الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ثلاثية الدال».. تعكس حركة الزمن وتحول الأشياء

«ثلاثية الدال».. تعكس حركة الزمن وتحول الأشياء
1 مارس 2018 22:55
محمد عبدالسميع (الشارقة) ضمن فعاليات منتدى السرد استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات بمقره بالشارقة، أمس الأول، الناقدة د. مريم الهاشمي في محاضرة بعنوان «التأريخ في الرواية الإماراتية»، قدمت خلالها قراءة نقدية لرواية (ثلاثية الدال) للروائية نادية النجار. وذلك بحضور المؤلفة وجمهور من المثقفين والروائيين. أدار المحاضرة القاص الإماراتي محسن سليمان عضو مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات ورئيس منتدى السرد. تناولت المحاضرة الواقع الأدبي في دولة الإمارات، ونشأة الحركة الأدبية الحديثة والحراك الثقافي والرواية كجنس أدبي فرض حضوره بقوة في الساحة الأدبية الإماراتية. وأشارت الهاشمي إلى أن الرواية تركز على فعاليات التغير على كل من المستوى الفردي ومستوى المؤسسات الاقتصادية، وتعطي إحساساً واضح الحدة بحركة الزمن وتحول الأشياء. وأكدت على أن تصوير التجارب الواضحة عبر الزمن يمنح الرواية قوة متميزة، تعيدنا إلى ذواتنا الطفولية وتقودنا عبر رحلة نحو قرية أو مجتمع أو أمة كاملة. وقالت الهاشمي إن القارئ لرواية «ثلاثية الدال» يجد أنها إماراتية النكهة والرائحة، لما فيها من تأريخ لحقبة من الحقب التي مرت على المنطقة وتحديداً فترة بداية ستينيات القرن الماضي، حيث تتداخل الخيوط مع القارئ لتندمج مع ما تختزنه الذاكرة وتستدعيه. فهناك التصوير للسفن البريطانية التي كانت تقل الركاب بين أهم موانئ المنطقة (مسقط، دبي، بومباي)، وذكر للكثير من الألفاظ المميزة والدارجة في المنطقة، وتعريف بالثقافات التي كانت سائدة في ذاك الوقت (الفارسية والهندية). وهي كلها أمور تؤكد مدى ثقافة الروائية ودقة عرضها. وأوضحت الهاشمي أن الروائية أرخت وجسدت كل تلك الثقافات على ظهر سفينة «دارا» المنكوبة التي شهدت كل أحداث الرواية، حيث كان هناك توجيه العدسة نحو نماذج من السلوك الإنساني، والمواقف الحاسمة بين الشخصيات، والمشكلات الذاتية وتصادمها مع الجديد من التغيرات المجتمعية بعد اكتشاف النفط، والرغبة في الوصول إلى الحقيقة. وأكدت الهاشمي على أن «ثلاثية الدال» وفقت في تقديم تشخيص ناجح للمواقف الأخلاقية والنفسية، فكل الأحداث تتسلسل وتتداخل مع الحريق على ظهر السفينة ومحاولات النجاة إلى قتل فرحناز وموت زوجة خلف وابنته وضياع ابنه جمال بين جموع البشر، وقصة دانة مع ناصر. واختتمت الهاشمي: «الروائية تجعلنا نتساءل حقاً عن الهدف والبحث عن حقيقة الذات وأصل الانتماء!!. ونقول على لسانها (هل نحن ما نولد عليه أم ما نتربى عليه) وكيف السبيل إلى التخلص من القيود ومن الذات التائهة!! وهل الأصل يعطي هذا الانتماء والاتزان النفسي؟ أم الأسرة، أم الوطن، أم كل ذلك». وتحدثت الروائية نادية النجار عن فكرة الرواية قائلة: ما زالت أسرار غرق السفينة «دارا» تداعب مخيلة الكتاب والروائيين والباحثين. والتي أبحرت من ميناء البحرين صبيحة السادس من أبريل عام 1961 وعقب وصولها إلى دبي أبحرت باتجاه كراتشي، ثم هبت عاصفة وحدث انفجار أسفل السفينة أدى إلى غرقها. وتعتبر هذه الكارثة من أسوأ الكوارث البحرية في الخليج العربي، الأمر الذي دفعني إلى التساؤل والبحث لمعرفة أسباب وقصص الناجين حتى جاءتني الفرصة لكتابة هذه الرواية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©