الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المال العابر··· للعالم

20 نوفمبر 2007 22:43
يتدفق المال بكميات قليلة عابرا الحدود، 200 دولار أو 300 دولار، ليسمح بشراء دقيق الذرة والأرز والبذل المدرسية للأبناء ويُبقي صاحب الشقة المستأجَرة بعيدا· ولكن العدد الإجمالي ضخم، إذ يحول المهاجرون من البلدان الفقيرة إلى أوطانهم نحو 300 مليار دولار سنويا، وهو ما يفوق مجموع المساعدات الخارجية العالمية بأكثر من ثلاث مرات، ما يجعل من ''التحويلات'' المصدر الرئيسي للأموال الخارجية التي تتدفق على بلدان العالم النامي· تُظهر الدراسات أن 80 في المائة من الأموال أو أكثر يتم إنفاقها على الفور على أمور مثل الطعام أو اللباس أو السكن أو التعليم أو الحفلات التي تقام من حين لآخر أو جهاز التلفزيون· ومع ذلك، فثمة عشرات المليارات التي يمكن ادخارها أو استثمارها في أماكن حيث رأس المال قليل ونادر· وإذا كان من الثابت أن التحويلات تساهم في تقليص فقر العائلات، فإن صناع السياسات يسعون إلى زيادة تأثيرها على النمو الاقتصادي؛ وفي هذا الإطار، يقوم بعض المهاجرين، مثلا بإرسال أموال إلى حسابات ادخار بمؤسسات مالية صغيرة في أوطانهم، تستعمل الرأسمال المجمَّع لإقراض المقاولين المحليين· غير أن الأشخاص الذين يرصدون التحويلات المالية يشتكون قلة المعطيات والبيانات؛ ذلك أنه من الصعب معرفة حجم الأموال المتدفقة على وجه الدقة، والأصعب من ذلك معرفة وجهتها على اعتبار أن مبالغ كثيرة، صغيرة وكبيرة، تتنقل بطرق غير رسمية عبر البريد أو الأصدقاء· فالبنك الدولي، الذي يعد أهم موثق للسجلات، لا يحصي سوى التحويلات المسجَّلة من قبل البنوك المركزية· وهكذا، فقد وصل المبلغ العام الماضي الى 208 مليارات دولار، في حين يقدر مسؤولون بنكيون أن المجموع العالمي هو أعلى بنحو 50 في المائة - 300 مليار دولار أو أكثر· الشهر الماضي، كشف ''الصندوق الدولي للتنمية الزراعية''، التابع للأمم المتحدة، و''بنك التنمية بين الدول الأميركية''، عن مجموعة من الأرقام التي تم الحصول عليها عن طريق مصادر إضافية مثل الدراسات الخاصة وسجلات شركات تحويل الأموال· والواقــع أن تقدير الدراســـة الجديــدة للمجموع العالمي -301 مليار دولار- يشبه تقديرات البنك الدولي تقريبا؛ غير أن المؤسستين تختلفان كثيرا في ما يتعلق بحجم الأموال المحوَّلة إلى بلدان معينة· فقد أعلن البنك العالمي، الذي يحصل على بيانات البنوك المركزية، أن البلدان الإفريقية الجنوبية استقبلت نحو 1,4 مليار دولار في ،2006 في حين قالت الدراسة الجديدة إن الرقم هو 4,5 مليار دولار· وعلاوة على ذلك، يحدد البنك الدولي نصيب البرازيل بـ 3,5 مليار دولار، فيما تتحدث الدراسة الجديدة عن 7,4 مليار دولار؛ وحسب أي من الرقمين تستعمل، فإن روسيا استقبلت 3,3 مليار دولار، أو 13,8 مليار دولار (كما ورد في الدراسة الجديدة)· وإذا كانت معطيات البنك الدولي تُنشر سنويا، فإن الدراسة الجديدة، التي تندرج في إطار مشروع أوسع، لم تتم مراجعتها على نطاق واسع· الأكيد أن المبالغ كبيرة وتتنقل عبر العالم، ما يؤكد أن الهجرة ظاهرة عالمية بالفعل؛ فقد وجدت الدراسة الجديدة أن 60 بلدا استقبلت مليار دولار سنويا أو أكثر العام الماضي؛ وأن التحويلات المالية في 38 بلدا شكلت أكثر من 10 في المائة من الناتج الداخلي الخام· وإلى ذلك، يقدر ''أوروزكو'' أن 96 مليار دولار، أي نحو ثلث الأموال فقط، مصدرها الولايات المتحدة، مع مبالغ ضخمة من أوروبا والشرق الأوسط كذلك· ''دونالد تيري'' -المسؤول في ''بنك التنمية بين الأميركيتين'' والذي ساهم في رعاية الدراسة- يناضل منذ سنوات لإبراز أهمية التحويلات المالية· ويدافع بشكل خاص عن تقليص كلفة إرسال الأموال ومساعدة المهاجرين على فتح حسابات بنكية، وبخاصة في أوطانهم، حتى يتمكنوا من الاستفادة من القروض العقارية والتجارية· يقول: ''الأمر المذهل هو مدى أهمية التحويلات بالنسبة لكل البلدان النامية تقريبا''· جيسون ديبارل ينشر بترتيب خاص مع خدمة نيويورك تايمز
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©