري اللذين لم يتوصلا الى توافق على اسم أو أكثر رغم الاتصالات التي أجراها كل منهما مع الجانب الذي ينتمي إليه حيث رفض فريق 14 مارس (الاكثرية) مجمل لائحة صفير وتمسك بمرشحيه مع انقسام بشأن طرح اسم النائب روبير غانم الذي لا ينتمي اليه· في حين رفضت المعارضة النائب غانم بالمطلق· واصطدمت اللائحة ايضا بالآلية التي يجب اعتمادها إذ ظهر موقف من مسيحيي الاكثرية رافضا لها عبر عنه المرشح بطرس حرب عبر معارضته تفرد بري والحريري بتصنيف المرشحين التوافقيين، إضافة الى اعتراضات مسيحية اخرى على تقديم بكركي لوائح بدلا من أن تكون هي في موقع من ترفع إليه اللوائح· في حين انطلقت اتصالات بين زعيمي المعارضة والاكثرية المسيحية ميشال عون وسمير جعجع تتمحور حول اسقاط مبادرة بكركي وبالتالي اللائحة الرئاسية المنبثقة عنها لاسيما انهما متضرران من مضمونها الذي يقصيهما بشكل غير مباشر· وقال جعجع معترضا على ما وصفه بـ''صفقة'' بري والحـــريري ''هذه ظاهرة غير ديمقـراطية··لا يحــق الاّ للمسيحيين التوافق فيما بينهم على اسم مرشح للرئاسة لأن هذا الموقع يخصهم حصراً ولا يخص المسلمين''· فيما رد النائب علي خريس المقرب من بري بالقول ان رئيس البرلمان يفاوض باسم المعارضـــــة بأجمعـــــــها وان لبنـــــــان لا يمكن ان يبنى الا بالتوافق وبالوحدة وليس بسياسة الغالب والمغلوب''· هكذا اشتعلت حرب الفيتوات ومحرقة الأسماء والتي تبدو نيرانها غير بعيدة عن الجلسة المقررة غدا لانتخاب الرئيس· وكان لافتاً ان البطريرك صفير سارع ايضا الى التنصل من مسؤولية تحميله تبعات الازمة، وابلغ وفداً من نقابة المحررين زار بكركي انه قدم اللائحة لكي لا ينسب اليه انه المسؤول عن انجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال ان اجراء الانتخابات الرئاسية ليست من السهولة بمكان وقال ''القضايا المتنازع عليها كثيرة وأتمنى الا يكون في لبنان رئيسان''· وقالت مصادر بكركي لـ''الاتحاد'' ان صفير كان يعلم ان الاسماء التي سيطرحها ستحرق والدليل على ذلك ما جرى للاسم الذي تردد بأنه قد يكون الاوفر حظاً وتوافقاً وهو الوزير السابق ميشال إده اذ اتهم علناً من قبل الاكثرية بأنه زار دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الاسد مما حمله الى المسارعة الى نفي صحة هذا النبأ، وقال بعد زيارته النائب عون ''انا لا اخجل مما افعله ابداً ولكن لم ازر دمشق منذ 3 سنوات''· وتردد ان فريق الاكثرية اعترض ايضا على تسمية قائد الجيش ميشال سليمان كمرشح توافقي· فيما رد فريق المعارضة برفض حاكم مصرف لبنان رياض سلامة الذي اقترحته بعض اقطاب الاكثرية كمرشح توافقي· وإذ عاد وزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير الى لبنان وايضا الامين العام للجامعة العربية عمرو موسى الى جانب توقع زيارات اخرى، بدا واضحا أن الاستحقاق الرئاسي بات نقطة جذب دولي وإقليمي واسع ما جعل التوافق اللبناني رهنا بسلسلة توافقات دولية دولية ودولية إقليمية وإقليمية إقليمية وحتى عربية عربية يستحيل التخلص من شباكها وتعقيداتها وضغوطها الا بمعجزة·
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©